آخر الأخبار
نهب مليشيا الانتقالي لمرتبات الجيش والأمن في سقطرى
منذ أن استولت مليشيات الانتقالي على سقطرى بقوة السلاح في 19 يونيو المنصرم لم تكن فاتحة خير على أبناء الأرخبيل، فلم ترقب إلاً ولا ذمة في أحد، ولم تكن لها حسنة نجاح واحدة تُذكر بها، بل كان هدف قاداتها هو ملء الجيوب، وزيادة الأرصدة، واستغلال الفرصة للبناء والإعمار.
ومن أقبح الأمور التي ارتكبها مسؤولو المليشيات اختلاس مستحقات الجنود في الجيش والأمن جهاراً نهاراً دون خوف ولا وجل من الله ولا من البشر. واتخذت تلك القيادات لذلك الاختلاس مسالك وطرق متعددة.
كانت مستحقات العساكر في الجيش والأمن تأتي أيام المحافظ محروس من الإمارات وتصرف على الكل دون استثناء، من باشر العمل ومن لم يباشر، بل تجد لذا بعضهم أعذار عن العمل مثل المرض أو السفر أو التفريغ أو غيره، والكل يصله حقه، هذا حينما كانت للدولة هيبة، وللسلطان وازع، يردع كل من تسول له نفسه المساس بحق الآخرين.
وبعد صعود المليشيات على الكرسي تغيرت الأمور، وساءت الأحوال، فتأتي الأموال حسب الكشوفات التي كانت عندهم أيام محروس للكل بدون استثناء، فتستلمه القيادات، ثم تحتال على العساكر بشتى الطرق.
فمن الطرق التي اتخذوها أنهم يضيقون على العساكر في المعسكرات بمنع الأكل عليهم كي يضطروا للهروب بسبب عدم وجود الوجبات، ثم يتم الرفع بمن غادر لعدم وجود الوجبات غائبا من الواجب، وعندما يسأل عن مستحقاته المالية يقال له: أنت غائب ولم تشتغل، ومنهم من تم تسريحهم مباشرة، وقيل لهم لا نحتاجكم في العمل، فأنتم لا تنتمون إلى الانتقالي، ولهذا لا يمكنكم العمل عندنا، وكأن مؤسسات الدولة قطاع خاص، يدخلون به من يشاؤون، ويمنعون منها من يشاؤون، وعندما يأتي هذا الذي تم تسريحه قسراً طالباً مستحقاته يواجه بأنه لم يداوم.
وعندما تأتي تلك المستحقات يصرفونها لمن يشاؤون وكيفما يشاؤون، تصرف على حراساتهم الشخصية وذويهم وأقاربهم، بل يصرفونها على أناس لم يكونوا عساكر أصلاً لا في الجيش ولا في الأمن. بل هناك من يصرف لهم مبالغ بشكل يومي، وهم الوافدين من المحافظات الجنوبية أثناء الانقلاب، وجلّهم مواطنون وليسوا عساكر. وما تبقى يضعونه في حساباتهم الخاصة.
أكّد أحد الضباط في الجيش، فضّل عدم ذكر اسمه، أن أكثر من 80% من أفراد اللواء الأول مشاه بحري تم أخذ مستحقاتهم المالية، كما أكد أن الكل تأتي مستحقاته كل باسمه ورتبته، لكن قيادة اللواء تأخذ مستحقات هؤلاء الـ 80% إلى حساباتهم الخاصة.
كما أكّد أحد المساعدين في إدارة الأمن أنه لم يأخذ من تلك المستحقات المالية التي تأتي شهرياً ولو شهراً واحد بعد استيلاء مليشيات الانتقالي على سدة الحكم، وقال إنه يعرف أن تلك المبالغ تأتي شهرياً، وتأتي للكل دون استثناء، كما أكّد أنه يعرف الكثير من زملائه في إدارة الأمن لم يستلموا مثله، متسائلاّ: أين تذهب تلك المبالغ وكيف؟ ولماذا كان الكل يأخذ نصيبه أيام المحافظ محروس؟
كما أفاد أحد الجنود في الأمن أنه يقوم بأداء واجبه على أكمل وجه، لكن لم يتم صرف مستحقاته منذ أكثر من أربعة أشهر، وعندما يسأل يقال له بأن اسمك سقط هذه المرة، وسوف تستلم مستحقاتك كاملة في الأشهر المقبلة.
هذه هي بضاعة مليشيات الانتقالي المزجاة التي أتت بها على أبناء الأرخبيل، نهب واختلاس مستحقات الآخرين عياناً جهارا دون خوف ولا وجل، يفعلون ذلك لأنهم يعلمون أنه لا أحد سيحاسبهم في الدنيا على ما اقترفته أيديهم، فوصولهم إلى سدة الحكم يعدونه فرصة مواتيه لجمع الأموال والنهب والنصب والاحتيال.
ومن خلال النظر والمتابعة تجد الكثير منهم قام بشراء الأراضي، وبناء العمارات والفلل، وشراء السيارات الفارهة لهم ولأولادهم، فيما كانوا قبل ذلك لا يجدون "حق التخزينة".
في الحقيقة اتضحت نوايا هؤلاء، وانكشف معالم طريقهم، وأن ما يدعونه بأنهم ثاروا على الوضع الذي كان سيئاً ومتأزماً، وأنهم سيجعلون من سقطرى جوهرة فريدة، ويجعلون أهلها يعيشون في بحبوحة من العيش، كل ذلك ما هي إلا شعارات براقة، تلاشت بعد حكمهم.