آخر الأخبار

زيارة قيادة الجيش لـ"سقطرى".. مؤشر آخر على احتدام صراع النفوذ بين الرياض وأبوظبي

وزير الدفاع يكرم قادة الانقلاب على الدولة في سقطرى

وزير الدفاع يكرم قادة الانقلاب على الدولة في سقطرى

المهرية نت - تقرير خاص
الخميس, 23 مارس, 2023 - 12:47 صباحاً

تفاقمت مؤخراً حدّة التوتر بين السعودية الإمارات في اليمن لتنذر بتصادم وشيك بين الحليفين، مع مساعي كل طرف لابتلاع نفوذ الآخر وتعزيز نفوذه العسكري والسياسي الخاص على حساب سيادة اليمن وحكومته الشرعية على الجغرافية اليمنية.

 

في مركز هذا التنافس المحتدم، تتموضع محافظة أرخبيل سقطرى المطلة على خليج عدن وبحر العرب ، والمجاورة لمضيق باب المندب الاستراتيجي، وقد كان الأرخبيل منذ بداية الحرب موضع أطماع دولة الإمارات التي تحلم  ببناء إمبراطورية مائية في المنطقة، وظل هذا الطموح مثار قلق الرياض التي يبدو أنها قررت أخيراً عمل شيء لاحتواء طموح حليفتها في اليمن.

 

وتأتي الزيارة الأخيرة التي نفذها وزير الدفاع اليمني اللواء محسن الداعري ورئيس هيئة الأركان الفريق صغير بن عزيز إلى  سقطرى رفقة وفد عسكري سعودي لتضيف إلى سلسلة المؤشرات حول اعتزام المملكة وضع حد لسياسة أبوظبي في المحافظات المحررة من الحوثيين، أو في المناطق الحساسة للممرات التجارية المائية على الأقل .

 

وكان محافظ سقطرى السابق رمزي محروس، والذي أطاح به حلفاء الإمارات في منتصف العام 2020 ، قد عاد قبل أسابيع إلى الأرخبيل، وسط أنباء عن اعتزامه قيادة مشروع سياسي وحتى عسكري ضد الهيمنة الإماراتية على المحافظة بدعم من الرياض.

 

ويرى مراقبون أن تحول موقف الرياض من التغاضي إلى المواجهة قد فرضه الشعور السعودي المتزايد أن تحركات الإمارات في اليمن أضحت  تشكل خطرًا على الأمن القومي للمملكة، لاسيما بعد وقوف الأخيرة على معلومات استخباراتية وتقارير دولية كشفت عن مساعي أبوظبي لبناء قاعدة تجسس على جزيرة عبد الكوري في سقطرى، بالشراكة مع إسرائيل.

 

"متغيرات إقليمية"

 

وبخصوص زيارة قيادة الجيش اليمني إلى سقطرى، والتي تُعد الزيارة الرسمية الأرفع منذ 2018، لا يستبعد الباحث في الشئون الاستراتيجية والعسكرية الدكتور علي الذهب أن تكون من ضمن إفرازات الاتفاق الحديث بين الرياض وطهران.

 

وقال الذهب في حديث لـ"المهرية نت": "كأن السعودية تحاول تمكين القوات الحكومية من المناطق التي تشرف عليها إشرافا مباشرًا، تمهيدًا لرفع يدها، ومن ذلك سقطرى التي قلصت السعودية حجم قواتها بداخلها الى الثلث، بعد أن بلغت منذ ما بعد مايو 2018م  نحو ألف عسكري".

 

وأكد الذهب في نفس الوقت على عامل الخلافات التي تدور بين السعودية والامارات، مرجّحاً أن الرياض تسعى لتحويل المواجهة بين اليمنيين أنفسهم، سواءً على مستوى الأطراف المكونة للحكومة المعترف بها دوليًا أو الحرب مع الحوثيين.

 

وأشار الى أن هذه المتغيرات في السياسية السعودية وتحركاتها الأخيرة: "لا يعني تخلي الرياض عن وجودها في الأزمة اليمنية بشكل نهائي، ولكنها محاولة لتخفيف هذا الوجود".

 

وأوضح: "قد تسحب السعودية ما تبقى لها من قوات أو مستشارين، وتلجأ للتعامل باستراتيجية الإمارات التي اعتمدت على التدخل غير المباشر أعلنت انسحابها  نهاية 2019".

 

"المعنى أنها الرياض ستمارس عبر البرنامج السعودي للتنمية ووجود سفيرها في اليمن، مهام سياسية وعسكرية تحت غطاء دبلوماسي لدعم الحكومة الشرعية، على غرار ما يقوم به السفير الاماراتي الذي باشر عمله في عدن قبل نحو ثلاثة أشهر بعد التوقيع على اتفاقية التعاون الأمني بين حكومة اليمن وأبو ظبي".

 

من جانب آخر، يعتقد الذهب أن هذه التحركات قد تأتي ضمن محاولات الرياض تحجيم المجلس الانتقالي الجنوبي وإضعافه تمهيدًا لظهور كيان جديد أو دعم كيان موجود على الساحة، مشيراً إلى خروج الانتقالي مؤخراً عن " بيت الطاعة  السعودي" ، وحاجة الرياض لتحجيمه على الأرض .

 

فيما احتمل أن هذا التوجه قد يكون نتيجة لتمرد الانتقالي على بيت الطاعة السعودية، فهي وتحاول تقليصه ماديًا وعسكريًا، وحتى تحجيم وجوده على الأرض.

 

 "على الرغم من أن الانتقالي تابع للإمارات، لكن عيدروس الزبيدي كان قد صرح مراراً أنه مع السعودية، كما أن الرياض هي من تصرف مرتبات وقوات الانتقالي، وقد سارعت لإيقافها مؤخرًا". 

 

"صراع مكشوف"

 

من جانبه، رأى الصحفي والكاتب السياسي صدام الحريبي أن الزيارة وزير الدفاع إلى الأرخبيل تحمل رسالة سعودية واضحة إلى الإمارات تفيد بأنه لايمكن تجاوز المملكة في اليمن .

 

"لا يمكن فصل هذه الزيارة عن عودة المحافظ السابق رمزي محروس الذي كان قد أقيل بضغوط إماراتية وموافقة سعودية العام الماضي ".

 

وتابع الحريبي حديثه ل"لمهرية نت" : "عودة محروس تقول أن الرياض لا تسعى فقط من تحت الستار لمزاحمة الإمارات وتفكيك نفوذها في سقطرى وبقية المحافظات، بل تريد أن تعلن ذلك، وبنفس الوجوه التي كانت ضحايا لسياسة في السابق، وهو ما يسحب البساط من تحت الإعلام الإماراتي الذي واصل خلال السنوات الماضية الإدعاء أنه لا توجد أي خلافات مع المملكة في اليمن، في محاولة لتضليل السعوديين".

 

 


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية