آخر الأخبار

ثورة 14 أكتوبر الجمهورية

الأحد, 08 أكتوبر, 2023

سيحتفل الجمهوريون في اليمن شماله وجنوبه بثورة أكتوبر، كما احتفلوا بثورة سبتمبر، إنهم المؤمنون بأهداف الثورة ومبادئ الثوار.

  الثورة هي فكرة إرساء الحق، تنبت في واقع آسن بالباطل، لغرض إحداث تغيير يحَصْحَصَ الحقّ عن باطل ذلك الواقع، قد تختلف الوسائل، تظل الفكرة تحمل نبل الأهداف (تحرر، استقلال، حرية، إنصاف، مواطنة ، حكم الشعب)، يستدعي تحولا سياسيا وفكريا وثقافيا يستوعب كل ذلك. 

والفكرة تشق طريقها المرصع بأشواك وفخاخ الباطل ( الثورة المضادة)، هم جماعة غارقين بالجهوية وامتهنوا العبودية بكل أشكالها ، عبودية الزعيم والسلطة والجاه و المال.. عبودية المصالح والأنا ، والسلالة والطائفة، بنفوذها القبلي والعسكري المغامر.



فكرة الثورة التي تحَصْحَصَ الحقّ عن الباطل، هي فكرة الدولة الوطنية( الجمهورية)، التي ترسي الحق للجميع، ومعايير الإنسانية على الجميع، ضد فكرة دولة الجماعة، التي تأخذ اليوم أشكال مختلفة، كدولة الأنظمة الجهوية (الإمامة، المذهب، السلالة، والمنطقة، الأيدلوجيا، التطرف، ورفض الآخر ، وغيرهما).

إذا على ماذا سيحتفل اليوم أحفاد ثوار أكتوبر، أحفاد لقمان وخليفة وغيرهما من المجلس العمالي والجمعية العدنية، وبأديب ولبوزة، ومن ثم قوى اليسار على حد سوى، مهما اختلفوا ولكنهم اتفقوا على الدولة الوطنية( الجمهورية)، فكانت فكرة الدولة الوطنية ضحية اختلافهم الجهوي ، وتعرضوا وتعرضت بسببهم الثورة لمنعطفات دموية، وأنتجت أنظمة شمولية تحكم بالحديد والنار، وتقاتل من أجل تصفية الآخر روحيا وجسديا أحدثت تراكمات سلبية عميقة، وثارات واحقاد، خلفت جيل ناقم وساخط.

اليوم لدينا تشكيلة من الساخطين والناقمين من الأحداث الدموية، مع عدد من المصابين من جور السلطات الديكتاتورية العفنة المتعاقبة، يضاف إليهم عدد من المخذولين، تشكيلة تسلحت بثقافة الثأر والانتقام، ومن حيث يعلمون أو لا يعلمون يستهدفون الدولة الوطنية( الجمهورية )، والفكر الوطني والرمز الوطني، لصالح دولة الجماعة الجهوية، نشهد مؤشرتها في الجنوب والشمال على حد سواء.

لا مذاق للاحتفال بالثورة دون مولودها الشرعي الدولة الوطنية( الجمهورية)، وهي المستقبل، والذي انتظره الناس ومازالوا ينتظرون تلك الدولة العادلة.. دولة المواطنة، والنظام والقانون، دولة حكم الشعب من خلال صندوق الانتخاب.

لا معنى لاحتفال بثورة كسرت كل قيود الماضي، وحطمت الحدود المصطنعة بين أبناء الأمة الواحدة، وتعرضت لمحاولات تعيق أهدافها من خلال ارتهان وتبعية سلطاتها المتعاقبة، للجهوية والإيدلوجيا، واستخبارات الأعداء، من خلال وضع أصنام على الكرسي، وما زالت تحاول أن تستبدل الصنم بأصنام أكثر تسليحا بالمال والسلطة والعسكر وكل ما تحتاجه من أدوات تعيق دور الدولة الوطنية.

الاحتفال بالثورة، يأتي من خلال استلهام قيم ومبادئ الثوار الأوائل، ونبل الأهداف، مستلهما بعدها الإنساني، من حرية وعدالة اجتماعية ومواطنة، أسس بناء الدولة الوطنية، دولة الجميع بكل اعراقهم وأطيافهم وتوجهاتهم السياسية والفكرية، دولة لا حدود لها إلا النضال من أجل تحقيق كل تلك الأهداف الإنسانية العظيمة، وترفض تقاسم الأرض أو التفريط بالتراب والسيادة وإرادة الشعب، وحق المواطنة للناس.

فهل سنكون بمستوى نبل الأهداف، أم سنبقى غارقين بالعفن الجاثم على واقعنا الآسن اليوم، معكرا صفوة الحياة، ومسار التحول المنشود؟؟


*المقال خاص بالمهرية نت *

الحرب ومصير الأمة
السبت, 21 ديسمبر, 2024