آخر الأخبار

عدن تعيش أسوأ وضع معيشي وأمني

السبت, 16 ديسمبر, 2023

إذا غابت الدولة ضاعت حقوق المواطن، ونحن اليوم بلا دولة، وفقد المواطن حقوقه المدنية والسياسية، لا راتب ولا خدمات، والمعيشة انهارت للحضيض، والأمن على المحك، والمشهد السياسي ضبابي، يقودنا للمجهول.

الدولة في نظر المواطن هي مجموعة من القوانين والإجراءات، التي تصون حقوق الناس، يديرها مسؤولون مهمتهم الأساسية هي الحفاظ على تلك الحقوق، ما لم تطبق القوانيين وتنفذ الإجراءات السليمة، ونجد مسؤولية حقيقية اتجاه حقوق الناس، فنحن في فشل واضح للدولة، ونعيش فراغا مؤسسيا يدل على أن لا دولة على الأرض، وأنهم مجموعة من الموظفين غير المنضبطين بمنظومة دولة ومؤسسات وقوانيين وإجراءات، نشهد هذا الانفلات فيما نشهده من إجراءات تصدر بدون استراتيجية ومن ثم تتعثر، وكل القوانين تتعطل.

اليوم الموظفون في نهاية شهر ديسمبر، وهو نهاية العام المالي، وهم بلا رواتب شهر نوفمبر، والسبب إجراءات تحويل الرواتب للبنوك والمصارف، وهو الإجراء الذي سوق له أنه إجراء تصحيح القوائم ومحاربة الفساد في الرواتب، الذي يستنزف الموازنة، ونحن كمواطنين مع أي إجراء يهدف لإصلاحات اقتصادية وسياسية، ويبدو أنها كانت كذبة كبيرة، أو فخ وضع مصير رواتب الناس على المحك، وحقوقهم للضياع.

هل يدرك من هم على رأس سلطة البلد، التي لا أستطيع أن اطلق عليها شرعية، لم تستمد شرعيتها من المواطن ، وبالتالي لا علاقة لها بحقوق هذا المواطن، هم مجرد مجموعة ذات نفوذ وسلاح تقاسموا البلد، واستولوا على إيراداته، وعبثوا بمقدراته، و أوصلوا البلد لحالة الإفلاس، والمواطن لحالة الجوع والمجاعة، والموظف اليوم في أسوأ حالته، وكرامة الناس امتهنت، والأسر تتضور جوعا بصمت، والقليل منهم يتسول مضطرا ليسد رمق أطفاله ، بينما نفوذ السلطة والعسكر يعيشون في نعيم الفساد والجبايات التي ضاعفت معاناة الناس، وحرمتهم من الحياة الكريمة، ومزقت أشلاء وطنهم لمقاطعات يحكمونها بالحديد والنار، لا يسمح لمنتج زراعي أو حيواني أو سمكي أو بضائع، أن تنتقل من مقاطعة لمقاطعة دون جباية مرهقة للمنتجين والمستهلكين، فتضررت بعض المناطق ومنها المدينة عدن.

المدينة عدن التي تعيش أسوأ وضع معيشي وأمني ، ميناؤها يخلو من البواخر والبضائع، مصافيها معطل منذ سنوات، بحرها مستباح من قبل قراصنة الاصطياد الغير شرعي، الذين عبثوا بالبيئة البحرية ، ومنتجاته تذهب لدول الجوار والأسواق العالمية، وفي أسواق عدن أسماك غالية الثمن فوق قدرة المواطن الشرائية، والمملاح إنتاجه يغطي احتياجات العمال وجشع النافذين، والمطار يتهاوى والبديل يتجهز، وكأن عدن تتعرض للتدمير المتعمد، وأبناؤها يتعرضون للتطفيش، والحياة فيها تتعطل، ويحكمها مجموعة عسكر ونافذين، حولوها لمقاطعات مناطقية، وسوق كبير للمواد التالفة، وغسل الأموال، تجارة مولات وبقالات، ودوريات جبايات وابتزاز، مدينة مقسمه لمربعات أمنية ، تحكمها بلاطجة.. في عدن كل كيلو نقطة عسكرية، وعيون تراقب ولا تؤمن، في عدن ترتكب الجريمة ويمارس الفساد، ويغيب القانون وتحضر القبيلة، ويتصالحوا على أن يتقاسمون عدن، وتذهب حقوق الناس وكرامتهم وحرمتهم للجحيم، في ظل لا دولة ولا نظام .

كم سيحتمل المواطن، فلا تراهنوا على صبره وتحمله، سينفجر بركان يغير هذا الواقع المرفوض، اليوم يشعر المواطن أن المسؤولين حالة ميؤوسة، وكل يوم يفقد جزءا من حقوقه وكرامته، وقريبا سيذود على تلك الحقوق والكرامة، ليستعيد الإرادة على الأرض واختيار من يمثله من الأفضل والأكفأ، وإن غدا لناظرة قريب.


*المقال خاص بالمهرية نت * 

الحرب ومصير الأمة
السبت, 21 ديسمبر, 2024