استمرت خروقات جيش الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيث استشهد صياد شاب خلال رحلة عمل قبالة سواحل وسط القطاع، في وقت أعلن جهاز الدفاع المدني مع استمرار عمليات انتشال جثامين الشهداء، تلقيه إشارات تفيد بوجود نحو 14 ألف جثمان شهيد مفقود تحت الأنقاض.

خروقات التهدئة

وأعلنت مصادر طبية عن استشهاد الصياد ساهر القرعان (19 عاما)، جراء استهدافه بنيران زوارق الاحتلال الحربية، قبالة بحر مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

وقامت الزوارق الحربية بفتح نيرانها الرشاشة بشكل كثيف صوب صيادين، دخلوا لمسافة قريبة في البحر، ما أدى إلى إصابة الصياد القرعان بجروح خطيرة، حيث نقل إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، وهناك جرى الإعلان عن استشهاده، وتلا ذلك أن جرى تشييع جثمانه إلى مقبرة الشهداء، بمشاركة أقاربه والكثير من المشيعين.

ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 47,460 شهيدا و111,580 إصابة، منذ السابع من أكتوبر للعام 2023

إلى ذلك فقد واصلت قوات الاحتلال تنفيذ عمليات إطلاق نار، طالت المناطق القريبة من محاور التوغل على طول حدود قطاع غزة الشرقية، كما قامت آليات الاحتلال بإطلاق النار على بلدة عبسان الكبيرة، الواقعة على الحدود الشرقية لمدينة خان يونس جنوبي القطاع.

كما سجل حالات إطلاق نار طالت بلدات مجاورة أخرى في مناطق وسط قطاع غزة.

وشيع الجناح العسكري لحركة حماس، كتائب القسام، جثامين 15 شهيداً، تم انتشالهم من المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة، حيث كانوا قد ارتقوا خلال معارك مع جيش الاحتلال، بعد أن جرى أداء صلاة الجنازة عليهم بعد صلاة ظهر الجمعة.

14 ألف مفقود

وفي آخر تحديث صدر الخميس عن وزارة الصحة في غزة، أوضح أنه جرى انتشال 42 شهيدا، إضافة إلى استشهاد مواطن متأثرا بإصابته، فيما ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الاسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وقد أعلنت أيضا عن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 47,460 شهيدا و111,580 إصابة، منذ السابع من أكتوبر للعام 2023، ودعت ذوي شهداء ومفقودي الحرب على غزة، لاستكمال بياناتهم، بالتسجيل عبر رابط مخصص لذلك، لاستيفاء جميع البيانات عبر سجلات وزارة الصحة.

وفي السياق أوضح جهاز الدفاع المدني أنه منذ تنفيذ وقف إطلاق النار، تعمل طواقمه على انتشال جثامين ورفات الشهداء، من تحت أنقاض المنازل التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي، خلال 470 يومًا من العدوان على غزة، لافتا إلى أن غرف العمليات تلقت نحو 2750 بلاغًا من ذوي الشهداء، حيث تمكنت الطواقم من انتشال 520 جثمانًا، بينما تعذر الوصول إلى العديد من الأماكن لعدم توفر المعدات الثقيلة.

وأشار إلى أن هناك نحو 14 ألف جثمان شهيد مفقود تحت الأنقاض، مما يعقد العملية الإنسانية ويطيلها إذا استمرت الظروف الحالية دون دعم بالمعدات الثقيلة.

وطالب مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، الإسراع في إمداد الدفاع المدني باحتياجاته من الوقود لاستكمال المهام الإنسانية وتحديد أماكن مخلفات الذخائر والوصول لجثامين الشهداء، كما طالب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بالعمل مع سلطات الاحتلال الإسرائيلية، لإمداد الدفاع المدني بالاحتياجات العاجلة لاستكمال المهام الإنسانية في إزالة الركام وتوفير الوقود للمهام الإنسانية، وطالب كذلك الهيئات الدولية والعالمية المختصة بالعمل الإنساني، بالإسراع في إعداد مؤتمر دولي للتأهيل والاعمار المستدام للمديرية العامة للدفاع المدني.

وناشد وسطاء التهدئة قطر ومصر والولايات المتحدة الأمريكية، بضرورة إلزام الاحتلال الإسرائيلي، من أجل تسريع إدخال معدات الإنقاذ والأجهزة الثقيلة اللازمة لعمل طواقم الدفاع المدني، وأكد الجهاز أنه فقد نحو 85% من منشآته ومعداته خلال العدوان الإسرائيلي، وناشد الوسطاء بالضغط على الاحتلال للسماح بإدخال المعدات اللازمة، وأكد التزامه في ذات الوقت بتقديم الخدمات الإنسانية “رغم التقصير الدولي في تزويدنا بالوقود والمعدات”.