آخر الأخبار

لا قبول بمهانة وطن  

الأحد, 20 ديسمبر, 2020

على التحالف أن يحترم تطلعات الشعب اليمني.. أن يحترم أصالته وإرثه المتجذر في عمق التاريخ، ويحذر من فزعته على الأرض والعرض، وأن من استطاع أن يوظفهم، وصاروا أدواته، ويمكن توظيفهم في مهانة شعب، بأوهام وعود تسلم السلطة، بعد أن اشترى ذممهم  بحفنة من المال الحرام، هم مجرد ثلة من ذوي المصالح، لا يساوون شيئاً أمام تطلعات الأمة وإرادة شعب لا يقبل المهانة، إذا قال فعل، وإذا أراد يستجيب له القدر.
 
شعب كهذا لا تنفع معه سياسة الصدمة و قرارات الأمر الواقع لم تعد تتلاءم مع شعب مثخن بالجراح والآلام والمآسي، شعبٌ قد طحنته الصراعات والثارات واكتوى بالكراهية، وواجه أعتى صنوف الأعاصير السياسية، وشبّ عن الطوق، لم يعد يثق بالجميع، ومن الصعب عليه أن يتقبل اليوم، فرض أمرٍ ما، دون أن يتفحص ويتمحص ذلك الأمر بدقه، ويقارنه بخياراته وقناعاته، بتطلعاته وأحلامه، والدولة الضامنة للمواطنة والحريات والعدالة، التي من الصعب عليكم أن تتفهموا، وهي تمثل كابوس سلطتكم وجبروتكم وحكمكم الديكتاتوري.
 
من الغباء أن يعتقد التحالف أن شعباً بعراقة وأصالة اليمن، يمكن أن يفرط بشبر من أرضه، أن يفرط بسقطرى والمهرة، هو مجرد وقت تضعون أنفسكم فيه موضع الشبهات، أمام شعب غني بالتجارب الإنسانية والسياسية، شعب قال من وقت مبكر لا لحكم الطغاة والمستبدين والكهنوت والاستعمار المباشر وغير المباشر، شعب سبّاق بحركات التحرر والوطني والإنساني، سبّاق بالحركة العمالية والنسائية والشبابية، شعب تواق للحرية والاستقلال، ومن الصعب أن تمر عليه مخططات طفولية، تعيده للقبول بالرجعية، ليستظل بمظلة القرية، أو الطائفة أو المنطقة، ويقبل بأصنام صنعت خصيصاً لتنفيذ أجنداتكم الطامعة.
 
ماذا تنتظرون من شعب، وثق فيكم، وفتح ذراعيه لكم كمنقذين، وانتظر كثيراً لاستعادة شرعيته الدستورية، ودعم مؤسسات الدولة، لتستقيم، ويستقيم معها وطن ضامن للمواطنة والتعايش والحريات، يعيش فيه الجميع بسلام وأمان.
 
شعب خذل من سياسة اللعب على التناقضات ومخلفات النظام العفن، واستدعاء الماضي بكل قذاراته، وترسيخ الكراهية والعنصرية بأقذر صورها، وأنشأ مكونات عسكرية على أسس مناطقية ومذهبية، ترسخ الفتن، وتعيد إحياء النعرات القبلية والعرقية والطائفية، واستدعاء الخصومة الأيدلوجية، لهدف شق النسيج الاجتماعي والسياسي، وتقديم الدعم العسكري واللوجستي لذلك، لتكن مجرد قوى متناحرة  تقتل بعضها، وترسم حدود التمزق والشتات، حدود وهمية من الفرقة لإضعاف الدفاع عن الوطن ومشروعه الوطني، حتى يتقبل منكم مبادراتكم التي تحمل في طياتها استلاب إرادته وسيادته خياراته وتطلعاته.
 
الشعب مستوعب ما حدث ويحدث، من معارك عبثية، شاهداً حي على نفير عدن، واستنزافه في معركة الشيخ سالم والطرية، ونتائج فرض سلطة واقع في أبين تحمي نتائج نفير عدن، وهي السلطة المرتهنة والتابعة للتحالف، المؤتمنة على مصالح وأطماع هذا التحالف، وبالتالي كل صوت وطني غيور يزاح من المشهد، حتى لا يكون حجر عثرة أمام تنفيذ الأجندات.
 
لم يعد لدينا شيء نخسره، لا خدمات ولا بنية تحتية، لا تعليم ولا صحة، ولا راتب محترم، ولا كرامة الإنسان، ولا عدل، ولا أمن وأمان، أتيتم بأسوأ العقليات، واخترتم بعناية قوى تقليدية عفنة، وتطرف وغلو، وصنعتم منهم كوكتيل لقوات مدججة بالسلاح، ونفوذ طائفي ومناطقي، ودعمتموها بالمال والسلاح ضد إرادة الناس، لتنفيذ إطماعكم.
 
كل شيء مدوّن ومكتوب، والذاكرة الوطنية والشعبية صاحية، وتدوّن جرائم لا تسقط بالتقادم، وصرتم وصارت أدواتكم بالنسبة لهذا الشعب متهمة بكل ما حدث ويحدث، والشرفاء اليوم يعدّون العدة لصحائف الاتهام، وإن غداً لناظره لقريب.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
* المقال خاص بموقع "المهرية نت"