آخر الأخبار

وزير الخارجيّة العُماني: الخطط الدولية المتعلقة بمستقبل فلسطين غالبًا ما تُبنى على أسس غير عادلة

وزير الخارجية العُماني

وزير الخارجية العُماني

المهرية نت - متابعات
الجمعة, 31 يناير, 2025 - 05:36 مساءً

أكد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية العُماني، الجمعة، أنّ الخطط الدولية المتعلقة بمستقبل فلسطين غالبًا ما تُبنى على أسس غير عادلة وغير مستدامة.

 

 وأشار إلى أنّ هذه الخطط تستند في كثير من الأحيان إلى سياسات قائمة على العداء، مما يحرم الشعب الفلسطيني من حقه في اختيار قيادته وتقرير مصيره معرباً عن قلقه المتزايد إزاء تصاعد العداء في المشهد العالمي، مؤكدًا على أن هذه الظاهرة لا تشكّل مصدر قلق فحسب، بل إنّها أيضًا غير مجدية، وتسهم في إطالة أمد النزاعات وتعقيد مسارات الحلول السّلمية.

 

جاء ذلك في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية لملتقى منظمة الرؤساء الشباب 2025 في المتحف الوطني بمسقط بمشاركة وفد من الرؤساء التنفيذيين الشباب بالمنظمة في إطار زيارتهم الحالية لسلطنة عُمان ضمن جولة تستهدف تعزيز الحوار وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليميّة والدوليّة.

 

وقال إن "الخطط الخارجيّة الخاصة بمستقبل الحكم في فلسطين غالبًا ما تستند إلى العداء، وهذا ما يجعلها غير مستدامة وغير عادلة، لأنها تُحرم الفلسطينيين من حقّهم الأساسي في اختيار قياداتهم وتقرير مستقبلهم".

 

وعن تأثير السياسات القائمة على العداء في حلّ النزاعات، أشار السيد وزير الخارجية العماني إلى أنّ العديد من الجهات الدّولية ترفض الانخراط في الحوار مع خصومها، مما يؤدّي إلى تعميق الخلافات وتأجيج النزاعات بدلًا من حلّها.

 

وقال : "الكثيرون يصرّون على عدم التحدّث إلى خصومهم كمسألة مبدأ، ويرون في الحوار مكافأة يجب حجبُها عن الأطراف التي يختلفون معها. لكن في الواقع، هذا النّهج لا يؤدّي إلّا إلى تفاقم المشكلات ويجعل الحلول السلمية أكثر صعوبة".

 

وفي سياق حديثه عن القضيّة الفلسطينيّة، أوضّح وزير الخارجية العُماني أنّ العديد من الحكومات ترى أن تحقيق السلام في فلسطين يجب أن يتمّ عبر حلّ الدولتين، لكنها في الوقت ذاته تمتنع عن الاعتراف بدولة فلسطين بسبب موقفها من بعض الفصائل السياسيّة، مثل حركة حماس.

 

وأكّد على أنّ هذا الموقف يعمي هذه الجهات عن إدراك المطالب المشروعة لتلك الفصائل التي تتقاطع في كثير من الأحيان مع تطلّعات الشّعب الفلسطيني في تحقيق الأمن والاستقلال، وهي حقوق مكفولة بموجب القانون الدولي والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

 

وأضاف: "إذا كنا نسعى لإيجاد حلول دائمة، فعلينا أن نكون مستعدّين للحوار مع من نختلف معهم، والأهمّ من ذلك، أن نصغي إليهم ونحاول فهم وجهات نظرهم".

 

وحول نهج الدبلوماسية العمانية أكّد السّيد بدر بن حمد البوسعيدي وزيرُ الخارجية العُماني على أنّ الحوار نهجٌ دبلوماسيٌّ وهو الأساس الراسخ الذي تقوم عليه السياسة الخارجية العُمانية، والمتجذر في التاريخ العُماني وقيمه.

 

وقال وزير الخارجية العُماني: إنّ سلطنة عُمان تؤمن بمساحات للحوار، حيث يمكن حلّ النزاعات بواقعية، وتعمل المصالح المشتركة على توحيد وجهات النظر المختلفة، بدلًا من أن تُستخدم كأداة للفرقة والعداء.

 

واستعرض البوسعيدي الرؤية والمبادئ التي تقوم عليها السياسة الخارجية العُمانية المرتكزة على الانفتاح، والحياد، والاحترام المتبادل، مبيّنًا أنّ هذه القيم أساسية لضمان تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

 

وأكّد وزير الخارجية العماني على أنّ الدبلوماسية العُمانية ليست مجرد أداة للسياسة الخارجية، بل هي انعكاس لهُوية سلطنة عُمان ونهجها الراسخ في التعامل مع العالم، وعلى مرّ التاريخ، كانت وما زالت حلقة وصل بين القارات والثقافات والأفكار، حيث استقبلت شواطئها المستكشفين والتجار والمفكرين من مختلف أنحاء العالم، مما أسهم في تشكيل هُويتها الوطنية ونهجها القائم على الحوار والانفتاح مشيراً

 

إلى أنّ الضيافة في سلطنة عُمان ليست مجرد عمل من أعمال الكرم، بل هي أسلوب حياة يعكس رؤيتنا للعلاقات الدولية، فأن نرحّب بشخص ما في منازلنا ومجتمعاتنا ووطننا يعني أننا نؤمن بقدرتنا على إثراء حياة بعضنا البعض وبهذا المعنى، فإن الضيافة هي دبلوماسية عملية، وهي الخطوة الأولى نحو بناء علاقات قائمة على التفاهم والانفتاح.

 

وقال: إنّ الدبلوماسية، في جوهرها، هي "فن التوازن"، مشيرًا إلى أنّ سلطنة عُمان لطالما قامت بدور محوري في تعزيز الحوار والتفاهم بين الأطراف المختلفة، كما أنّ الدبلوماسية في سلطنة عُمان ليست مجرد ممارسة سياسية، بل هي انعكاس لقيمها المتجذرة في تاريخها وثقافتها، وهي بالنسبة لنا ليست مجرد أداة للسياسة الخارجية، بل هي جزء من نسيج هويتنا.

 


كلمات مفتاحية:


تعليقات
square-white المزيد في عربي