آخر الأخبار

محافظة يمنية تغرد خارج السرب

السبت, 18 نوفمبر, 2023

أحدثكم هنا عن أرخبيل سقطرى، تلكم المحافظة التي ليست مع العير ولا مع النفير، تزاحم الكبار وليس لها من الأمر شيء، إلا كما يجد الولي الميت من العطايا التي يمنحها زوار قبره، أو كما قيل القبقبة للولي والفائدة غيوم.

على الصعيد العربي والعالمي انشغل الناس بقضية غزة ونفر الناس ينددون ويتظاهرون ويشجبون...وسقطرى تقيم حفلات طبل ومزمار ورقص مختلط رجالا ونساء دون رقيب أو حسيب أو حياء.

وفي الصعيد المحلي انشغلت السلطة المحلية الانتقالية في سقطرى بهذه الحفلات عن أهم المتطلبات والخدمات الضرورية.. فمنذ مطلع نوفمبر تعطلت الطرق في كافة القرى والنواحي، وتعطلت المدارس والأعمال الحكومية ولم يستطع الناس الحصول على الخدمات الضرورية جراء تواصل الأمطار فترات طويلة.
 
في العاصمة حديبوه مركز المحافظة وقلبها النابض بات فريقان من الناس ليلة كاملة إلى الفجر متقابلين على حافتي الوادي لم يستطيعوا العبور إلى بيوتهم جراء السيول الجارفة التي غطت الأودية والعبارات، وفاضت على الجسرين الصغيرين، التي بناها مواطن بإمكانات محدودة وتصميم محدود، واللذان كانا ملاذ الناس عند جريان السيول.
 
كما جرفت السيول ثلاث سيارات دون أن تتدخل السلطة المحلية أو الإمارات.. فقط ينصب اهتمامهم على الرقص وعلى المسابقات الهابطة أمثال المسابقة التي أقيمت قبل أيام لاصطياد أكبر سمكة وأقيم بشأنها مهرجانا طويلا عريضا بحضور المحافظ.
 
كما لم تصرف الإمارات منذ مطلع العام مستحقات المعلمين المتعاقدين في التربية والتي التزمت بدفعها، ونتيجة لذلك قام هؤلاء المتعاقدون بالإضراب الشامل منذ الإثنين الماضي إلى حين صرف مستحقاتهم، كما لوح المتعاقدون في التعليم العالي بتوقيف العمل في الأيام القادمة مالم ينفذ الجانب الإماراتي وعوده المالية لهم.

في الصدد ذاته ندد أساتذة الكليات بضرورة مساواتهم في الأجور مع العاملين في الجامعة الإماراتية أو ما يسمونه جامعة الأرخبيل والمعهد الإماراتي، وقد ناشدوا الجهات المختصة أكثر من مرة دون جدوى.

ليس هناك من أذن تسمع لمثل هذه المطالب الأساسية الملحة من توقف الطرق وإنقاذ المتضررين ومعالجة قضايا التعليم التربوي والجامعي.. فقط تنصب جهود سلطة الانتقالي والإمارات على أكبر سمكة، وكأننا شعب حصل على امتيازاته ولم يبق إلا أن يستعرض في الإعلام بهذه المسابقات الهابطة.

في محفل مسائي تحدى أحد المواطنين أن نذكر له شيئا قدمته الإمارات لسقطرى ليس فيه مشكلة، وأضاف أن هذه الخدمات جميعها ليس هدفها عون أبناء سقطرى أو المستوطنين فيها، بل لم يتوقفوا عن الإضرار بممتلكات الناس، فقد جرفوا مؤخرا البيوت والملكيات القريبة من الشواطئ بتأييد ومباركة ودعم من سلطة الانتقالي من أجل تقديم رقصاتهم ومسابقاتهم البهلوانية، والتي يشغلون بها الناس عن التعاطف مع غزة وما يجري فيها، ولترفيه أنفسهم والقادمين من الإمارات وليس لخدمة أبناء سقطرى.

ومن المؤسف أن يتم ذلك التجريف على مرأى من قيادة التحالف بل طال هذا التجريف المبنى الذي استأجره مكتب الإعمار السعودي، وفضلا عن منعهم لم يقدم الجانب السعودي أي اعتراض أو مطالبة بتعويض لمالك المبنى.

حاليا يجري تشجير هذا الساحل بأشجار نخيل استقدمت من الإمارات وهذا مظهر آخر من مظاهر عدم تقديم مصلحة المواطن السقطري.. كان من المفترض أن يشتروا من الناس هذه النخيل بدلا من جلبها من الإمارات إلى سقطرى بمبالغ طائلة.

السلطات الرئاسية بعيدة كل البعد عما يجري في سقطرى، ولا يوجد منها أي اهتمام لتقديم الخدمات الضرورية ولا تصدر منها أي رقابة على ما يجري من خروقات وتعد بل ولا تستدعي أي شخصيات سقطرية أخرى غير ما لديها في أي مشاورات أو اتفاقيات ولجان وغيره.
  *المقال خاص بالمهرية نت *

المزيد من محمود السقطري