آخر الأخبار

  اليمن سينفجر في وجوهكم!

الجمعة, 25 سبتمبر, 2020

 إلى الأمة الإسلامية ، بعناية الأمة الإنسانية ، كيمني مكلوم في وطن ينهار ويتهاوى من المؤامرات والفتن ما ظهر منها وما بطن، أخاطب إنسانيتكم، وأدبيات سياستكم وثقافتكم ودساتير بلدكم، أخاطب أفكار تجربتكم الديمقراطية، أخاطب حريتكم والمواطنة، فهل تناصرون حريتي.. حقي بالحياة الكريمة والاختيار وسيادة القرار،؟

وطني اليوم على وشك الانهيار التام، يفقد سبل الحياة الآدمية ، يفقد الأمل في دعم يجنبه ويلات العنف والحرب، أين أنتم من هذا الأمل ؟!، الذي عجزت في تقديمه منظمات الأمم المتحدة، وتدخلها زاد من حجم المعاناة، عجزت في إيجاد حل للنزاع، والبحث عن جذوره ومعالجة أضراره. 
  الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية والإغاثية، لم تتقدم خطوة إيجابية لحل النزاع في بلدي، بل يزداد النزاع حدة مع كل مبادرة أممية ، واختيار أممي  يخطئ في اختيار أدوات الوساطة والتدخل والحسم، وإصدار القرارات الكارثية، في إعطاء الحق لتدخل سافر، وتحالف يمارس غبنه وحقده دون وازع إنساني على بلد، كان على الدوام مصدر خير وسلام ونماء له وللمنطقة والعالم. 
  التدخل العسكري للتحالف كان مرهونا باستعادة الشرعية، السؤال اليوم أين هي تلك الشرعية، وما وضعها، وحجمها ومقدراتها؟ ومن المسؤول عما وصلت إليه؟ ولماذا لم تكن القرارات الأممية حاسمة في استعادة تلك الشرعية؟ 
  كثير هي الأسئلة المحيرة فيما وصل إليه البلد لحافة الانهيار،  وتحول التحالف عبء حقيقي أمام استعادة شرعية البلاد وسيادتها وكرامتها، واقع اليوم في اليمن يبرهن دون شك، أن البلد تعرض لمؤامرة خبيثة أدارها ما يسمى بالتحالف، ينفذ سيناريو إثارة الفتن وتأجيج الصراعات، لإضعاف وطن، لإهانة كرامة أمة ، وتدمير البنية التحتية، وشرخ النسيج الاجتماعي، لتقييد أدوات التنمية السياسية والثقافية والفكرية وتحطيم معنوياتها وقدراتها، وعمد على تدمير معالم تاريخية وإرث ثقافي وكل ما يتعلق بأصالة وعراقة البلد، والعبث بالمحميات الطبيعية والحيوية على طول وعرض الأرض اليمنية.
  منذ اللحظة الاولى لتدخل التحالف العربي، اشتغل على التناقضات والنعرات المذهبية، والمناطقية والإيدلوجية، وحركها بصورة سلبية، وأنشأ مكوناتها ودعمها لوجستيا وعسكريا، وجعل منها فخاخ تتفجر في وجه الوطن والمواطن، بتناحر ونزيف دم غير مسبوق، مما جعل من بلدي قنبلة قابلة للانفجار الكارثي على المنطقة والعالم والموقع الاستراتيجي.  
   لم تشكل يوما بلدي كشعب وسلطة أي  خطر على السلم الدولي والإقليمي، وكنا دوما نسعى للخير والسلام والنماء والتعاون الدولي والإقليمي، عرف الإنسان اليمني بكرمه ولطفه وحسن تعامله مع جيرانه من الدول الشقيقة، للإنسان اليمني المغترب في بلدان الجوار وبكل مؤهلاته المهنية من عامل ومهندس ومعلم وطبيب وطيار، ساهم  في تنمية وإعمار كثير من دول الجوار , ومنها دول الخليج، وتحمل بؤس ومشاق المعاملات السيئة والقوانين المجحفة ولا إنسانية، تحمل أسلوب العمل الإقطاعي والتمايز، بشرط الكفيل الإلزامي , والاضطهاد والابتزاز لآدمية العامل وسرقة مجهوده وعرقه، بقوانين بلد تنتهك كل الحقوق , في خرق واضح للشرائع السماوية للأديان والقوانين الوضعية للإنسان.
  ما ذنب 30 مليون إنسان ، يعذب في تضييق سبل الحياة، ويقدم كضحايا في ضربات خاطئة، أو تحت عناوين مختلفة ومنها محاربة الإرهاب ، الإرهاب الذي اصطلى بناره بلدي، ومنابعه كانت تلك البلدان التي تحاربه اليوم ، وتحول أداة من أدوات المؤامرة، وامتدادها منذ عقد الخمسينات والستينات، وما تتعرض له حركاتنا التحررية للنكبات، ودعم تلك الدول للقوى المضادة، للعصبيات , ودعم سخي لمشايخ السلالات والأعراق والمذاهب والطوائف , دعم للأصولية والغلو، لازال لليوم يمد تلك السرطانات بدعم سخي لوجستي وعسكري. 
