احتفل الشعب اليمني بالذكرى الواحد والستين من ثورة الشعب ضد الامامة التي جثمت على صدور الشعب لعقود عديدة، وناضل بكافة أطيافه للتخلص من براثن العبودية والتخلف، ومر بمراحل عديدة، ابتداء من ثورة ثمانية وأربعين، وحتى فجر السادس والعشرين من سبتمبر 1962  الذي انتقل فيه الشعب من حكم الفرد إلى الجمهورية والديمقراطية .
 
لم يكن الاحتفال بهذه الذكرى عاديا، بل خرج اليمنيون بمختلف انتمائهم السياسي والحزبي مستشعرين أن ثورتهم لم تكتمل بعد سيطرة المليشيا على صنعاء وخنق الشعب اقتصاديا ومعيشيا وسلبهم لحقوق الموطنين وحرياتهم، ولكن الاحتفال لم يمر مرور الكرام.
 
ففي صنعاء اعترضت المليشيا سيارات المواطنين التي تحمل أعلام الجمهورية، كما تعرض المحتفلون للاعتقال التعسفي من قبل مليشيات الامامة الجديدة كما هو الحال في مدينة إب وعدة محافظات أخرى ليبدو جليا حقد الاماميين الجدد على الثورة التي أطاحت بالإمامة، ومعلنين صراحة امتدادهم للحكم البائد معتقدين أن مثل هذه التصرفات ستثني الشعب اليمني عن الاحتفال والتغني بما فعل الأجداد غير مدركين انها عقيدة تولد مع كل طفل في اليمن.
 
وهي سابقة لم تكن لولا الواقع السياسي الذي تشهده الساحة اليمنية من ترهل للشرعية اليمنية، وارتهانها للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، التي تقود مباحثات منفردة مع الحوثيين للخروج بتسوية دائمة للحرب دونهم ومجلسهم الثماني.
 
أراد الشعب في الذكرى الواحد والستين من ثورة 26 سبتمبر أن يقول للأماميين، ان لا عودة حكم الجهل والتخلف، فما رفضه الأجداد يرفضه الأبناء والاحفاد، وفجر الحرية سيشرق من جديد، مهما تكالب أعداء الحرية، وسيظل يوم السادس والعشرين يوم اسودا يقض مضاجع الإمامين الجدد.
 
إن الثورة السبتمبرية ستظل خالدة لا يمحوها عدو، ولن تهزمها المؤامرات، فهي حية في عقول وقلوب اليمنيين، وكل يوم تزداد قناعة اليمنيين بأهميتها، وقيمة مكتسباتها، وسيكتب لها الخلود الأبدي، مهما كان تكالب الأعداء.