نشرت مجلة فورتشن، المتخصصة في الشؤون الاقتصادية، مقالاً للصحفي جون جمبرل المتخصص في شؤون الخليج وإيران، إن مهاجمة الحوثيين سفينة حربية أمريكية يمثل منعطفاً خطيراً لأزمة الشرق الأوسط في "أسوأ معركة بحرية منذ عقود".

وقالت المجلة إن الحوثيين أطلقوا صاروخاً على سفينة حربية أمريكية كانت تقوم بدورية في خليج عدن مما أجبرها على إسقاط الصاروخ، كما ضربوا وأصابوا سفينة بريطانية..

وأضافت أن "هجوم الحوثيين على المدمرة الأمريكية (يو إس إس كارني)، يمثل تصعيداً إضافياً في أكبر مواجهة شهدتها البحرية الأمريكية في الشرق الأوسط منذ عقود، وكانت صواريخ الحوثيين قد أضرمت النيران بسفينة تجارية أخرى ليلة الجمعة.

وتابعت: "في وقت مبكر من صباح السبت بالتوقيت المحلي، شنّت القوات الأمريكية ضربة ضد صاروخ حوثي مضاد للسفن كان موجهاً نحو البحر الأحمر ومستعدًا للإطلاق، حسبما ذكرت القيادة المركزية للجيش الأمريكي".

وقالت قناة المسيرة التابعة للحوثيين إن الضربات وقعت بالقرب من مدينة الحديدة الساحلية، لكنها لم تقدم أي تقييم لأضرار الضربات.

ونقلت المجلة عن مسؤول أمريكي طلب عدم الكشف عن هويته، نظراً لعدم وجود تفويض لمناقشة الحادثة، "إن الهجوم على المدمرة كارني يعد الأول من نوعه باستهداف الحوثيين سفينة حربية أمريكية بشكل مباشر منذ بدء هجماتهم على السفن".

وفي وقت لاحق من يوم الجمعة، أقرت قيادة العمليات البحرية البريطانية التابعة للجيش البريطاني، والتي تشرف على الممرات المائية في الشرق الأوسط، بأن سفينة أصيبت بصاروخ واشتعلت فيها النيران في خليج عدن؛ وفق المجلة.

ونوّه الصحفي إلى عدم اعتراف المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، بهجوم "كارني"، وقال: "لكنّه أثبت مسؤولية جماعته عن الهجوم الصاروخي على السفينة التجارية التي اشتعلت فيها النيران، وحدّد هوية السفينة بأنها ناقلة البضائع "مارلين لواندا" التي ترفع علم جزر مارشال".

وتابع: "بينما أكّدت القيادة المركزية في وقت متأخر من يوم الجمعة أن "مارلين لواندا" قد أصيبت بصاروخ باليستي مضاد للسفن أطلق من مناطق سيطرة الحوثيين".

وقال: استجابت المدمرة كارني وسفن التحالف الأخرى لنداء الاستغاثة، وهرعت لتقديم المساعدة للسفينة المنكوبة. وقالت القيادة المركزية إنه لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات".

واعتبرت مجلة فورتشن أن هجمات الحوثيين المباشرة الآن على السفن الحربية الأمريكية هي التصعيد الأكثر عدوانية في حملتهم في البحر الأحمر، منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وتابعت: "حاولت الولايات المتحدة تخفيف توصيفها لهجمات الحوثيين، قائلة إنه من الصعب تحديد ما يحاول الحوثيون ضربه بالضبط، وذلك نابع جزئيًا من ارادتها لمنع تصعيد الصراع إلى حرب إقليمية واسعة النطاق".

وأشارت المجلة إلى "امتناع الولايات المتحدة وحلفائها عن ضرب مواقع أسلحة الحوثيين في اليمن في الاسابيع الأولى، لكنهم يتخذون الآن إجراءات منتظمة، وغالبًا ما يستهدفون مواقع لإطلاق الصواريخ التي لم تطلق، والتي تعد تهديدًا وشيكاً".

وقالت: "رغم استهداف كارني بشكل مباشر، قالت القيادة المركزية إن الحوثيين أطلقوا الصواريخ "باتجاه كارني التي بدورها أسقطت الصاروخ الباليستي المضاد للسفن".

وقال براد بومان، مدير في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، للمجلة إن الاعتراف بهجوم الجمعة بأنه هجوم مباشر على سفينة حربية أمريكية أمر في غاية الأهمية.

وأضاف: "إنهم يسمون أخيرًا الأشياء بمسمياتها، ويقولون نعم، إنهم يحاولون مهاجمة قواتنا، إنهم يحاولون قتلنا".

وقال بومان إن "تخفيف حدة الرد والاستجابة، كان يهدف في الأساس إلى منع حرب أوسع، ولكنه أتى بنتائج عكسية تمثّل في زيادة جرأة الحوثيين".

وشنّت الولايات المتحدة وبريطانيا سلسلة من الغارات ضمن عدوانها على اليمن منذ 11 يناير الجاري، بذريعة إضعاف قدرات الحوثيين الذين يهاجمون سفناً تابعة أو مرتبطة بالاحتلال منذ نوفمبر الماضي؛ وأكدوا أن هجماتهم تأتي تضامناً مع ما يتعرض له المدنيون من قطاع غزة من عدوان مستمر منذ 7 أكتوبر 2023م.

المجلة تطرقت أيضاً إلى تعرض سفينتين ترفعان العلم الأمريكي وتحملان شحنة لوزارة الدفاع الأمريكية ووزارة الخارجية لهجوم من قبل الحوثيين، يوم الأربعاء، وقالت إن الهجوم أجبر سفينة حربية تابعة للبحرية الأميركية كانت مرافقة لهما على إسقاط بعض المقذوفات.

ولفتت إلى تصريح القائد الأعلى للبحرية الأميركية في الشرق الأوسط لوكالة أسوشيتد برس يوم الاثنين بقوله إن هجمات الحوثيين هي الأسوأ منذ ما يسمى بحرب الناقلات في ثمانينيات القرن الماضي؛ والتي بلغت ذروتها في معركة بحرية استمرت يوماً واحداً بين واشنطن وطهران، وشهدت أيضا إسقاط البحرية الأمريكية عن طريق الخطأ طائرة مدنية إيرانية، مما أسفر عن مقتل 290 شخصاً في عام 1988م.

للإطلاع على المادة الأصلية من هنا