آخر الأخبار

"الصرفة الإماراتية" والصراع في سقطرى

الجمعة, 03 نوفمبر, 2023

يسمي الإماراتيون ما يصرفونه في سقطرى مكرمة، ويصورن للعالم أنهم تكفلوا بصرف منح مالية ضخمة للسقطريين، والحقيقة أن ما يصرفونه لا يصح أن نطلق عليه مكرمة بل صرفة أو فضلة، مئتا درهم لكل فرد يتأخر صرفها إلى ما بعد شهرين من الزمن، ويسخرون وسائل الإعلام وكل المادحين لتضخيم هذا المبلغ الضئيل، وآخر لقاء لهؤلاء كان في إمارة عجمان بحضور المحافظ وجمع من السقاطرة المستوطنين هناك بالغوا في تمجيد الدعم الذي تقدمه الإمارات لسقطرى ومنذ الخمسينيات.
 
والعجيب أن هذه الصرفة البسيطة يصحبها فساد ونهب واستقطاعات من حقوق الأفراد العساكر والمدنيين، ويرافقها صراع وعراك وقتال على الدوام.

في مساء أمس قام أحد الموفدين من محافظة الضالع بإصابة أحد الشباب السقاطرة في مقر عمله في بوابة المعسكر بخمس طلقات نارية أصابت رجله، وبطنه وتم نقله إلى المستشفى ولا زال يرقد هناك، يذكر أن هذا الموفد ضمن مجموعة من العساكر الذين تعاون على جلبهم إلى سقطرى الوزير سالم السقطري والمحافظ رأفت الثقلي وقائد اللواء دمن كنزهر لمساعدتهم على الانقلاب على المحافظة.
 
بعد ما تم نقل الشاب السقطري المصاب إلى المستشفى قامت مظاهرة حاشدة نظمها الشباب العساكر نادوا فيها برحيل المحافظ ورحيل الضالعيين وطالبوا بالاقتصاص من الضالعي المعتدي، وأجبروا المحافظ على النزول من سيارته، والمشي مسافة طويلة على امتداد المعسكر وصولا إلى مقر القيادة، والمتظاهرين خلفه يرددون يرحل المحافظ يرحل المحافظ يرحل الضليعة، وتوعد الشباب المتظاهرون بالاقتصاص الحر من المعتدي ما لم تقم قيادة المعسكر بمعاقبته.
 
وذكر بعض المغردين أن كل إثم يقوم به هؤلاء الضوالع بحق السقطريين يصب في سيئات من جلبهم وخاصة الوزير سالم السقطري المتسبب الأول في جلبهم، واكتفى البعض بالدعوات عليهم، وقاد البعض حملة إعلامية لإخراج عساكر الضالع من سقطرى.

هذه الصرفة تغيرت لجانها أكثر من مرة ولكن كما يقال الطيور على أشكالها تقع، فدائما ما يقعون على أشكالهم وحتى لو وجد من الشباب من يريد أن ينظم الأمور ويرتب موضوع الصرف بشكل جيد، فإن القيادات العليا لا تسمح بذلك، بل لن يكون الصرف ذا قيمة إلا مع وجود عراك وصراع واعتداء على النساء وإذلال وامتهان للرجال.. فهذه الصرفة شقيقة الشيطان وأم الصراع مثل الخمرة أم الخبائث.

أمر آخر، وهو أنه مهما ارتفع الصرف وهبطت العملة المحلية وارتفعت الأسعار وغلا كل شيء فإن الصرف محصور على مئتي درهم شهريا غير قابلة للزيادة مهما ناشد الناس ومهما صاحوا.

هناك حسنة لا بد من أن نعرج على ذكرها وهي أن أحد التجار الإماراتيين حينما رأى معاناة الناس وصعوبة عيشهم تعهد للمندوب الإماراتي المسؤول على المحال التجارية أنه سيدفع 50% من قيمة السلع الأساسية خلال هذا الشهر وفعلا تم تخفيض الأسعار واشترى بعض الناس من هذه المواد، ولكن للأسف أن هذا العرض لم يستمر سوى أيام محدودة لا تتجاوز عشرة أيام، ففي اليوم الذي سافر فيه هذا التاجر سافر التخفيض معه وعاد السعر إلى المواد الأساسية أغلى مما كان.

*المقال خاص بالمهرية نت *

المزيد من محمود السقطري