آخر الأخبار
العيد في اليمن.. فرحة تحاصرها مآسي الحرب ومخاوف الأوبئة
إرشيف
الخميس, 21 مايو, 2020 - 09:18 مساءً
ليست الحرب وحدها من تنغص فرحة اليمنيين في عيد الفطر هذا العام، فوباء كورونا رفقة أوبئة أخرى تفتك بالمواطنين وتحصد أرواح المئات في بلد يعاني ويلات الصراع المسلح منذ ستة أعوام..تعددت معها سلطات الأمر الواقع التي لا تأبه لاحتياجات والسكان.
يستقبل اليمنيون عيد الفطر هذا العام ووطنهم، المنهك جراء الحروب والكوارث الطبيعية، تزداد فيه أعداد الفقر والنزوح، ومساحة الدمار للخدمات الأساسية الهشة، الأمر الذي يفاقم معاناة السكان ويعمل على تلاشي أجواء الفرح والبهجة بالعيد.
ورغم أن اليمنيين عايشوا أعياد الفطر لخمس سنوات ماضية، في ظل الحرب، إلا أن عيد الفطر هذا العام، يأتي في ظروف أشد قساوة ومعاناة إثر تفشي جائحة كورونا وارتفاع عدد الإصابات والوفيات دون تحرك من السلطات المتعددة يرقى لحجم الكارثة.
عيد برائحة المرض وطعم الموت
في عدن العاصمة المؤقتة، باتت المدينة الخاضعة لسيطرة مليشيات "الانتقالي" المدعومة من الإمارات، تعيش وضعاً مأساوياً جراء تفشي فيروس كورونا والأوبئة الأخرى التي حصدت أرواح قرابة ألف شخص منذ مطلع مايو الجاري.
يقول الناشط أبو أحمد خان، لـ"المهرية نت" إن عدن تشهد وضعاً كارثياً للغاية، ويستقبل الناس العيد برائحة المرض وبطعم الموت.
وأشار إلى أن عدن لم تعش مثل الوضع المخيف وسط انهيار الوضع الصحي بكل ما تحمله الكلمة، لافتاً إلى أن الكثير من المستشفيات والمستوصفات أغلقت أبوابها فيما الأطباء والطواقم الطبية اختفوا من المشهد إلا القليل منهم.
وذكر أن المواطنين فقدوا الثقة فيما تبقى من المستشفيات، بينما أضحت المقابر تستقبل يومياً العشرات من الموتى، والوضع الاقتصادي يشهد تردياً، في ظل تأخر الرواتب لأغلب موظفي القطاع الحكومي أما القطاع الخاص توقف أغلبها بسبب الحظر، مشيراً أن هناك الكثير من الناس لا يجد قيمة ما يأكل ولا يجد قيمة الدواء والعلاج، مبيناً أن بسمة العيد اختفت من وجوه الناس.
وينقل عن أحد سكان المدينة قوله: "هذا أول عيد يأتي في عمري وأنا لم أشترِ لأولادي كسوة العيد، والبعض الآخر يتمنى أن لا يأتي العيد".
وعن حال الكهرباء في المدينة الساحلية شديدة الرطوبة والحرارة، يشير إلى أن الخدمة تنقطع عن عدن أكثر من 14 ساعة في اليوم.
عيد مختلف
وعن أجواء العيد في العاصمة صنعاء، الواقعة تحت سيطرة مليشيات الحوثي، تبدو الصورة قاتمة في مناطق لا يعير الحاكمون فيها اهتماماً لشيء من احتجاجات السكان، غير أخذ الجبايات وحشد المقاتلين إلى جبهات القتال التي لا تصدر غير الموت ولا تنعش إلا مشاريع افتتاح المقابر.
يصف المتخصص في العلاقات العامة، محمد علي، لـ"المهرية نت" الوضع في صنعاء بالكارثي بسبب الحرب التي أثرت على مختلف مناحي الحياة.
ويشير إلى أن الوضع اليوم أصبح مختلفاً تماماً بسبب جائحة كورونا، ففي الأعوام السابقة ورغم الحرب، كان السكان يكافحون ويعيشون فرحة العيد نوعاً ما رغم انقطاع المرتبات والخدمات وغلاء الأسعار الجنوني.
وأوضح أن الأوضاع الحالية تدمي القلب جراء الاستهتار من المواطنين بالإجراءات الوقائية وقلة الوعي وعدم تحمل المسؤولية من الجهات المعنية.
ولفت إلى أن ذلك يبعث على القلق والرعب من النتائج المحتملة، راجياً الله أن يلطف باليمن ويرفع عنها الوباء.
وتمنى من السكان اقتصار أجواء العيد وتبادل التهاني على مواقع التواصل الاجتماعي في ظل أجواء العيد في هذا الظرف الذي لم تعهده اليمن.
وعن الجانب المادي والمعيشي، يقول إن الكثير من الأسر الفقيرة لا تجد لقمة العيش، فضلاً عن صنع البهجة بسبب الفقر الذي يمنع الفرحة.
خالية من الفرحة
أما في مأرب الواقعة تحت سيطرة الحكومة اليمنية، حيث تعيش المحافظة وضعاً يزداد صعوبة على السكان إثر ارتفاع معدلات النزوح إلى المدينة خاصة بعد تقدم الحوثيين في نهم شرقي صنعاء ومحافظة الجوف في الأشهر الأخيرة، إضافة إلى أضرار السيول على مخيمات النازحين.
وقال الصحفي النازح بمأرب زين العابدين بن علي، لـ"المهرية نت" إن سكان مأرب يستقبلون عيد الفطر المبارك هذا العام بأجواء قاتمة وتبدو خالية من الفرحة والبشاشة والاستقبال الفرائحي المعهود.
وعزا تلك الحالة إلى ظروف جائحة كورونا التي خلقت ذعراً كبيراً في أوساط السكان تخوفاً من الإصابة بالوباء في ظل وضع صحي هش تنعدم فيه أبسط الخدمات الصحية ما يعني كارثة محدقة قد تصيب الآلاف في مدينة تكتظ بمئات الآلاف من النازحين.
وأشار إلى أن ما يزيد الطين بلة هو استمرار الحرب في أطراف المحافظة الأمر الذي ضاعف أعداد النازحين ومعاناتهم وبشكل غير مسبوق.
وذكر أن مخيمات النزوح التي تملأ المحافظة يفتقر القاطنون فيها لأبسط مقومات المعيشة، فضلاً عن احتياجات العيد من كسوة لأطفالهم ومكسرات وغيرها.
وبين أن توفير الاحتياجات الضرورية للنازحين يمثل لهم عيداً بحد ذاته، موضحاً أن هناك مشكلة طرأت هذا العام للنازحين الذين لازالت عوائلهم بمناطق سيطرة الحوثيين، بعد فرض مبالغ باهظة مقابل إجراءات الحوالات إلى المناطق الخاضعة لهم.