  دعم الإمامة في الشمال ضد ثوار سبتمبر، ودعم السلاطين والأمراء أعوان المستعمر بعدن ضد ثورة أكتوبر ، دعم التخلف والجهل والمرض، ضد شعب تواق للحرية ومتعطش للكرامة والعزة والنماء، شعب كل ما هم لتصحيح وضعه وتغيير المنظومة السياسية والثقافية، واقتلاع الطغاة والفاسدين ممن عجزوا عن توفير له الحياة الكريمة، يجد تلك الدول تتصدى لكل محاولاته، وتدعم الطغاة ومنظومة الفساد وأركانهما، في تامر سافر على الشعب اليمني، وحرمانه من حقه بالحياة،  واستثمار ثروات باطن الأرض وخيرات ما فوق الأرض والبحر ، وما وهب الله للبلد من موقع استراتيجي مهم، ليعيش الإنسان اليمني في حال أفضل مستور مجبور، لم يرض عن ذلك دول الجوار , وتآمرت عليه منذ ثورتي  26 سبتمبر  و 14 أكتوبر المجيدتين . 
  وزاد توحش وجنون تلك الدول بعد ثورة الربيع اليمني , وحاولوا بكل أدواتهم وعملائهم وأموالهم , في إفشال تلك الثورة , ودعم الثورة المضادة , والعمل على التناقضات , ودفع نحو تفكيك البلد وتشظية، واليوم كل مواطن حر شريف يوجه الاتهام مباشرة لتلك الدول الرجعية والرأسمالية في التخطيط والتنفيذ لعملية الانقلاب على التوافق السياسي لمخرجات الحوار الوطني , الذي كاد أن يفضي لدولة محترمة تحترم حق الجوار وتعزز الاستقرار بالمنطقة , وتنهض باليمن لمصافي تلك الدول , في استثمار مقومات البلد من ثروة وموقع وإنسان وأرض وبحر , لم يرض على ذلك الملوك والأمراء, وانحازوا للنظام الذي يقاسمهم في نهب لقمة عيش وكرامة اليمني , وكانت أمواله المنهوبة في خزائن واستثمارات تلك الدول , وجعل من البلد مجرد ميناء تهريب لكل ما هو محرم ومجرم من تلك الدول وإليها والعالم.
  ست سنوات والتحالف فشل في استعادة الشرعية، ونجح نجاح باهر في إفشال تلك الشرعية وتفكيكها، بل إفشال الدولة في اليمن، و انهيار مؤسساتها، واستبدالها بأدوات هشة، أدوات تعزز الصراعات السلبية، وتفرز المجتمع لطوائف وسلالات وأيديولوجيات متناحرة  , في ترسيخ واضح للصراع عن السلطة والثروة , وإدارة معارك عبثية , وتزيد من حجم المعاناة , معاناة كعقاب للناس , يرضخوا لاستلاب كرامتهم وإرادتهم , ويقبلون التبعية والرضوخ والاستسلام للوصاية . 
  اليوم بفضل الإمارات والسعودية , أرضنا مغتصبة , مستباحة من قبل جنرالات تلك الدول في اغتصاب واضح للأرض والسيادة ( من عدن لسقطرى للمهرة والساحل الغربي ), في استقطاع أراض وجزر ومشاريع غير مرخصة من قبل سلطة الشرعية , في تحد صارخ لسيادة وكرامة البلد واستقلاله , إذا كان البند السابع يشرعن لذلك , في مخالفة واضحة  لأدبيات ومبادئ الأمم المتحدة في معالجة النزاعات, حيث تشير الدبلوماسية الوقائية إلى الإجراءات المتخذة لمنع نشوء منازعات أو من تحولها إلى صراعات، والحد من انتشار الصراعات عند وقوعها , على أن تلعب الوساطة دورا محوريا في عملية التوافق , وإلزام كل الأطراف لنظم وقوانين الأمم.
  وحذر كوفي عنان في 2005 من فشل الدولة: “حيث قال فشل الدولة أو انهيار الدولة يشكل تهديدا للأمن الدولي في حالة تجاهله، حيث يخلق مشاكل يمكن أن تعود لتلدغنا”.
  وفق ذلك نكرر التحذير من هذه السلوكيات والعدوان الصارخ على البلد، تحت عناوين لم تعد تنطلي على الناس، بل  تحولت تلك الدول من مساعد وداعم لمغتصب ومنتهك , وداعم لمليشيات عسكرية خارج إطار الشرعية , تحارب الشرعية وتسلبها حقها في إدارة التحول والتغيير , لدولة اتحادية ضامنة للمواطنة والحرية والعدالة , لاستقرار البلد وبالتالي استقرار المنطقة كمنفذ بحري مهم يتوسط العالم , اللهم فاشهد على قوم بغوا واستكبروا على شعب من حقه أن يدافع عن أرضه وكرامته . 

المقال خاص بموقع "المهرية نت"