آخر الأخبار
عمل استخباراتي جبان
ما حدث للزميل الدكتور عادل الشجاع هو عمل جبان، وعمل استخباراتي لدولة لها باع بمطاردة معارضيها، وهي من الدول الدكتاتورية المرعوبة من الرأي والمواقف الوطنية التي يتبناها أحرار الأمة وأخيارها.
عمل لا اعتقد أنه بقدرة استخبارات السلطات اليمنية.. هو بقدرة وقذارة استخبارات دويلة الإمارات وهي الدويلة التي تعبث اليوم بمصير بلدنا، وتشتغل على تناقضاتنا، تسخر أجنداتها وأطماعها من خلال استدعاء ثارات الماضي , وأحقاد الصراعات والحروب التي لم تكن الإمارات وأخواتها من بعض دول الخليج بريئة منها على مر السنين.
من المؤسف أن تجد الإمارات والسعودية على حد سواء أدوات سهلة ورخيصة من الداخل للعبث القائم اليوم من قوى متضررة من الأحداث، ومصابة بقهر وظلم منظومة سياسية كانت نتاج سلسلة من المؤامرات والدسائس، المدعومة من استخبارات تلك الدول للقضاء على أي مشروع وطني في اليمن , منذ قيام ثورة سبتمبر وأكتوبر مرورا بالوحدة اليمنية ,ذ وانتهاء بثورة الربيع العربي حينما قرر فيها الشعب التخلص من منظومة الارتهان والتبعية لتلك الدول، وإلغاء كل صفقات الفساد المبرمة بينهما وأهمها صفقة شركة دبي وميناء عدن.
ما لا يعرفه البعض من البسطاء ممن لا يهتم بقراءة التاريخ وكتبنا عنه من السابق، أن الامارات هي مشروع بريطاني فشل الإنجليز إقامته في عدن والجنوب العربي بسبب المستوى العالي لترمومتر الوعي القومي والمشروع الوطني الذي تشكل في عدن منذ أربعينيات القرن المنصرم والحركة العمالية والتعدد السياسي ومنارة عدن الفكرية والثقافية، حالت دون فرض مشروع الجنوب العربي ( كخنجر مسموم في خاصرة الأمة ) لتنفيذ أجندات الاستخبارات البريطانية وارتباطاتها الصهيونية.. مشروع أسقطته عدن قبل أن تتشكل ملامحه بغضب شعبي عارم بقيادة المجلس العمالي والجمعية العدنية والمجلس التشريعي وقائد حركة التنوير العدنية محمد علي لقمان ورفاقه، رفقاء الزبيري والنعمان.
مما اضطر المستعمر للتحرك بكتيبة من جيش الليوي بقيادة ابن أبين (حيدرة امسعيدي ) ليقوم بمهمة ضبط قطاع الطرق من قبائل منطقة ساحل عمان التي تسمى اليوم الإمارات لتكون الخنجر المسموم في خاصرة الأمة، وهي اليوم تقوم بالمهمة كما خطط لها.
قليل من التفكير المنطقي، لتعرف ما هي مقومات النهضة في تلك الدويلة التي كنا في عدن نشاهد أبنائها و نسميهم أصحاب صفر في أسواق عدن، ويتجولون في شوارعها يبيعون التمور، بأشكالهم البدوية وملابسهم الرثة.. كانت أمهاتنا تحذرنا من الاقتراب منهم حينما كان أبناء سلاطين وأمراء الخليج يتلقون العلم والمعرفة في مدرسة السلاطين في عدن.. كانت عدن بالنسبة لهم حلم بعيد المنال، وصنعت لهم بريطانيا وبدعم رأس المال الصهيوني حلمهم الخاص والمشروط ودبي بديلا لعدن، في مجتمع بدوي متخلف قابل للتطويع، و معاقبة مجتمع عدن الواعي والصعب على التطويع، والمتصدي لكل المؤامرات، وما زالت عدن تتعرض للعقاب، بدعم كل القوى المتخلفة والمتعصبة.. تعزيز صراع مذهبي ومناطقي قذر، غرس ثقافة الكراهية والعنصرية، قتل روح الثورة والحرية والمواطنة والتعايش والتسامح والرقي التي امتازت به عدن، ليستبدل بكل ما هو عفن نتاج لتلك الثقافة الدخيلة على عدن.
ما نعيشه اليوم في عدن والمناطق المحررة من عبث، مخطئ من يعتقد أنه مشروع وطني جنوبي ملامحه واضحة لكل عقل فطن، وكل إنسان غيور ومحب لوطنه وأرضه وهويته، وكل الحروب التي أعلن عنها كنفير نتائجها مخيبه لآمال من نفذوها و صدقوها، وما كانت إلا فخاخ لمزيد من الحروب العبثية لشق الصف، وقتل فكرة الحرية والاستقلال.. فكرة الدولة الوطنية لصالح تعزيز فكرة الارتهان والتبعية للدعم والمال المدنس الذي قيد كل من قبل التوظيف، وتحول لأداة عبث وفساد وانتهاك واستبداد وتنمر على شركاءه من الجنوبين، معلنا تقبله أن يكون إماراتي سعودي ولا يكون يمني لا جنوبي ولا شمالي، قابلا لأي مشروع معد من قبل تلك الاستخبارات التي تحلم بالعودة اليمن إلى ما قبل ثورتي سبتمبر وأكتوبر، والدولة الوطنية، والقضاء على الجمهورية والهامش الديمقراطي.
اليوم كل صاحب رأي هو مستهدف، ولسنا ممن يستسلم بسهولة.. واجبنا الوطني والإنساني يستدعي التضحيات، ولم يتبق من العمر الكثير، نسخره للدفاع عن بلدنا وسيادته وإرداته، وحق الناس في العيش بكرامة وعزة في وطن يستوعب كل أبنائه بمختلف أطيافهم ومشاربهم السياسية والثقافية وأعراقهم، في مجتمع متعايش بسلام وأمان بعيدا عن التدخلات الخارجية والاستخبارات الدولية؛ والموت بشرف في مضمار الفكر والرأي والرأي الآخر أفضل من الموت المهين على فراش الاستسلام والخذلان.
*المقال خاص بالمهرية نت *