آخر الأخبار
أسرار زيارة الأمين العام للمجلس الانتقالي إلى سقطرى
في زيارة غرضها الأساسي الصلح بين القيادات الانتقالية المتنازعة على المناصب في سقطرى قضى فضل الجعدي أسبوعا كاملا في سقطرى التقى خلالها بالعديد من القيادات بشكل فردي وجماعي وزار العديد من مناطق سقطرى السياحية.
أثارت الطبيعة في سقطرى إعجاب الجعدي، وقد تحدث عن إعجابه بجمال الطبيعة في مقال نشره على حسابه في الفيس بوك بعنوان: سقطرى في عيون زائر.
وفي جانب آخر لم يتحدث عنه الجعدي كتابيا بل مشافهة خيب أمله من يدير سقطرى من المسؤولين الانتقاليين، فقد تحدث عن أسفه من سلوكيات الشخصيات الانتقالية التي ترافقه وتهمس إليه في الخلوات، كل منهم يخون الآخر ويظهر إخلاصه وأحقيته بالإدارة وإخلاصه وولائه للانتقالي، وقد صرح عن استيائه من هذا الأمر، وأرسل لهم رسالة علنية شجعهم فيها على الجرأة في الانتقاد.. ومن أروع ما قاله أني أحب الرجل الذي يحدثني عن الخيانة علنا ولذلك أعتبر هذا الشخص صادقا وآخذ 90% من كلامه، أما من يحدثني بالسر عن فلان وعلان فإني لا آخذ من كلامه إلا 10% إذا أخذت.
لم يدرك الجعدي أن مبدأ قول الحق علانية ربما لا تجيده قيادات الانتقالي، فكل من نال المنصب وفقا لمبدأ تخوين الآخرين، لذك مصلحتهم قائمة على تخوين الآخرين واتهامهم بالعمالة والتخابر مع الآخرين مهما كان منصبه.
في وقت قياسي قصير حصل الجعدي على كم هائل من سير الرجال، فخزن في ذاكرته جملا من العمالة والارتزاق والتآمر، فما منهم من أحد إلا وهو قيادي سابق في المؤتمر الشعبي العام، وما منهم من أحد إلا وهو عضو من أعضاء مجلس بن عفرار أو حكومة المهرة وسقطرى كما يسميها البعض، وربما كان مع الاصلاح في فترة ما ومع الشرعية في فترة ما، ومع الحوثي في فترة ما، وتعرف على هذه الأخبار والسير جملة وتفصيلا، وقد وصلت إليه أخبار البعض قبل أن يلتقي بهم وقد صرح بذلك لهم حين التقى بهم، وهذا الأمر أزهده في جميع الشخصيات وجعله يكرس خطبه لهم في رحلاتهم ومحافلهم عن التوحد والتماسك والتعاون الإداري.
التقى الجعدي بالعديد من التشكيلات الإدارية في الأرخبيل العسكرية والأمنية والمشايخ والمجلس العام التابع للسلطان بن عفرار ومسؤولي الانتقالي في المناطق والقرى، وفي هذه اللقاءات استغرب الجعدي من البعض يتحدث إليه بوصفه عضو مكتب الرئاسة والبعض يصفه برئيس الانتقالي وغير ذلك.
وكان آخر لقاءات فضل الجعدي مع المكتب التنفيذي للمحافظة، وهناك ازدادات دهشته اتساعا حين جلب المنظمين للقاء مكيرفونات القنوات ومصوريها وآليات تحسين جودة الصوت والتوزيعات الصوتية، وعندما قرب ميكروفون إحدى القنوات من نفسه حدثه وكيل المحافظة القاعد بجانبه أن الكهرباء مطفية فلم يستطع الرجل كتم ضحكته، وجعل ينظر إلى الاستعدادات من حوله ولسان حاله ما الداعي لكل هذا ما دامت الكهرباء لا تعمل، ولكنه تماشى مع الوضع ومرر اللقاء على أية حال.
وعندما سمح للمدراء العموم بالحديث اندهش الجعدي أكثر حين قام البعض يعرض هموم مكتبه من قلة الميزانية وعدم أهلية المكتب للعمل، وذكر الأشياء الهامشية القرطاسية والالكترونية وغير ذلك، ولم يتحدث أي منهم عن مشكلات المحافظة العامة ولا عن سبل تطوير المحافظة والتصدي للمشكلات والتفكير في حل القضايا الأساسية، وكأنهم بذلك يعرضون حاجياتهم الخاصة على مسؤول من وزارتهم قدم إليهم أو مندوب رئاسي جاء يسجل احتاجاتهم، وكأنه رسول مطلوب منه يحمل طلباتهم إلى وزاراتهم.
وقد حصل هذا واقعا في نهاية المطاف فالعديد من هؤلاء المدراء جاءوا إليه برسائل ليحملها إلى وزرائهم وإلى عيدروس ورشاد العليمي وغيره.
يتحدث بعض المحللين بصورة أكثر عمقا عن زيارة الجعدي أن الزيارة لها أبعاد عميقة تنتج عنها في قابل الأيام قرارات استراتيجية لصالح الانتقالي والإمارات.
*المقال خاص بالمهرية نت *