آخر الأخبار
عنف أمريكي غير مسبوق يستهدف اليمن.. من المتضرر وماذا حقق ترامب؟(تقرير خاص)

العدوان الأمريكي على اليمن
الثلاثاء, 18 مارس, 2025 - 01:49 مساءً
في الوقت الذي كان فيه اليمنيون على وشك الانتهاء من صلاة التراويح -مساء السبت- دوت انفجارات عنيفة بالعاصمة صنعاء، جراء غارات نفذتها القوات الأميركية على المدينة الواقعة تحت سيطرة الحوثيين منذ عام 2014.
خلقت هذه الغارات حالة من الرعب والخوف في صفوف سكان المدينة المكتظة بأناس من مختلف محافظات البلد الذي لم يأمن من الصراعات وأطماع الخارج مذ عرفنا أنفسنا.
بعض السكان تحدثوا عن اهتزاز منازلهم من الغارات العنيفة، وثمة من قال إنه نجا من الموت، بينما آخرون فقدوا حياتهم ولم يحققوا حلمهم في صيام اليوم التالي رغم تفعيل نية هذه العبادة المباركة.
وأعقب الغارات العنيفة على صنعاء ضربات أمريكية أخرى استمرت حتى اليوم استهدفت عدة محافظات أبرزها الحديدة وصعدة وذمار وحجة والبيضاء.
وخلف هذا العدوان الأمريكي أكثر من خمسين قتيلا ونحو مائة مصاب، وربما الرقم لم يكتمل بعد، فثمة أشخاص في حالة حرجة بينما آخرون في عداد المفقودين.
ومساء السبت، كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن أنه أمر جيش بلاده بشن هجوم كبير ضد الحوثيين.
وكتب عبر منصة تروث سوشيال "إلى جميع الإرهابيين الحوثيين، انتهى وقتكم، ويجب أن تتوقف هجماتكم، بدءا من اليوم. إذا لم تفعلوا ذلك، سينهمر عليكم الجحيم مثلما لم تروا من ذي قبل".
غارات عمياء
ليس الأعمى فقط من لا يرى بعينيه، بل هناك أكثر من مجرد أعمى قد يتصرف بطريقة توحي بظلام دامس في الرؤية والهدف، ما يؤدي إلى سلوكيات عمياء.. وهذا هو حال الغارات الأمريكية.
فهذه الضربات لم يتضرر منها الحوثيون المستهدفون وفق بيانات واشنطن، فالواقع يشير إلى أن المتضرر الفعلي هو اليمن واليمنيون الضعفاء الذين لا حول لهم ولا قوة، ولا يملكون سلطة تدافع عنهم، وكأن دمهم بات رخيصا استمرأ المعتدون في سفكه بشكل دائم.
المدنيون هم الضحية
حتى الآن لا وجود لأي مؤشرات عن تضرر الحوثيين من هذه الغارات، حيث سبق أن تعرضت المناطق الخاضعة لسيطرتهم لآلاف الضربات الجوية، دون أن تتأثر قدراتهم العسكرية، بل على العكس، في مع مرور الوقت يكشفون عن امتلاكهم أسلحة جديدة فعالة.
وقد قلل زعيم أنصار الله عبد الملك الحوثي من آثار الهجمات الأمريكية الجديدة متوعدا بالتصعيد.
وصرح في كلمة مصورة مخاطبا واشنطن أن "العدوان الأمريكي الجديد سيسهم في تطوير قدراتنا العسكرية أكثر فأكثر وسنواجه التصعيد بالتصعيد، ولن يحقق هذا العدوان أهدافه في تقويض القدرات العسكرية لبلدنا".
وحذر الحوثي من أن "حاملة الطائرات والقطع الحربية الأمريكية ستكون هدفا لنا، وقرار حظر الملاحة سيشمل واشنطن طالما استمرت في عدوانها".
ولم يتم الإعلان من قبل الجماعة عن سقوط ضحايا في صفوفها، رغم حديث مصادر أمريكية عن قتلى من قيادات الحوثيين جراء هذه الضربات.
والواقع يشير إلى أن المدنيين هم الضحايا والذين يدفعون الثمن الفعلي في كل صراع متجدد باليمن.
وإلى جانب أكثر من 150 قتيل وجريح من اليمنيين، لم يسلم من هذه الغارات حتى الحيوانات، حيث تم الإعلان عن نفوق مئات المواشي جراء الضربات الأمريكية على محافظة صعدة التي تعد معقلًا مهما للجماعة .
كما أدت الغارات إلى تدمير مصنع للحديد ومحلج للقطن في محافظة الحديدة، ودمار مكتب الصحة في محافظة الجوف، إضافة إلى دمار في برج قيادة السفينة الإسرائيلية المحتجزة غلاكسي ليدر.
وفي سياق تدمير البنية التحتية، تضررت عدد من محطات الكهرباء ما أدى إلى انقطاع التيار في أكثر من محافظة، حسب المؤسسة العامة للكهرباء التي يديرها الحوثيون بصنعاء.
ماذا حقق ترامب
رغم الوعيد المتكرر للرئيس الأمريكي ترامب، إلا أن الواقع يشير إلى عدم تحقيق أي من أهدافه بخصوص تدمير قدرات الحوثيين.
فالحوثيون واصلوا الهجمات على المصالح الأمريكية، وربما بوتيرة أعلى عن السابق، وهي قد تكون إشارة ورسالة بأنه لن يستطيع أحد إيقافهم، ولا يوجد في أذهانهم ما يخسروه.
وخلال ال 48 ساعة الماضية، أعلن الحوثيون استهداف حاملة الطائرات الأمريكية ترومان ثلاث مرات، بصواريخ ومسيّرات.
ومساء الاثنين، أعلن زعيم الحوثيين في خطاب متلفز هروب حاملة الطائرات الأمريكية (ترومان) إلى أقصى شمال البحر الأحمر بمسافة 1300كلم بعد الاشتباك مع قوات الجماعة.
وأضاف مهددا"حينما يستمر الأمريكي في عدوانه على اليمن فلدينا خيارات تصعيدية أكثر إيلاما وإزعاجا له".
وهذه رسائل من زعيم الحوثيين تشير إلى الاستمرار في العمل على تقويض أهداف ترامب الرامية لإنهاء قدرات الجماعة المسيطرة على مساحات حيوية من اليمن.
وفي حال تكثيف الهجمات الأمريكية بشكل أكبر، فالراجح أن المدنيين هم من سيدفعون الثمن، أما أهداف ترامب الرامية إلى تقويض قدرات الجماعة فتبدو صعبة المنال في هذا النهج.
يأتي ذلك في ظل استمرار الظلام المعلوماتي الذي تعاني منه واشنطن فيما يتعلق بالأهداف الحيوية والحساسة باليمن، ولذلك تستمر في تكثيف عملياتها التجسسية عبر طائرات مسيرة من طراز MQ_9 التي أسقط الحوثيون العديد منها، وهي طائرات متطورة وغالية الثمن.
