آخر الأخبار
اليمن بين جنون ترامب ومغامرات الحوثيين (تقرير خاص)

العدوان الأمريكي على اليمن
الخميس, 20 مارس, 2025 - 12:32 مساءً
يعيش اليمن واحدة من أصعب المراحل في تاريخه نتيجة تكثيف العدوان الأمريكي غاراته على البلد المصنف من بين أفقر بلدان العالم.
ويعمق هذا العدوان المأساة الكبيرة التي يواجهها اليمن منذ أكثر من عشر سنوات جراء الحرب بين القوات الحكومية والحوثيين، دون أفق واضح لانتهاء هذا الصراع وإنهاء الفرقة بين الأطراف المحلية.
وعلى الرغم من أن العدوان الأمريكي المباشر على اليمن قد بدأ مطلع العام 2024، إلا أن الغارات الجديدة توحي بتحول في مسار المواجهة بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثي المتهمة بتلقي الدعم من إيران.
وأمام هذه التطورات، يدفع اليمنيون البسطاء ثمن هذه النزاعات من حيث تدمير البنية التحتية واستمرار تدهور المعيشة وانهيار الخدمات في مختلف محافظات البلاد.
كما يدفع الشعب اليمني ضريبة جنون وعدوان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومغامرات الحوثيين التي قد تكون غير محسوبة العواقب، كما يرى متابعون للشأن اليمني.
خلفية التصعيد الجديد
اشتعل هذا الصراع من جديد مساء السبت الماضي، حينما بدأت الولايات المتحدة شن غارات مكثفة على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن.
وجاء هذا التصعيد الأمريكي بعد أيام فقط من إعلان جماعة الحوثي عزمها على استهداف الملاحة البحرية لإسرائيل في البحر الأحمر وخليج عدن.
واتخذت جماعة الحوثي هذا الموقف نتيجة لاستمرار العدوان الإسرائيلي بمنع إدخال المساعدات إلى غزة، ونقض الاتفاق مع حركة حماس، والذي من بين بنوده استمرار الإغاثة في القطاع الفلسطيني الذي تعرض لإبادة جماعية بدعم أمريكي غير محدود منذ أكتوبر عام 2023.
تهديد متبادل
تاتي هذه التطورات وسط تهديد متبادل بين الحوثيين والولايات المتحدة، حيث يحذر كل منهما الآخر بمواصلة العمليات دون كلل.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مساء الاثنين أن الهجمات على الحوثيين في اليمن، ستستمر حتى تحقيق الهدف المتمثل في حماية الملاحة بالبحر الأحمر.
وقال متحدث البنتاغون شون بارنيل إن ترامب ووزير دفاعه بيت هيغسيث والقيادة الأميركية أكدوا أن عهد السلام من خلال القوة قد عاد، موضحا أن الولايات المتحدة "ستستخدم قوة قاتلة ساحقة حتى تحقق هدفها".
وأضاف أن الموجة الأولى من الضربات ضد الحوثيين استهدفت أكثر من 30 موقعا في مناطق عدة باليمن. وشدد بارنيل على أن هذه الهجمات لا تتعلق بتغيير الأنظمة في الشرق الأوسط، بل بحماية المصالح الأميركية.
وفي المقابل، توعدت جماعه الحوثي في اكثر من بيان بتصعيد أكبر وأشد إيلاما ضد الولايات المتحدة حتى توقف عدوانها على اليمن.
وقال زعيم الحوثيين في خطاب "نواجه الآن عدوان الأمريكي بالاستهداف لحاملة طائراته وبوارجه وقطعه الحربية لكن حينما يستمر في عدوانه فلدينا خيارات تصعيدية أكبر من ذلك".
وتشير هذه التهديدات المتبادلة إلى أن الحرب بين الجانبين قد تمتد لفترة أطول ما قد يؤدي إلى آثار كبيرة تؤثر على العديد من اليمنيين الذين يعيشون واحدة من أسوأ الظروف الإنسانية والاقتصادية في العالم.
تغييب آمال السلام
كلما تفاءل اليمنيون بأن موعد السلام قد اقترب يصطدمون بأحداث جديدة تعرقل أي بوادر بانهاء الحرب المستمرة منذ نحو 10 أعوام.
وتهدد هذه التطورات حالة التهدئة في الجبهات الداخلية التي بدأت منذ أبريل 2022، حيث ثمة تحشيد ومواجهات متبادلة بين القوات الحكومية والحوثيين في عدة محافظات.
يأتي ذلك وسط مخاوف من إفراط ترامب في جنونه عبر تكثيف الهجمات وصنع دمار أكبر في المدن اليمنية وسفك مزيد من دماء الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة.
كما تواجه جماعة الحوثي انتقادات بأنها تغامر وتبالغ في قوتها بمواجهة أقوى دول العالم، ما قد تجلب المزيد من البؤس لليمنيين التواقين للعيش في واقع بلا صراعات أو دمار أو دماء.
