تشهد مديريات وادي وصحراء حضرموت، بين الحين والأخر، حوادث حرائق كبيرة، نجم عنها الكثير من الوفيات والجرحى، فضلاً عن خسائر كبيرة في ممتلكات المواطنين في ظل غياب دور الدفاع المدني، بسبب ضعف إمكاناته وعدم تطويره رغم الحاجة إليه مع التوسع السكاني بالمحافظة.

مستشفى الأمومة والطفولة بمستشفى تريم العام، كان آخر ضحايا هذا الإهمال الذي تعرض له الدفاع المدني بوادي حضرموت حيث احترق بشكل كلي الشهر الماضي نتيجة افتقار المديرية بكاملها لمعدات وفريق إطفاء.

مستودعات تجارية وبيوت سكنية هي الأخرى احترقت بشكل كامل في مناطق مختلفة بوادي حضرموت فقدت على إثرها أرواحا وأموالا هائلة نتيجة غياب دور الدفاع المدني الفقير بالمعدات والكادر المؤهل.

ففي وادي وصحراء حضرموت الذي يضم 16 مديرية مترامية الأطراف لا توجد أية فروع فيها لمصلحة الدفاع المدني غير مديرية سيئون التي تمثل مركز وادي وصحراء حضرموت، ومع ذلك لا يزال هذا المركز يعاني هو الأخر من ضعف الإمكانات وغير قادر على تغطية المديرية.

إمكانات ضئيلة

وفي هذا الشأن، يقول مدير عام مصلحة الدفاع المدني بوادي حضرموت فائز العريقي، إن المصلحة بحاجة إلى فتح ستة مراكز بكامل جاهزيتها على الأقل في المديريات التالية "سيئون  تريم، القطن، العبر، حريضة، رماه".

وأوضح في تصريح لـ"المهرية نت"، أن مصلحة الدفاع المدني بوادي حضرموت لا تمتلك سوى ثلاث سيارات إطفاء بحاجة للصيانة والتأهيل.

وشدد على ضرورة "توفير سيارة إطفاء متنوعة الأحجام وسيارة إنقاذ وسيارات إطفاء بسلالم وسيارات دفع رباعي للإنقاذ ومستلزمات الإطفاء والانقاذ.

وأكد الحاجة إلى "أدوات السلامة والوقاية للأفراد العاملين بالإنقاذ وتدريب أعداد إضافية بدورات نوعية فنية ليتمكنوا من القيام بدورهم على الشكل المطلوب".

رقابة غائبة

من جانبه، قال الناشط صالح فرج، إن أحد أهم أسباب هذه الحرائق، هو غياب إشراف وتراخيص تلزم أصحاب المستودعات بعمل منظومات سلامة للحرائق، والطرق الحفظ للمواد بداخل تلك المستودعات.

وأضاف في منشور بصفحته بفيسبوك قال فرج، إنه "من حيث المبدأ العام وجود المستودعات والهنجرات الكبيرة بين البيوت، خاصة للمواد سريعة الاشتعال يعتبر في حد ذاته كارثة".

ودعا فرج "الجهات المعنية لإلزام جميع المنشئات بتوفير أدوات السلامة للحد من خسائر هذه الحرائق مع ضعف غياب دور الدفاع المدني وشحة إمكاناته".