آخر الأخبار

في يومها العالمي.. الصحافة في اليمن تعيش وضعاً كارثياً (تقرير خاص)

اليمن تعيش أسوأ مرحلة في حرية الصحافة

اليمن تعيش أسوأ مرحلة في حرية الصحافة

المهرية نت - رهيب هائل
الاربعاء, 03 مايو, 2023 - 05:30 مساءً

يحتفي العالم في الثالث من مايو/ آيار من كل عام  باليوم العالمي لحرية الصحافة، وتأتي هذه المناسبة  بالتزامن مع الأوضاع الصعبة التي تشهدها الصحافة في اليمن من قمع للحريات، واستهداف ممنهج للصحفيين، وحرمان أكثرهم من وظائفهم منذ أكثر من ثمان سنوات.

 

ويعد صحفيو اليمن الأكثر تضررًا من الحرب، ومن أطراف الصراع؛ إذ تعرضوا للقتل والاعتداء  والاختطاف والاستهداف المباشر وغير المباشر، من حيث مصادرة وإغلاق الكثير من وسائل الإعلام التي كانوا يعملون فيها.

 

ورصدت نقابة الصحفيين اليمنيين وفقا لتقريرها الصادر الشهر الماضي 20 حالة انتهاك طالت الحريات الإعلامية ابتداء من 1 يناير إلى 30 مارس 20233.

 

كما أشارت النقابة  في تقرير لها إلى أنه :"لا يزال هناك 6 صحفيين معتقلين منهم 3 صحافيين لدى جماعة الحوثي هم (وحيد الصوفي ” مخفي قسرًا”، محمد عبده الصلاحي، محمد علي الجنيد، وصحافي لدى قوات الحزام الأمني بعدن التابعة للمجلس الانتقالي الشريك في الحكومة الشرعية، وصحافي لدى تنظيم القاعدة بحضرموت منذ العام 2015م هو محمد قائد المقري، وصحافي لدى السلطات السعودية هو علي أبو لحوم".

 

ووفقا لمنظمة "رايتس رادار" (غير حكومية، مقرها هولندا) تعرضت حرية الصحافة لنحو 1500 انتهاك من قبل جماعة الحوثي وبقية الأطراف السياسية، وذلك خلال فترة الحرب الممتدة من سبتمبر 2014 إلى مارس 2022م العام الماضي.

 

وأوضحت المنظمة أن إجمالي الانتهاكات التي وثّقتها ضد الصحفيين والمصورين بلغ 1465 حالة انتهاك، تنوعت بين القتل والإصابة والاحتجاز التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب، إضافة إلى التدمير الجزئي أو الكلي للمؤسسات الإعلامية والاستيلاء على الممتلكات العامة والخاصة، خلال الفترة ذاتها.

 

ويصف صحفيون ما آل إليه وضع الصحافة في اليمن من استهداف ممنهج، وإغلاق للمؤسسات، وقمع واختطاف وإخفاء قسري للصحفيين اليمنيين منذ نشوب الحرب في البلاد وحتى اليوم.


وضعٌ كارثي

ويقول "عصام بلغيث "صحفي محرر من سجون الحوثيين": "يأتي اليوم العالمي لحرية الصحافة في الوقت الذي تعيش فيه الصحافة والصحفيون اليمنيون وضعاً كارثياً؛ حيث يستهدفون بكل أشكال الاستهداف المباشر بدءًا من الملاحقات والاختطاف وصولاً إلى القتل بالقناصات والسيارات المفخخة والاغتيالات" .


وأضاف بلغيث لـ"المهرية نت" كل مؤسسات الصحافة اليمنية سواء المقروءة أو المسموعة أو المرئية متوقفة اليوم والبعض منها يبث من خارج اليمن؛ نظراً لاستهدافها واقتحامها من قبل الحوثيين، ومصادرة كل معداتها واختطاف موظفيها وإيداعهم في السجون لسنوات طويلة".


وأشار إلى أن "حلول هذه المناسبة تذكر العالم أن هناك أسوأ وضع كارثي لحرية الرأي في اليمن فمن سلم من الاختطاف والقتل أصبح لزاماً عليه مغادرة اليمن وهذا ما يحصل للأسف".

 

واختتم قائلًا: "أتمنى أن يتوقف نزيف الدم في أوساط الأسرة الصحفية اليمنية، وأن تتوقف الملاحقات والاغتيالات والقتل الممنهج، وأن يتم تهيئة الأوضاع من أجل عودة كل وسائل الإعلام اليمنية للعمل من الداخل اليمني، كما أدعو للإفراج عن كل الصحفيين المختطفين والمحتجزين في السجون".

 

في السياق ذاته  يقول الصحفي هشام طرموم إن: "الصحافة اليمنية تشهد انتهاكات لم تحدث على مدى التاريخ منذ اجتياح مليشيات الحوثي العاصمة صنعاء".

 

وأضاف طرطوم" الصحفي المحرر من سجون الحوثيين" تعرض الكثير من الصحفيين لانتهاكات جسيمة في اليمن حيث تعرض أغلبهم  للاختطاف والنزوح والقتل، كما فقدن أكثرهم لوظائفهم بسبب إغلاق العديد من الصحف والمجلات".

 

وتابع "بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء مباشرة توجهوا لاقتحام المؤسسات الصحفية، ونهب محتوياتهم حتى اضطر الكثير من الصحفيين إلى النزوح خارج الوطن، والبعض نزحوا إلى محافظات أخرى".


وأشار إلى أن "هناك الكثير من الصحفيين تركوا مهنة الصحافة حتى هذه اللحظة إثر التهديدات والقمع وقتل بعضهم وسجن الكثير منهم في المعتقلات لمدة ثمان سنوات، وهذا ما حدث مع الزملاء الأربعة ".

 

صحفيون خلف القضبان

وأكد طرطوم: "لا زلنا حتى اللحظة لانعرف مصير الزميل وحيد الصوفي الذي تختطفه ميليشيات الحوثي فيما لا يزال الزميل أحمد ماهر معتقل في السجون بعدن وتواصل جماعة القاعدة اختطاف الصحفي محمد قايد المقري".

 

الاقتراب من الموت

بدوره، يقول الصحفي ضيف الله الصوفي: "العمل الصحفي في اليمن يعد بمثابة الاقتراب من الموت، إن لم يكن ذلك، خصوصًا أن أطراف الحرب لا تحترم هذه المهنة، بل تسعى في محاولة للتخلص من الصحافة والصحفيين، فالحوثي يعتبر الصحفيين بمثابة الأعداء وحديث قائد هذه الجماعة يؤكد حجم العدائية والتحريض على الصحفيين".


وأضاف الصوفي" الكثير من الصحفيين اليمنيين باتوا في أرض المهجر، والبعض لا يستطيع التنقل بين عدن وصنعاء، الأمر الذي يضيق دائرة العمل والحياة المعيشية لدى الكثيرين من أبناء هذه الفئة".


ومضى قائلًا" في ظل مساعي ومباحثات السلام نتمنى أن يتم تحييد الصحفيين اليمنيين بما يتيح لهم التنقل والحركة بين المحافظات اليمنية، ونتمنى من المنظمات الحقوقية ونقابة الصحفيين اليمنيين أن يضغطوا على أطراف الصراع في اليمن بشأن تحييد أبناءهم الصحفيين"


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية