آخر الأخبار
اليمن بحاجة لحكومة سيادة وتحرر
ماذا ينتظر المواطن اليمني اليوم ؟, بالجنوب والشمال , هل ينتظر السقوط الأخير الذي ينتجه الفشل السياسي القائم , فشل العقل في تجاوز نمطية الماضي الهائمة على الواقع , و مسلكية الحاضر بعيدة عن المستقبل المنشود , وعنجهية الأنا والأنانية كمتلازمة مرضية تكرر المآسي , وما حدث من تدمير لمجهود العقل , و حوار الأفكار التي تبلورت في مخرجات وطنية , وما رسمته من مخارج آمنة للجنوب قبل الشمال , متلازمة الأنا وموقف لا يعنينا , واللجوء للبندقية , وما فتحته من جبهات قتال عبثية , لرسم حدود القوة الطائفية والمناطقية , وزراعة الأرض كيانات عفنة , كمرتزقة لأجندات من خارج الحدود , دمرت كل جسور الثقة داخل تلك الحدود , عمقت من الهوة و وسعت الفجوة والشروخ السياسية والاجتماعية ,لتجعل من الهوية قضية خلاف , وانتهاكات النقاط العسكرية , التي لا تميز بين كهل مريض طريح الفراش , ولا طفل رضيع , في حق النزوح الإنساني من مواقع الاشتباكات , مأساة فشل يركم من حجم المعاناة .
فشل الشرعية كحامل للقضية اليمنية ,وفشل تخلق كيان جامع يوحد هم الجنوب اليمني , فشل ينتج فشل في توفير أبسط شروط النصر والنجاح , وخيانة الجنود في الجبهات , وتسعة أشهر بدون رواتب , وإهانة جيش جرار من العسكريين القدامى في الشمال والجنوب , جيش كان ذات يوم كابوس القوى الرجعية في الجزيرة العربية , اليوم مهانون عند بوابة التحالف , وهم يتساقطون موتى في خيم الاعتصام , للمطالبة بما يسد رمقهم وحاجة أسرهم المعيشية , مهانة الجنود في الساحل الغربي والحدود , وصراع سياسيين قبلوا توظيفهم لتلك المهانة , فلم يعد يندى لهم جبين خجلا , من فنادق الرياض وأبوظبي متى يرتدى هؤلاء برقع الحياء؟!.
فشل يضحك ويبكي , يضحك كل عقل فطن يدرك مهزلة سيناريو التشكيل الحكومي , ويبكي واقع الناس المتردي من خدمات ومستحقات وارتباطها بهذا التشكيل , وكان التشكيل هو العصا السحرية ,والحقيقة أنها حكومة امتداد لذات الفشل , حكومة مهانة وتشكيلة بأمر المهين , لخدمة الإهانة .
المواطن صاحب المصالحة الحقيقية يتساءل , هل هي حكومة وطنية ؟ تتشكل من جماعة تتنكر لهويتها الوطنية , وقد حسموا أمرهم وبصموا للغازي بالعشر يأخذ بلدهم تبعه , أم هل هي حكومة وفاق , من جماعة لا توافق بينهما , وجبهات القتال لازالت تهدر أرواحا وتنزف دماء الاخوة بمبررات واهية , جبهات تستهدف المشروع الوطني وتفتح معارك شمالية جنوبية , وجنوبية جنوبية , تهدر الوطنية والتوافق والإنسانية .
ما أمسنا اليوم لحكومة إنقاذ وكفاءات , حكومة السيادة والإرادة اليمنية , حرة القرار والاختيار , في ظل المحاصصة وتقاسم سلطة وثروة وارتهان وتبعية , هذا من المستحيلات , فكل إناء بما فيه ينضح , المناطقي يردها مناطقية , والطائفي يريدها طائفية , وهكذا السلالي والإيديولوجي , و للعنف اختياراته , لا يريد أن يفرط بمركز نفوذه , وهو يعد لمعركة كسر العظم وعض الأصابع , معركة فاصلة ينقض فيها على الآخر , للفوز بالسلطة والثروة , والضحية المواطن المسكين , ومعاناته في ازدياد مستمر لم يعد يحتمل المزيد , وهو يبحث عن تغيير حقيقي للواقع , وهذا ما لم تستطيع تلك القوى تقديمه , دون أن تتغير العقليات والثقافات , والتراجع عن مشاريع العنف في إخضاع الآخر وكسر إرادته وتحطيم معنوياته , واكتساب القوة والارتهان للتحالف , وتحالفات الشر والخديعة مع الخارج ضد شركاء الوطن .
البلد تحتاج حكومة من طراز جديد , بقوى جديدة لم تتلطخ بالدماء والفساد والمال على مر تاريخ المأساة اليمنية , ولم يكونوا يوما مرتزقة يستلمون أوامرهم من خارج حدود اليمن , نريد قوى حرة ومستقلة , تحمل هم وطن ومواطن وأمة , تحمي هويتها اليمنية الأصيلة وتعتز بها خير اعتزاز.
نحن على ثقة أن تتولد من رحم تلك المعاناة قوى تملك العزيمة والإصرار على تغيير الواقع لما يخدم الناس ويصلح حال البلد , ويحفظ الكرامة والسيادة , وتعود اليمن رائدة في المنطقة , اليمن السعيد والحلم القديم الجديد في وطن يستوعب كل أبنائه , ودولة محترمة ضامنة للمواطنة , ليكن الشعب صاحب الإرادة ومصدر السلطات , في ديمقراطية رائدة في الجزيرة والخليج , تحدث تغيرا يرفع من شأن العرب والمسلمين من جزيرة العرب وأرض النبوة .
المقال خاص بموقع المهرية نت