آخر الأخبار
مجلة جاكوبين: الضربات الأمريكية على اليمن تهدد بإشعال صراعٍ إقليمي (ترجمة خاصة)
غارات العدوان الأمريكي
السبت, 20 يناير, 2024 - 09:28 مساءً
قالت مجلة جاكوبين الأمريكية المتخصصة في الشأن السياسي؛ إن الضربات الأمريكية على اليمن تهدد بإشعال صراع إقليمي واسع النطاق، ولمنع مزيدٍ من العنف، يتعيّن على الولايات المتحدة أن تطالب بإنهاء الهجوم الإسرائيلي الإجرامي على غزة.
وأضافت المجلة، في مقال للباحثة فيليس بينيس، ترجمه "المهرية نت": في الوقت الذي تواصل فيه واشنطن تقديم المساعدة العسكرية والمالية بسخاء لحكومة إسرائيل في هجومها على غزة، يتركّز خطاب البيت الأبيض بشكل مستمر على منع اشتعال الحرب في المنطقة، لكن أداء إدارة بايدن في اليمن والبحر الأحمر جاء نقيضاً تماماً لخطاب البيت الأبيض.
وتطرّق المقال لهجمات الحوثيين على السفن المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي، في البحر الأحمر، وإعلانهم أن الهجمات جاءت لدعم الشعب الفلسطيني في غزة.
وأشارت الكاتبة أن "الضرر الناجم عن هذه الهجمات كان طفيفاً نسبياً، إلا أن التهديد أُخذ على محمل الجد، وبدأت شركات الشحن والتأمين في تغيير مسار سفن الحاويات، متجنبةً البحر الأحمر، وسالكة الطريق الأطول حول أفريقيا، وهو ما يضيف وقتًا كبيراً وتكلفة عالية إلى الشحن العالمي".
ورجّحت أن يسبّب تغيير مسار سفن الحاويات معضلة لكثير من الدول حول العالم، التى تعتمد بدورها على ممرات الشحن العالمية لتصدير واستيراد كل شيء من النفط الخام حتى ألعاب الأطفال.
وتطرّق المقال إلى إرسال الولايات المتحدة حاملة طائرات مكتملة العتاد إلى المنطقة، بعد يوم واحد من عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023م، وسرعان ما انضمت إليها مدمرتان أخريان، وسفن حربية لعشر دول أخرى، وفي نهاية ديسمبر، استخدمت الولايات المتحدة طائرات هليكوبتر لإغراق قوارب الحوثيين في البحر الأحمر، مما أسفر عن مقتل عشرة من مقاتلي الجماعة، تقول المجلة.
وتواصل المجلة سرد الأحداث، مشيرة إلى العدوان الأمريكي البريطاني، الذي استهدف 28 موقعاً داخل اليمن، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن خمسة مقاتلين حوثيين وإصابة ستة آخرين – وشملت الضربة صواريخ توماهوك كروز أطلقت من غواصة صواريخ باليستية.
وتتابع: "بعدها بأربعة أيام تحديداً في السادس عشر من يناير، شنّت واشنطن هجوما آخر بصواريخ كروز داخل اليمن، زعمت أنه استهدف صواريخ الحوثيين المضادة للسفن".
وقالت المجلة: "بشكل عام، فإن أعمال العنف تتصاعد بوتيرة سريعة في أرجاء المنطقة المليئة بالتوتر، والمعروفة بطابعها العسكري البحت".
وأشارت أن فكرة وجود حل عسكري فعّال لهذه القضية تظل مجرد خيال، والمطلوب هو دبلوماسية جادة تبدأ بالاعتراف بحقيقة أن كل من حرب إسرائيل على غزة ودعم الولايات المتحدة لتلك الحرب يولّدان غضباً عارماً في جميع أرجاء الشرق الأوسط - ويتحوّل بعض هذا الغضب إلى أعمال انتقامية في اليمن والبحر الأحمر، وكذلك في العراق وسوريا حيث لا تزال القوات الأمريكية متمركزة.
وشدّدت الكاتبة على ضرورة أن يبدأ العمل الدبلوماسي أولاً بالدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار لوقف المذابح في غزة.
وتابعت: "إلى جانب نشر حاملات الطائرات لردع إيران، تقول الولايات المتحدة إنها تشن هجمات على أهداف داخل اليمن لتقويض قدرة المتمردين الحوثيين".
لكن سنوات من القصف السعودي الأكثر كثافة المدعوم من الولايات المتحدة – تقول المجلة- لم تنجح في تدمير القدرة العسكرية الحوثية، وستفشل هذه الحملة حتماً في تحقيق أهدافها المعلنة.
وأضافت: "ليس من المستغرب إذاً أن الأعمال العسكرية الجارية لواشنطن لا تعمل على الحدّ من الهجمات في البحر الأحمر. بل إنها تؤدي بالضرورة إلى تفاقم خطير لهذا الوضع المتوتر".
وأكدت أن "العمل دبلوماسي العاجل هو مطلوب الآن، ويظل إنهاء الهجوم الإسرائيلي على غزة هو المحور الأساسي لأي مساعٍ في إطار تهدئة العنف الإقليمي المتصاعد".
وقالت: "لا يوجد حل عسكري للتصعيد العسكري في الشرق الأوسط: هناك حاجة ماسة إلى الدبلوماسية. ويجب أن تبدأ بوقف إطلاق نار في غزة الآن".