آخر الأخبار

الضربات الأمريكية في اليمن.. هل ستسهم في تحقيق الاستقرار أم ستؤدي إلى مزيد من التصعيد؟ (تقرير خاص)

المهرية نت - رهيب هائل
الاربعاء, 19 مارس, 2025 - 10:42 مساءً

في تصعيد جديد للصراع في اليمن، شنت الولايات المتحدة، ضربات جوية استهدفت مواقع تابعة لجماعة الحوثيين في عدة محافظات، منها صنعاء، البيضاء، صعدة، الجوف، مأرب، ذمار، والحديدة بدءًا من مساء السبت الماضي"، وذلك ردًا على الهجمات التي نفذتها الجماعة ضد السفن في البحر الأحمر.

 

وتعد هذه الضربات الأولى على اليمن منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي، وحركة حماس في غزة في 19 يناير/كانون الثاني 2025.

 

وجاءت بعد يومين من إعلان زعيم جماعة الحوثيين، عبد الملك الحوثي، مساء الأربعاء الماضي، عن استئناف العمليات العسكرية لاستهداف السفن الإسرائيلية أو المتعاملة مع إسرائيل في البحر الأحمر وخليج عدن.

 

وسبق هذا التصعيد منح الحوثيين الاحتلال الإسرائيلي، مهلة أربعة أيام لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مهددين باستئناف الهجمات في حال عدم الاستجابة.

 

وفي أول تعليق رسمي، قال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب: "واشنطن أطلقت عملاً عسكريًا حاسمًا وقويًا ضد الحوثيين"، متوعدًا باستخدام "القوة الساحقة حتى تحقيق الهدف المنشود".

 

بينما لم تتأخر جماعة الحوثي في الرد، إذ أعلنت مساء الأحد عن استهداف حاملة الطائرات الأمريكية يو إس إس هاري ترومان والقطع البحرية المرافقة لها شمالي البحر الأحمر بـ18 صاروخًا باليستيًا ومجنحًا، بالإضافة إلى طائرات مسيرة.

 

وفي تطور جديد، شنت الطائرات الأمريكية، يوم الاثنين، سلسلة غارات استهدفت مواقع مدنية وصناعية، منها مصنع الحبشي للحديد في مديرية الصليف، ومحلج للقطن في مديرية زبيد بمحافظة الحديدة، بالإضافة إلى المجمع الحكومي في مديرية الحزم، عاصمة محافظة الجوف، وفق ما نقلته قناة المسيرة.

 

بالمقابل، كررت جماعة الحوثي هجماتها على حاملة الطائرات الأمريكية يو إس إس هاري ترومان والقطع البحرية التابعة لها، معلنة تنفيذ ضربة جديدة للمرة الثانية خلال 24 ساعة.

 

ويوم أمس الثلاثاء ، أفادت وسائل إعلام تابعة للحوثيين، بشن عدوان أمريكي جديد على ثلاث محافظات  يمنية، هي" صعدة،  وحجة والحديدة".

 

وبالتزامن، أعلن المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي" يحيى سريع". عن استهداف حاملة الطائرات الأميركية "ترومان" للمرة الثالثة خلال الـ 48 ساعة الماضية.

 

ويأتي هذا التصعيد في ظل توتر إقليمي متزايد، مما يثير تساؤلات حول تداعياته على المشهد اليمني ومستقبل الصراع في المنطقة، فما هي النتائج المحتملة للضربات الأمريكية؟ وهل ستسهم في تحقيق الاستقرار أم ستؤدي إلى مزيد من التصعيد؟

 

هل تقود الضربات إلى مزيد من التصعيد؟

 

في هذا الشأن، يقول الدكتور عبدالقادر الخلي، أستاذ التحليل السياسي في جامعة تعز إن:" الضربات الأمريكية الأخيرة استهدفت مواقع حيوية يستخدمها الحوثيون في عملياتهم العسكرية، من بينها منصات إطلاق الصواريخ، مراكز القيادة، ومرافق تخزين الأسلحة، وأسفرت هذه الهجمات عن مقتل أكثر من 50 شخصًا، بينهم خمسة أطفال، وإصابة العشرات".

