آخر الأخبار

اعتصام المهرة.. عامان من الحراك الشعبي الرافض للوصاية السعودية

حرائر المهرة في مظاهرات سابقة ضد الوجود السعودي-ارشيف

حرائر المهرة في مظاهرات سابقة ضد الوجود السعودي-ارشيف

المهرية نت - وحدة التقارير/خاص
الإثنين, 11 مايو, 2020 - 12:09 صباحاً

ظلت محافظة المهرة منذ اندلاع الحرب في العام 2015، بعيدة عن الصراع المسلح، إلا أن ذلك السكون لم يدم طويلا حتى اخترقت ذلك الهدوء التحشيدات العسكرية السعودية في نهاية العام 2017م.

 

مع وصول القوات السعودية معززة بآليات عسكرية ضخمة إلى محافظة المهرة، في نوفمبر 2017، تحرك عدد من الوجهاء والمسؤولين لرفض ذلك التواجد بالتزامن مع الأخبار السيئة القادمة من عدن والمكلا، حيث الحديث عن السجون السرية وتعطيل مؤسسات الدولة والمطارات وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، مع إنشاء مليشيات خارج الأطر الرسمية.

 

أعطت السعودية تطمينات للسلطات المحلية وزعماء القبائل بالمهرة في أن حضورها في المحافطة ينحصر في تقديم الدعم وتعزيز الأمن ومكافحة التهريب، وعلى ضوء ذلك توسم المهريون خيرا من ذلك الحضور للمملكة.

 

لم يمض سوى أشهر، حتى بدأت الأطماع تتكشف للتواجد السعودي بالمهرة، الأمر الذي دفع بزعماء وجهاء المحافظة، إلى إنشاء حركة سلمية لمناهضة تصاعد الحضور العسكري للرياض والسيطرة على المرافق الحيوية والسيادية في المحافظة، وفي مقدمتها مطار الغيضة الدولي وميناء نشطون ومنفذي صرفيت وشحن الحدوديين مع سلطنة عمان.

 

في مايو  من العام 2018،  جرى الإعلان عن تشكيل لجنة الاعتصام السلمي لأبناء المهرة، لتكون واجهة للنضال السلمي والتصدي لأطماع السعودية في المهرة والمطالبة برحيل قواتها.

 

وحملت  لجنة الاعتصام على عاقتها أهدافا تمحورت حول الدفاع على السيادة والوطنية وحماية مؤسسات الدولة اليمنية وممارسة مهامها وفق النظام والقانون.

 

ومنذ انطلاقها قبل عامين دأبت لجنة  اعتصام المهرة، على تنظيم المظاهرات والوقفات الاحتجاجية السلمية المطالبة برحيل القوات السعودية وكشف حقيقة التواجد العسكري الكثيف للرياض.

وقبل مجيئ القوات السعودية للمهرة،  كانت حليفتها الإمارات قد حاولت مد نفوذها في المحافظة تحت غطاء الهلال الأحمر الإماراتي وشروعها في تشكيل مليشيات غلى غرار الأحزمة والنخب، إلا أن تلك المخططات بددها وعي المجتمع المهري وتمكسها في الحفاظ على مؤسسات الدولة الرسمية.

 

وأمام تصاعد الرفض للتواجد السعودي بالمهرة، مضت الرياض في إحكام قبضتها على المحافظة التي تراه المكان المناسب لمد أنبوب النفطي إلى بحر العرب.

 

ومع ارتفاع وتيرة الرفض الشعبي، فشلت السعودية في شراء ولاءات زعماء القبائل رغم الإغراءات الكبيرة، وهو الأمر الذي جعل الرياض تستخدم لغة الترهيب والقوة عبر استخدامها الطيران الحربي أكثر من مرة في مواجهة القبائل الرافضة لمشاريعها التوسعية التي تقوض مؤسسات الدولة.

 

حراك كشف حقيقة التحالف

 

وتعليقا على حلول الذكرى الثانية لانطلاقة لجنة الاعتصام السلمي بالمهرة، قال الناطق باسم لجنة الاعتصام، علي مبارك محامد، إن الحراك الشعبي بالمهرة مثل الشرارة الأولى التي كشفت أطماع التحالف السعودي الإماراتي في اليمن بشكل عام والمهرة  على وجه الخصوص.

 

وأكد أن أبناء المهرة  لهم السبق في تصدر المشهد  ضد التواجد السعودي والإماراتي في اليمن والمهرة، مشيرا إلى أن خروج أبناء المحافظة للساحات أظهر للعالم وكل اليمنيين أطماع التحالف في اليمن وانحرافه عن مساره  وزعمه في إعادة الشرعية، وأظهر حقيقته  المتمثلة في محاربة الشرعية وتوسع نفوذه وأطماعه.

 

وذكر أن هناك التفافا غير مسبوق حول لجنة الاعتصام من كل أبناء المهرة الذين يرون أن تواجد السعودي يعد احتلالا من أجل أطماع خاصة.

 

وقال إن الحراك الشعبي في المهرة نجح في فضح حقيقة التواجد السعودي في المحافظة الذي جاء لتحقيق أهداف استراتيجية خاصة بالمملكة،  وليس كما تزعم  من أجل محاربة الحوثي والتهريب الذي أصبح اليوم شماعة.

 

وأكد أن اللجنة تواصل نضالها السلمي  في المطالبة برحيل القوات السعودية من المهرة، لافتا إلى أن تعليق الاحتجاجات يأتي بسبب جائحة كورونا.

 

وبين أن اللجنة ستركز في الفترة الحالية على التصعيد الإعلامي والسياسي لدى الجهات ذات العلاقة داخليا وخارجيا، مؤكدا أن لجنة الاعتصام وأبناء المهرة لن يقفوا مكتوفي الأيدي تجاه ما يحصل في سقطرى من مساعي الانقلاب ضد السلطات الشرعية.

 

كسر حاجز الخوف

 

ويقول السياسي، نبيل عبدالله، إن الحراك السلمي في المهرة أصبح يحتل مكانة خاصة لدى المجتمع المهري على وجه الخصوص ولدى كافة الأحرار في اليمن.

 

وأشار في تصريح لـ"المهرية نت" إلى أن نضال لجنة الاعتصام  يمثل اليوم نموذجا تحرريا بما تبناه من قضايا وما حققه من مسار نضالي  سلمي كسر حاجز الصمت والخوف.

 

ويرى أن لجنة الاعتصام بعد عامين من انطلاقها قد حققت الكثير، مؤكدا أن أمامها الكثير لتقدمه، متوقعا نجاحها من خلال مسيرتها التحريرية الثالثة حتى تحقيق كافة المطالب الوطنية.

 

ولفت إلى أن التواجد السعودي والإماراتي في المهرة وسقطرى لم يكن له أي مبرر، مبينا أن التواجد والتوجه نحو الشرق وضع اليمنيين أمام حقيقة انحراف التحالف ووجود مشاريع وصاية واضحة.

 

وأوضح أن لجنة الاعتصام يعود لها الفضل في إثارة هذه القضية والتركيز على المشاريع المرفوضة في اليمن.

 

وأضاف "التقيت بقيادات في لجنة الاعتصام أمثال الشيخ علي الحريزي والشيخ عبود بن هبود وغيرهم ووجدت بالفعل أننا أمام ثورة وطنية حقيقية وقيادات نذرت نفسها للتصدي للأطماع والتدخلات الخارجية".

 

وخلص إلى أن الجبهة الوطنية اليوم تتسع أكثر  ولا تستهدف أحد او أي دولة؛ بل تدافع عن كرامة واستقلال وسيادة البلد.




تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية