آخر الأخبار
انقلاب مليشيا الانتقالي يحول عدن إلى مدينة للفوضى والانفلات الأمني (تقرير خاص)
مسلحون موالون للمجلس الانتقالي
الثلاثاء, 01 مارس, 2022 - 07:45 صباحاً
حقبة سوداء تمر بها مدينة عدن، منذ سيطرة المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات، إذ لا يكاد يمر أسبوع واحد دون جريمة قتل، أو اغتيال أو تفجير أو سلب ونهب، فقد أغرقها الانقلاب بالموت من كل جانب وفي كل زاوية من أحيائها.
في أغسطس/آب 2019 أحكمت ميليشيا الانتقالي سيطرتها على عدن، وأحالتها إلى مناطق نفوذ للمسلحين، وساحة مناوشات مستمرة بين فترة وأخرى.
وبعد سنوات من النفوذ الاماراتي وسيطرة الانتقالي، أصبحت عدن النموذج الأسوأ في المدن اليمنية، ومضرب المثل للفوضى والملشنة، وحياة الغاب.
رائحة الدم والبارود
قتل شخص وأصيب آخر، مساء الجمعة، جراء اشتباكات اندلعت إثر خلافات شخصية بين مسلحين بمديرية التواهي في العاصمة المؤقتة عدن.
هذه الحادثة لم تكن الوحيدة خلال شهر فبراير/شباط ، حيث نجا مسؤول عسكري في وزارة الدفاع من محاولة اغتيال جراء كمين تعرض له في مديرية خور مكسر شرقي عدن.
ورصدت وسائل إعلام محلية اختطاف مسلحين مجهولين، شابا مدنيا، من أمام منزله بمدينة المنصورة، واقتياده إلى جهة مجهولة.
كما أفادت تقارير حقوقية بحالة انتحار لمختطف من أبناء محافظة إب، في سجن شرطة خور مكسر، في نفس ليلة اعتقاله، الشهر الماضي.
انعدام الأمن
أثناء مغادرته إلى مصر، اختار "عبدالرحمن محمد" السفر عبر مطار سيئون بدلا عن مطار عدن، رغم بعد الطريق إلى سيئون بفارق مسافة يقارب 750 كيلو متر.
يقول محمد في حديثه لـ "المهرية نت" أن عدن لم تعد مناسبة حتى للعبور من خلالها، خصوصا بعد حادثتي مقتل الشاب "عبدالملك السنباني" والدكتور "عاطف الحرازي".
وأضاف "في عدن لا تأمن على نفسك في الفندق أو في الطريق أوفي أي مكان آخر، فالموت منتشر في كل شارع، والرائحة الموجودة هي رائحة الدم والبارود فقط".
وبحسب محمد " لا شيء يبعث على الطمأنينة في عدن، حتى مقومات الحياة الضرورية أصبحت شبه منعدمة كالكهرباء وغيرها من الخدمات".
من المستفيد؟
عدن التي اختارها الرئيس عبدربه منصور هادي عاصمة مؤقتة للجمهورية اليمنية عقب مغادرته صنعاء جراء انقلاب الحوثيين على الدولة، لم تعد آمنة للمواطنين ولقيادة الدولة أيضا، ففي كل مرة تنتقل الحكومة لممارسة مهامها من عدن سرعان ما تغادرها استجابة لتهديدات العصابات المسلحة.
وبالنظر إلى مكانة عدن وأهميتها خلال هذه الفترة، وواقعها المظلم، فإن عشرات الأسئلة تعصف بالذهن عن المشكلة الرئيسية لعدن والمستفيد من الوضع الحالي فيها، وكيف للتحالف السعودي الإماراتي وللشرعية اليمنية بعد فشلهم في تطبيع الأوضاع في عدن والحفاظ على أمنها واستقرارها وهي تحت سيطرتهم أن يستعيدوا العاصمة صنعاء من قبضة الميليشيا الحوثية.
يقول الكاتب والمحلل السياسي فهد سلطان إن "إبقاء المدينة في حالة فوضى هدف لإبعاد الشرعية وإبقاء الحرب مستمرة ومشكلاتها قائمة لأكبر قدر ممكن من الوقت".
وأشار إلى أن "الإمارات دخلت من أجل الجزر والموانئ والسواحل وبالتالي الوضع القائم في هذه المدن مناسب لها، بل سعت إلى ذلك وستواجه أي جهة أو تيار يريد أن يخفف من معاناة الناس".
وفي حديثه لـ "المهرية نت" أضاف سلطان أن "التحالف بشكل عام والإمارت بشكل خاص، مستفيدة بشكل مباشر من تعطيل ميناء عدن، ومن إبقاء البلاد تحت الهيمنة".
وأفاد أن التحالف السعودي الإماراتي تعمد قام باختيار شخصيات ضعيفة وليس لها أي تطلع سياسي أو موقف وطني تجاه البلاد، وأن الذين يتم اختيارهم أشبه بكلاب الحراسة ينفذوا ما يطلب منهم دون أن يكونوا أمام أي مسؤولية تجاه الناس وهذا هو الحاصل.
