آخر الأخبار

نازحو "الجوف".. تشرد جديد في قلب الصحراء (تقرير خاص)

نازحو الجوف في مخيمات مأرب-المهرية نت

نازحو الجوف في مخيمات مأرب-المهرية نت

المهرية نت - تقرير خاص
الأحد, 22 مارس, 2020 - 05:16 مساءً

تتواصل معاناة النازحين الذين توافدوا مؤخراً على محافظة مارب بعد سيطرة ميليشيا الحوثي على مدينة الحزم مركز محافظة الجوف في الأول من مارس الجاري. 

 

وبحسب الوحدة التنفيذية لإدارة النازحين فإن عدد الأسر النازحة نتيجة اشتداد المعارك في مدينة الحزم بالجوف ومديرية نهم التابعة للعاصمة صنعاء وصل إلى 25 ألف أسرة يحتاجون إلى مساعدات عاجلة لتلبية احتياجاتهم الأساسية من مأوى وطعام ومياه ودواء.

 

وبالرغم من مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على سيطرة الميليشيا الحوثية على مركز محافظة الجوف فإن حركة النزوح مازالت مستمرة بحسب سلطان الروساء وهو أحد نشطاء المحافظة الإعلاميين، والذي أصبح مصدراً مهماً لمتابعة أخبار الجوف وتطورات المعارك والوضع الإنساني فيها.

 

يقول الروساء لـ "الـمهرية نت": "إن الكثير من المواطنين فروا نتيجة خوفهم من بطش ميلشيا الحوثي واستخدام الأهالي كرهائن للضغط على أبناءهم المقاتلين للتوقف عن قتالها أو تسليم أنفسهم لها، بالإضافة إلى الخوف من قصف طيران التحالف للتجمعات السكانية التي تتخذها الميلشيا دروعاً بشرية".

 

ويعتقد الروساء أن الفئة التي تعاني أكثر من غيرها هم أولئك الذين كانوا قد استقروا في مدينة الحزم وبنوا منازل لهم ولأسرهم من النازحين من محافظات سيطرة الميلشيا، فاضطروا للنزوح من جديد وهم اليوم يواجهون ظروفاً قاسية كونهم لم يعتادوا على أجواء الصحراء ويلاقون مصاعب كثيرة في طريق نزوحهم، بينما أبناء الجوف توزعوا على مناطق مختلفة فمنهم من ذهب إلى مديريات أخرى بعيدة نسبياً عن مناطق الاشتباك مثل مديرية خب الشعف وتحديداً منطقة بير المرازيق وكذلك مناطق اليتمة والعشة وقعيف وسلبة، أو انتقلوا إلى مناطق البدو حيث يستطيعون التأقلم مع ظروف العيش الصعبة والبعض الآخر اتجه صوب مارب". 

 

ويضيف: لقد أثّر النزوح عليهم بشكل كبير والناس في حالة حرجة، "يتقطع قلبك حينما تشاهدهم، حالتهم المادية والمعنوية صعبة، خاصة من لم يتأقلم على البداوة وحياة الخيام".

 

إحدى النازحات من محافظة الجوف قالت إنها عانت كثيراً وأسرتها حتى وصلت إلى مارب، فقد تركت بيتها وكل ما بنوه خلال السنوات الماضية في الحزم خوفاً من الحرب، وأبدت امتعاضها من ارتفاع أجور السكن في محافظة مارب وطالبت المعنيين بإغاثتهم وتخصيص أماكن إنسانية يعيشون فيها.

 

معبّر فيصل نزح من الجوف مع أكثر من 1000 أسرة يقول للمهرية: "وصلنا إلى مارب ولم تقم السلطة المحلية بالجوف بفعل شيء لنا، المسؤولون يمتلكون أموالاً يستطيعون استئجار شقق بينما نحن لا نمتلك شيء، خرجنا حاملين أرواحنا وأسرنا بين أكفنا، وحينما وصلنا لم نجد مكاناً نقيم فيه".

 

ويضيف: "أقيم حالياً في منزل أحد الأصدقاء الذين كانوا قد نزحوا منذ فترة طويلة قبل الأحداث الأخيرة، بالإضافة إلى ست أسر نازحة أخرى، وحينما نذهب للبحث عن شقة يريد منا المؤجرون في مارب 600 ألف ريال مقدّم عن ستة أشهر - يشترط المؤجرون في مارب على المستأجر دفع مبلغ عن أشهر محددة غالباً ما تكون ستة أشهر -  ويضيف: "ليس بوسعنا أن ندفع هذا المبلغ، من أين لنا ونحن نازحون؟".

 

وسألنا معبّر إن كانت المنظمات قد قدمت له ولأسرته شيئاً، فقال لـ "المهرية نت": "يعدوننا دون جدوى، ذهبت واستلمت في إحدى المرات من إحدى المنظمات كرتاً، ومن ثم أعطوني حقيبة فيها القليل من الملابس ومواد التنظيف، بينما نحن بحاجة إلى المأوى والطعام والماء".

 

وبالرغم من الوعود التي تطلقها المنظمات والجهات المعنية إلا أن نازحي الجوف يعانون ويناشدون السلطات المحلية بأن يقفوا إلى جانبهم في محنتهم التي لم يختاروها، كما أنهم يتذمرون من الوعود التي يصفونها بالخادعة.

 

وتعاني محافظة مارب من ضغط شديد جراء ارتفاع أعداد النزوح إذ ليست هذه الموجة الأولى فقد سبقتها العشرات من الموجات السابقة من مختلف محافظات الجمهورية، وتعاني المحافظة من ضعف الخدمات وسوء البنية التحتية ما أدى إلى غلاء المعيشة وارتفاع الإيجارات إلى مستويات قياسية لم تشهدها من قبل.

 

وتحذر منظمات الأمم المتحدة من استمرار الصراع وتوسعه إلى مناطق يتمركز فيها المدنيون، كما ناشد المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث خلال زيارته إلى مارب في الـ7 من مارس الجاري جميع الأطراف لإيقاف المعارك محذراً من تحول مارب إلى بؤرة صراع جديدة.


كلمات مفتاحية:
تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية