آخر الأخبار
يبيعون لنا وهمًا!
لقد أصبح مستقبل السلام في اليمن عبارة عن علامة استفهام كبيرة محاطة بعلامات تعجب كثيرة مركونة في الزاوية، لم تلقَ إجابة حتى اللحظة، وكل المؤشرات والأحداث التي تحدث في أرض الواقع اليوم لا تصل إلى مستوى تقدر على أن تجعلنا نتوقع سلامًا دائمًا قد يحدث في اليمن.
مشاورات كثيرة جرت خلال الأعوام الماضية، كان يؤمل بها الشعب خيرًا؛ لكنها باءت جميعها بالفشل الذريع أو- إن صح التعبير- فأغلبها صبت في مصلحة الحوثيين من ناحية، ومصلحة التحالف السعودي الإماراتي من الناحية الأخرى؛ فكلٌ حقق منها مكاسب كبيرة، وأما بالنسبة للشعب اليمني فقد خرج منها بخفي حنين، وهو مايزال حتى اللحظة يصارع الموت الذي يأتي إليه بوجوه مختلفة فتارةً عن طريق الجوع القاتل أو الأمراض والأوبئة، وتارة عن طريق الحرب التي ما تزال نيرانها تلتهم الأبرياء وتودي بهم إلى الهلاك بكل حين من الزمن في ظل تجاهل المنظمات الحقوقية الدولية لما يحدث للأبرياء من المدنيين، تلك المنظمات التي وصلت إلى مرحلة أنها لا تنظر لانتهاكات الحوثييين لحقوق الإنسان التي تتمثل بمصادرة أموال الشعب والاختطفات والاخفاء القسري وقصف الأحياء السكنية ونهب ممتلكات الدولة وممكتلكات المواطنين من أراض وعقارات وغيرها من الانتهاكات التي هي ظاهرة للعيان وتزداد حدة مع مرور الوقت.
تقاريرُ منظماتٍ تتجاهل ما يقوم به الحوثيون من إقحام للمواطنيين في المناطق المسيطرة عليها مليشياتهم كما جاء في تقرير أوكسفام بشأن الأزمة في اليمن والذي ركز فقط على القصف السعودي وترك كل ما قامت به مليشيا الحوثي من انتهاكات في حق المدنيين، ولو أنه ركز فقط على قصف الحوثيين للأحياء السكنية واختطافهم للمدنيين، وما تمارسه هذه المليشيات من عبث واعتداءات على المختطفين داخل سجونها وعن عدد السجون التي تستحدثها بين حين وآخر لكان ذلك أقرب للعدل، وإلا فصفحة الحوثيين مليئة بالسواد لو كانوا ينظرون لها بعين العدل والإنصاف.
لقد تحمل الشعب اليمني الكثير من الأوجاع والكثير من الإقصاء والتهميش من قبل السياسيين وأصحاب القرار في الداخل والخارج، والمؤسف حقًا أن الكثير يتحدث- اليوم- عنه وعن عنائه فقد جعلوه شماعةً يعلقون عليها أعذارهم التي لا تسمن ولا تغني من جوع وهم في حقيقة الأمر لا يهمهم هذا الشعب بقدر ما يهمهم تحقيق المقاصد من ورائه.
ما يحدث في حضرموت اليوم صورة أخرى توضح بشكل كبير أن التحالف السعودي الإماراتي يداوي جرحًا في جهة من جسد هذا الشعب وفي الوقت ذاته يفتح جراحًا أخرى في الجسد ذاته تكون أكثر عمقًا وأشد وجعًا وخطورة عليه، فبمن سيثق هذا الشعب بعد كل ما يحدث له ؟!.
لذا فكلما قيل: إن هناك مشاورات من شأنها إنهاء الحرب وإحلال السلام في اليمن، فلا أحد يقدر أن يتوقع منها خيرًا، فكلها أوهام تباع لهذا الشعب المنكوب تحت مسمى السلام، سرابٌ بقيعة لا أكثر من ذلك.
*المقال خاص بالمهرية نت *