آخر الأخبار

 من أجل الكرامة وثورة الجياع     

الجمعة, 11 ديسمبر, 2020

الشعب اليمني , شعب مخذول , تفننوا في إذلاله والسخرية منه وتفقيره , وحولوه لشعب متسول جائع عريان مهان , خذل من قواه السياسية التي عجزت في حماية استحقاقات حوار وطني ومخرجات , فتحت له نافذة أمل , كاد أن يقطف ثمارها , حرية و مواطنة , وشراكة حقيقية لكل الأطياف والتوجهات السياسية والقبلية والعقائدية , شراكة منضبطة بنظام سياسي تعددي وديمقراطي , وقانون نافذ وعادل , يضع الجميع تحت المحاسبة والرقابة , الكبير قبل الصغير , ويفتح مساحة واسعة لمخاض فكري وثقافي , فيه تتبلور الأفكار و تنور العقول , وتغلق كل منافذ العنف , وحصر السلاح بيد الدولة , ومؤسساتها الدفاعية والأمنية المحكومة بنظام وسياسة الدولة الرشيدة .


صفحة جديدة تتطلب تصالح وتسامح مع الذات والآخر، مع الحاضر و الماضي , افتقد البعض لهذا الوعي , وبقى غارقا في الماضي والماضي السحيق .


كان الوعي في الساحات ينهض بقوة , وعي كل القوى بمختلف انتماءاتهم ,وعي تفوق على كل التراكمات والخصومة , وكبح جماح الثارات و الغل والأحقاد , وصعب عليه ذلك مع الإقليم , ممالك وأسر ترى في نهضة اليمن خطر على ملكها وسلطتها , ترى في اليمن السيئ والبائس مثال  لرعاياها للدول الوطنية والجمهورية , لترضى رعاياها بهم وتحمد الله على نعمتهم .


دول الإقليم كانت حاضرة في اليمن بمشاريعها التدميرية , التي تعيق مسار النهضة في اليمن , ولها تدخلاتها السافرة في كل منعطف تاريخي , يؤسس فيه اليمن لمرحلة جديدة , منذ اقتطاع عسير ونجران في عام 1934م, اتخذت تلك الدول مسار الوصي على اليمن , واستمرت تتمدد في الأراضي اليمنية , بطمع الثروات في باطن الأرض , وتٌرحل أصحاب الأرض , وتمارس ضدهم المهانة والإذلال , وتدخلت في كل صغيرة وكبيرة , دون رادع من أولياء الأمر , لأنها  اشترت ذممهم وضمائرهم , ومن يخرج عن الطاعة , تحرك ادواتها للتخلص منه.


ما كان بالأمس شكوك , اليوم حقائق في تسريبات ويكيليكس , السعودية وأدواتها في اليمن هي وراء كل مآسي اليمن , محاصرة اليمن , في مؤامرة منع استغلال ثرواته , والقضاء على كل فرص التحرر من التخلف والجهل , بدعم القوى التقليدية , والمتطرفين والغلو من كل الأطراف , واغتيال أي بادرة أمل تظهر على السطح .


واقعنا اليوم , هو نتاج لمؤامرة , تتيح لها فرصة التدخل المباشر عسكريا وسياسيا , وكان لها ذلك , باستخدام أدواتها , وكل من لازال في قلبة غل وحقد على المشروع الوطني اليمني , وهي الدولة الاتحادية التي أغلقت كل الأبواب أمام المشاريع الصغيرة  والأنانية , بكل قيمها وأخلاقياتها الرديئة من كراهية وعنصرية واصطفاء وتمايز جهوي وعرقي , والتي هي سمات الصراع اليوم .


هبوط الريال الوطني , وهو نتاج لهبوط الروح الوطنية لدى بعض القوى في الشمال والجنوب , ومعاقبة الناس , وإنهاكهم ليسهل إدارتهم , ولأجل ذلك لابد من أن ينحرف مسار المعركة بعيدا عن كل ما هو وطني , لكل ما هو تشطير , وتشتيت وتجزئة الجغرافيا والهوية , ومن ثم التاريخ والإرث , وهم يسيرون على نفس المخطط تحت عناوين مختلفة , فيها تستقطع أراضي وجزر , وتغلق منافذ , وتعطل مصادر الدخل القومي , وتضرب العملة الوطنية , وتهان الهوية , ويهان معها الإنسان , الذي صار مجرد موظف مؤقت بدون حقوق ومستحقات , وكرامة وعزة وسيادة , في مشروع غير وطني ولا إنساني , مشروع قتل واستنزاف البلد .


اليوم الكل تحت المذلة والإهانة , الأدوات التي استخدمت في إذلال البلد في بداية العاصفة , هي اليوم في مذله لا مثيل لها , تستخدم كدمى لتنفيذ بقية السيناريو , ولها أذناب في الداخل , ترفع راية الشكر والعرفان للطامعين بوطن وإذلاله , فلم يعد لديهم ذرة ضمير حي يمكن ان يستيقظ في لحظة .


لم يبق غير ضمير الأمة ، هو الرهان ليستيقظ من صمته والخذلان , وينفض من على كاهله هذا العبء المعيق للنهضة وتطوره , إنها ثورة الجياع تتشكل اليوم في وسط المعاناة والجوع والفقر والفاقة , وتتحرك وستكبر , لتفرض واقع إرادة الناس في التغيير , و إذا الشعب يوما أراد الحياة. فلا بد أن يستجيب القدر.
المقال خاص بموقع المهرية نت

أين الراتب ؟؟!
الأحد, 24 نوفمبر, 2024