وبحسب سلطان "إذا صادف أن وصل شخص إلى مسؤولية فإنه يتم عرقتله وإبعاده تماما عن أي تواصل مع الناس".
ولفت إلى أن "إبعاد محافظ شبوة السابق محمد صالح بن عديو كان واضحا في موقف التحالف من أي تنمية أو أي محاولة للخروج من أجواء الحرب".
المرحلة الأسوأ
يؤكد القيادي في المقاومة الجنوبية عادل الحسني وجود أهداف سياسية واقتصادية للتحالف السعودي الإماراتي من بقاء عدن في مربع الفوضى والظلام واللادولة، لا فتا إلى أن العبث الدائم والمستمر في عدن يجعلها غير آمنة، وبنتيجة حتمية يتحقق واحد من أهم وأقدم أهداف الامارات وهو تعطيل ميناء عدن والحيلولة دون إنشاء منطقة حرة تنافس دبي.
وبحسب الحسني فإن الإمارات متخوفة من قيام دولة -أيا كانت- في اليمن يكون للإسلام السياسي فيها دور، وهو الأمر الذي تعمل الامارات جاهدة للوقوف أمامه، ومحاولة إفشالة.
وفي حديثه لـ "المهرية نت" يقول الحسني "منذ 2015 وعدن تمر بمرحلة سيئة جدا ربما تكون المرحلة الأسوأ في تاريخها وذلك نتاج العبث الموجود من التحالف السعودي الاماراتي في تمكين عصابات مسلحة من هذه المدينة ومنع قيام الدولة ومؤسساتها الرسمية فيها".
ولفت إلى تمويل الامارات الانقلابات ضد الدولة الشرعية خلال العامين 2017-2018، واستبدال مؤسسات الدولة بمعسركات ومليشيات ونقاط تفتيش مسلحة، والتدخل المباشر للامارات لمنع تحرير عدن من العصابات المسلحة، بقصف قوات الجيش الوطني، مضيفا "أصبحت المدينة مسرحا للفوضى والسجون السرية والجبايات والضرائب ومربعات لأمراء الحرب, كل مربع يخضع لقائد أمني معين من خلاله يقوم بنهب الضرائب وإجبار التجار على دفع الاتاوات".
وأوضح الحسني أن العصابات المسلحة التي تحكم عدن استباحت جميع أراضي الدولة كالمتنزهات والأماكن العامة حيث "أصبحت عدن نموذج لغابة وحوش ومغول وتتار لم تعهده المدينة من قبل حتى الجبال لم تسلم من بسط أمراء الحرب كما السواحل والأراضي العامة والخاصة".
ويرى القيادي في المقاومة الجنوبية أن الشرعة "تعيش في تناقض عجيب فهي تدعي أنها لا تعترف بهذه الميليشيات لكنها في نفس الوقت تشرعن لها من خلال تصريحات رئيس الحكومة وغيره الذين يؤكدون أن المجلس جزء منهم بينما هو يرفع علم غير علم اليمن وينصب رئيسا من خلاله يتلقى التعلميات من الإمارات ويتعامل مع مندوبي مخابراتها".
مكاسب فورية
ويعتقد الكاتب علي الأحمدي أن "الانفراد وعدم التصالح الداخلي قاده لفشل تجربة الحكم منفرداً ما أدى للهروب نحو الوحدة بقرار منفرد، فكيف يظنون اليوم أنهم سيحكمون الجنوب وهم لايملكون الا تشكيلات مشتتة غير مجهزة أشبه بتشكيلات قبلية تستلم مرتباتها من الخارج".
استقرار الأمن بعدن مكسب للجميع .. بعد 7 سنوات من تحرير عدن لم يستقر الأمن فيها وبعيداً عن تحميل الشرعية والتحالف...
Posted by علي الأحمدي on Tuesday, February 8, 2022
يفيد الكاتب في منشور على صفحته بالفيسبوك أن "الشق الأمني في اتفاق الرياض يخدم الانتقالي قبل الشرعية اليمنية فهو يخرجهم من مأزق العزلة المناطقية والجغرافية عبر دمج الأفراد مؤسسياً وإضافة آخرين وطنياً وبقاء القيادة في عدن بيدهم ممثلة بالمحافظ ومدير الأمن، بينما عدم تنفيذ هذا الشق - وهو مايفاخرون به - لايقود الا لتكريس الفشل والذي سيؤدي حتما لانفلات الأمور من أيديهم".
ويعتقد الأحمدي أن "أن أطراف بالانتقالي لايهمها النجاح والاستمرار في الانتقال نحو كيان سياسي فاعل في اليمن قدر تحصيل أكبر قدر من المكاسب الفورية وتخدير الناس بالخطابات الرنانة والوعود غير المنطقية".