آخر الأخبار

استقلال وطن من التبعية

السبت, 07 نوفمبر, 2020

شيء مؤلم أن واقعنا اليوم قد لا يلبي تطلعاتنا بالأمس , و محزن أن تتمزق تلك التطلعات وتتلاشى الأحلام  , أحلام وتطلعات كل ثائر من ثوار ربيعنا اليمني صال وجال في الساحات ,التي امتدت على طول وعرض اليمن الكبير , بحجم تسامحنا مع الماضي وذواتنا , لفتح طريق سلس للمستقبل المأمول. 


لم يمر وقت طويل حتى أصبنا بخيبة أمل , ووجدنا أنفسنا في مواجهة عدو كان في صفنا من المتحذلقين في الظاهر معنا , وفي الباطن كانوا متربصين للانقضاض على الثورة , فصاروا أدوات الانقلاب , وتوظيفهم من قبل الإقليم لذلك , ما كان في السر , صار اليوم في العلن , مهما تدثروا بالشعارات ورفعوا من رايات. 


كان صحفيا يغطي جلسات الحوار الوطني , ويحدثنا عن القادم الجميل , عن التسامح والتصالح , والدولة اليمنية الاتحادية العادلة , ومخرجات الحلم التي تتحول لحقيقة , والحقيقة أنه كان مندسا , افتضح اليوم بنقل صورة لشباب وهم يدوسون بأقدامهم على لوحة رمزية لمخرجات الحوار الوطني ,لم يتجرأ يعملها انقلاب الحوثي السلالي , وزاد  تنفسه كراهية ضد الآخر وكل ما هو يمني , ناكرا للهوية اليمنية , معلنا عن هوية مشروع استعماري قديم , بجيوب جغرافيا كانت عبارة عن سلطنات وإمارات و مشيخات , وحدتها ثورة شعب جبار في أكتوبر العظيم , بعظمة الاستقلال المجيد .


الوجع شديد , والقهر جاثم على النفس , حينما تتضح الرؤية , وتتكشف حجم الكارثة , وترى ثلة من رفاق الساحات , وثوار المنصات , موظفين لدى أعداء تطلعاتنا وأحلامنا , وهم يروجون باليوم الموعود , الخالي من الحرية والاستقلال والعدالة , موعود باستعادة الاقطاعية والعبودية بماضيها العفن , يخدم أسرا مالكة ومتعفنة , ترى اليمن حديقة خلفية , يجب أن تبقى تحت السيطرة , تخلفها هو الهدف , ونهضتها يهدد عرشهم , فأنشئت لجانها الخاصة ومخططاتها القذرة , وميزانيات باذخة , لإفساد ما يمكن إفساده , وتوظيف ما يمكن توظيفه للعبث باليمن , وتشويه صورة الجمهورية , وتقديمها مثالا سيئا ورديئا , لتبقى الملكية الحلم , والاقطاعية الهدف , والظلم والقهر واقع , ويبقى يحكمون دون منازع . 


ليس هذا فقط , فتاريخهم مع اليمن مليئ بالدسائس والمؤامرات والجرائم , منذ مقتل الشهيد إبراهيم الحمدي , واعتلى كرسي الحكم قاتل , رجلهم الأول , بمنظومة سياسية تابعة ومرتهن لأجنداتهم  , وطابور من الموظفين بقوائم اللجنة الخاصة من الشمال و الجنوب الملحق مؤخرا , ينفذون أجندات الخطوط الحمراء التي لا تسمح لليمن امتلاك مقومات النهضة , ولا الاستقلال بالقرار والاختيار , اكتفوا بشراء الأصابع وتركو الجسم للديدان , واليوم ديدانهم ترعى بحرية لتنهش جسد اليمن , ليتمكنوا من استقطاع ما يمكن اقتطاعه من ذلك البلد الجريح .


انظر جيدا لحال عدن , وما يحدث في سقطرى من انتهاك لسيادة الوطن , أقرأ بتمعن أطماع السعودية في المهرة , وفكر بحرية بتهمة الإرهاب , الأسطوانة القديمة الجديدة , التي لم تعد تنطلي على عقول شعبا شب عن الطوق , وفطن الدسائس والمؤامرات , وذاق مرارة الفتن والصراعات والحروب العبثية , شعب حر وغيور اليوم على وطنه وأرضه والسيادة والكرامة , أكثر من أي وقت مضى , وإن وجدوا قلة بلا كرامة استفحل فيها داء إن لم يغدروا خانوا , وتم توظيفهم لتمرير تلك الخيانة .


خيانة شعب تأمل خيرا بعظمة ثورته فبراير , ومخرجات الحوار الوطني , وما أنشئ من جسور للعبور الآمن , واقتربنا أكثر من بعض , وتركنا أسلحتنا في المنازل , و نتبارز أفكارا , وتبلورت أفكارنا لمخرجات رسمت لنا طريق جبر الضرر , وترك الماضي خلفنا , لنرى المستقبل الوضاء أكثر قربا , وأكثر بهاء , كنا قاب قوسين أو أدنى من الأحلام والتطلعات .
واليوم منقسمون في معركة عبثية , بين فريقين , القابضون على مبادئهم وقيمهم وتطلعاتهم وأحلامهم , ومخرجات الحوار الوطني الضامن لكل ذلك , وآخرين ارتهنوا للخارج , وصاروا موظفين في اللجنة الخاصة , برواتب قيدتهم بقيود العمالة والارتهان والتبعية , انقسمنا بين وطن حر شامخ ومستقل الإرادة والسيادة  , وبين وطن مرتهن تابع مسلوب الإرادة والسيادة , والنصر للحق , والحق مع وطن حر مستقل , وطن الدولة الاتحادية بكل قيمها النبيلة , والخزي والعار لمن يرتهن للخارج وأموال اللجنة الخاصة القذرة. 

المقال خاص بموقع المهرية نت