 

وأضاف في حديثه لـ"المهرية نت":" تداعيات الضربات لا تقتصر على اليمن فقط، بل تمتد لتشمل منطقة الشرق الأوسط برمتها، فالصراع في البحر الأحمر ليس مجرد مواجهة بين واشنطن والحوثيين، بل هو جزء من صراع أوسع بين المحور الإيراني والقوى الغربية".

 

وتابع "مع تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران على أكثر من جبهة، فإن أي تصعيد جديد قد يؤدي إلى انفجار شامل يجر أطرافًا جديدة إلى المعادلة".

 

واستدرك الخلي قائلًا: "هذه العمليات العسكرية تضعف جهود الحل السياسي في اليمن، حيث تؤدي إلى تعزيز المواقف المتشددة لدى جميع الأطراف، مما يقلل من فرص العودة إلى طاولة المفاوضات".

 

وأوضح أن "المواجهات إذا استمرت على هذا النحو، فقد نشهد تدخلات عسكرية أكبر من قبل القوى الإقليمية، مما يجعل إمكانية الحل السلمي أكثر تعقيدًا".

 

سيناريوهات محتملة

بحسب الخلي، فإن استمرار الضربات والهجمات المتبادلة يجعل مستقبل الأزمة اليمنية والملاحة الدولية في البحر الأحمر مبنيًا على ثلاثة سيناريوهات:

 

- السيناريو الأول: أن تؤدي هذه العمليات العسكرية التي تشنها الولايات المتحدة إلى ردع الحوثيين وإجبارهم على التراجع.

 

السيناريو الثاني: أن تشعل فتيل صراع طويل الأمد يمتد إلى خارج حدود اليمن، ليشمل المنطقة بأسرها، خصوصًا إذا انخرطت مزيد من الدول في الصراع، مما قد يحول البحر الأحمر إلى ساحة حرب مفتوحة ذات تداعيات كارثية على الأمن الإقليمي والدولي.

 

- السيناريو الثالث: (الأكثر تفاؤلًا): أن تدفع هذه التطورات الأطراف الدولية إلى تكثيف جهود الوساطة الدبلوماسية لاحتواء التصعيد وإيقافه.

 

هل الضربات الأمريكية كافية لإيقاف الحوثيين؟

 

في السياق ذاته، يقول الصحفي صدام الحريبي إن:" الضربات الأمريكية ما زالت حتى الآن محدودة، وما زالت الولايات المتحدة تتحدث عن استهداف قيادات حوثية رفيعة خلال اليومين الماضيين، لكن إلى الآن لم نسمع عن تفاصيل مؤكدة أو رسمية سواء من الجانب الأمريكي أو الحوثي".

 

وأضاف في حديث لـ" المهرية نت" :" الأمريكيون يريدون من خلال هذه الضربات إرسال رسالة إلى إيران فقط، خاصة مع إعطاء الحوثيين مهلة أربعة أيام من أجل غزة ومحاولة تخفيف الضغط المفروض على إيران".

 

وتابع:" إذا استمرت الضربات بهذا الشكل، فإنها قد تقوي الحوثيين أكثر مما تضعفهم، خصوصًا إذا كان موضوع استهداف قيادات حوثية رفيعة مجرد إشاعات".

 

وحول مستقبل الصراع، يرى الحريبي أن "الوضع سيزداد سوءًا، خصوصًا إذا استمر الحوثيون في هجماتهم في البحر الأحمر، واستمرت الولايات المتحدة في تدمير ما تبقى من البنية التحتية في اليمن، وقد يتحول الأمر إلى استهداف عشوائي للأحياء السكنية والمدن الرئيسية، خصوصًا مع تواجد القيادات الحوثية في المناطق المكتظة بالسكان".

 

واستدرك قائلاً: "لكن إذا وظفت الحكومة الشرعية هذه الأحداث لصالحها وتخلصت من حالة الارتهان التي أدت إلى انتهاك السيادة الوطنية، وقامت بتحركات جادة لإنهاء سيطرة الحوثيين، فقد لا يشتعل الصراع في المستقبل".

 




تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية