آخر الأخبار

ميناء قشن في المهرة..مسارٌ للأطماع ونهبٌ الثروة (تقرير خاص)

ميناء قشن

ميناء قشن

المهرية نت - تقرير خاص
الثلاثاء, 03 يناير, 2023 - 09:52 مساءً

لا تكاد تخلص الإمارات والسعودية من مخطط ما للسيطرة على المهرة بطريقة أو بأخرى، إلا وتبدأ بخلق وسيلة ومسار تآمري جديد لتحقيق أهدافها وأطماعها.

 

وبعد أن فشلت الدولتان في إرضاخ وتجيير أبناء المحافظة لصالح مشروعهما الاحتلالي، من خلال محاولة شراء ولاءات قبلية وتقديم الهبات النقدية والعينية المهولة ودعم وخلق تشكيلات ومكونات خارج الدولة وخارج الاجماع القبلي والمتجمعي، وفقدانها الأمل في هذا المسار نتيجة حائط الصد الشعبي الرافض، سعت الدولتان مؤخراً إلى استراتيجية أخرى ظهرت شواهدها بوضوح في القرار الذي بدأت الحكومة الشرعية عام 2023 بالتصديق والموافقة على إنشاء ميناء بحري في مديرية قشن الطرف الآخر في التوقيع شركة إماراتية وبطريقة وصياغة غير قانونية ومبهمة بالنسبة للفوائد والنتائج على سنوات طويلة في طال عوائدها غياب الدولة.

 

الموقع والميناء المراد إنشاؤه يقع على امتداد سلسلة جبلية استراتيجية مهمة غنية بالثروة المعدنية، وهو ما كان مبهماً في مساعي السعودية والإمارات بداية تحركاتهما صوب المهرة قبل سنوات، وبدء نشاطات كانتا تقولان إنها إنسانية وخدمية تحت مسمى الإعمار ومركز سلمان، والذي تكشف تدريجيا إلى أن باءت بالفشل، لتتحول بعدها المخططات واضحة وعلنية لما كانت الدولتان تطمع فيه، فيما آلت عليه بحصول الدولتين على قرار حكومي بإنشاء الميناء وهو ما كانتا تسعيان إليه في الأصل وبات واقعا.

 

تحقيق ووصول السعودية والإمارات لمبتغاهما بإنشاء الميناء يتمثل في الأهمية الاستراتيجية لمديرية قشن وموقعها البحري من حيث الجغرافيا أولا:

 

يعتبر الشريط الساحلي لمديرية قشن هو الأقرب جغرافيا من جزيرة سقطرى مقارنة ببقية السواحل اليمنية، إضافة إلى تميز المساحة المائية الواقعة بين قشن وسقطرى، بخط بحري استراتيجي مستقر من جميع الجوانب، وتتمتع الطريق الملاحية بالهدوء والأمان الطبيعي.

 

أما كميناء فيعد اللسان البحري المراد إنشاء عليه ميناء والمتمثل بموقع أطراف جبل شروين وتحديداً موضع يطلق عليه (ليبن) يعد من أفضل المواقع عالميا من حيث مهيئة طبيعيا لأن يكون ميناء استراتيجي. 

 

وتتكمل الأهمية للميناء في أنه يقع على السلسلة الجبلية القريبة والممتدة من سيحوت وحتى حصوين، جبال غنية بالثروة المعدنية، وحصل وأن نزلت مسوحات سابقة لشركات أجنبية.

 

أما تاريخياً فكانت مديرية قشن تحتضن أهم خور وميناء استراتيجي قديماً يطلق عليه خور سنجره؛ حيث كان يعد نقطة توقف ورسو رئيسة عالمياً وممر للسفن العالمية قديماً.

 

الرفض الشعبي

قرار إنشاء ميناء في قشن وما سبقها من مساعٍ سعودية طوال السنوات الماضية تحت غطاء إنساني، قوبل بالرفض الشعبي كان آخرها وأهمها ما جاء على لسان الشيخ علي سالم الحريزي رئيس لجنة الاعتصام السلمي في محافظة المهرة قوله إن قرارات المجلس الرئاسي الأخيرة في المهرة توضح نية العدو بأن شيئاً غير إيجابي مقبل على المحافظة والتغيير على واقع الأرض,

وأضاف أن المؤامرات كبيرة ومستمرة على هذه المحافظة، وأكد أن لجنة الاعتصام كانت وماتزال صمام أمان لهذه المحافظة.

 

وحيال الحفاظ على سيادة المحافظة وأمنها واستقرارها، حثّ الحريزي على تطوير العمل ومضاعفة الجهود من الجميع في مقدمة ذلك تفعيل النشاط الجماهيري في عموم مناطق ومديريات المحافظة، واستيعاب كافة المؤامرات الاستراتيجية للعدو, مشيراً إلى أن استراتيجية الاحتلال تنفذ عبر أجندة  العدو التي تمضي خطوة بخطوة في محاولة لفرض مطامعها ومساعيها الفوضوية.

 

وحول قشن أكد الحريزي أنها قلب المهرة، ولا يمكن أن السماح بأي محاولات لتحويلها إلى ساحة مطامع للعدو ضد مصالح المواطنين.

 

وعقب القرار الحكومي المتعلق بالميناء خرج ناطق اعتصام المهرة علي مبارك محامد بالقول إن إعلان حكومة معين عبدالملك وإقرارها إنشاء ميناء قشن بمحافظة المهرة والمخصص للنشاط التعديني انتهاك صارخ للسيادة اليمنية وغير قانونيةز

 

وأضاف أن موقف اللجنة واضح منذ البداية وهو رفض  تلك الإتفاقية بشكل قاطع كون القرار مبهم ومجهول وصدر من جهة ليست مخولة  بتوقيع الاتفاقيات مع الدول كما يكشف هذا القرار مهمة المجلس الرئاسي وحكومة معين في شرعنة خطوات الاحتلال السعودي الاماراتي في محافظة المهرة.

 

ولفت بن محامد أن إلى هذه الخطوات وغيرها تؤكد ما حذّرت منه لجنة اعتصام أبناء المهرة السلمي خلال الفترة الماضية من خلال سعي الاحتلال لتمرير مثل هذه القرارات وغيرها عبر المجلس الرئاسي وحكومة معين.

 

وتابع محامد بالقول إنه رغم الشواهد والدلائل على الأرض يحاول الاحتلال السعودي الإماراتي إنكار أهدافه وأطماعه من حربه على اليمن التي أصبحت واضحة للعيان فما يحدث في المهرة وفي ميناء قشن جزء لا يتجزأ من الأجندة الاستعمارية سبقها السيطرة على أرخبيل سقطرى والجزر اليمنية.

 

وذكر محامد أن التحالف استخدم أدواته الاعلامية للترويج بأنه يسعى لإقامة مشاريع تنموية في المهرة، ويتهم من يقف ضد الاتفاقات المشبوهة التي تنتهك السيادة بأنهم ضد التنمية المهرة.

 

وخلال سنوات الحرب انكشف كذب السعودية وبدلاً من فتح مطار الغيضة فقد تم تحويله إلى قاعدة عسكرية.

 

وبيّن بالقول إنهم اليوم يروجون لنفس الكذب حول ميناء قشن كونه من المشاريع التي تخدم المهرة والحقيقة أنها مشاريع تنتهك السيادة الوطنية وتخدم الاحتلال وعملائه في نهب ثروات المهرة التعدينية.


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية