آخر الأخبار
رمضان في اليمن.. ثلاثي الحرب والسيول والكورونا يعمق معاناة السكان
تسببت السيول في نزوح مئات الأسر ب "اليمن"
الاربعاء, 22 أبريل, 2020 - 12:10 مساءً
ليست الحرب وحدها من تنغص عيشة اليمنيين وهم يستقبلون سادس شهر رمضان، دون أن يتوقف الصراع المسلح، بل أن آثار السيول جراء الأمطار الغزيرة وتبعات وباء كورونا هذا العام زادت من معاناة السكان.
وفي الوقت الذي يحاول اليمنيون مواجهة مآسي الحرب وأثارها المدمرة، تأتي الفيضانات والسيول ومخاوف انتشار كورونا لتشكل معاناة ثلاثية الأبعاد والاتجاهات.
وتقول الأمم المتحدة إن الحرب في اليمن التي دخلت العام السادس أدت إلى خلق واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، حيث بات 80 في المئة من السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، في ظل وصول الملايين إلى حافة المجاعة ومقتل وجرح 70 ألف شخص.
ويحل رمضان هذا العام في وقت تتصاعد فيه وتيرة المعارك والقصف الجوي رغم دعوات أممية للتهدئة والتفرغ لمواجهة وباء كورونا.
ويأتي رمضان هذا العام وما تزال عاصمة اليمن "صنعاء" والعاصمة المؤقتة "عدن" تحت سيطرة مليشيات مسلحة، لا تكترث لاحتياجات السكان وسط غياب الحكومة الشرعية وبقائها في خارج البلاد، الأمر الذي يفاقم معاناة السكان في ظل انعدام وضعف الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء وغاز وغلاء فاحش وتأخر في صرف الرواتب في مناطق سيطرة الحكومة وانقطاعها منذ سنوات في محافظات الحوثيين.
حرب السيول والنزوح
ومنذ مطلع العام الجديد 2020، نزحت وفق الحكومة اليمنية، 10 آلاف و230 أسرة، إثر القتال في مديرية نهم شرقي صنعاء ومحافظة الجوف إلى محافظة مأرب وسط وضع مأساوي تعيشه في مخيمات النزوح.
لم تهدأ أوضاع النازحين الواصلين إلى مأرب، حتى ضربت المحافظة، الأسبوع الماضي، أمطار غزيرة تدفقت حتى إثرها سيول جارفة، تسببت في مقتل سبعة أشخاص بينهم خمسة أطفال وفقدان شخصين وإصابة 550 شخصاً بينهم 25 إصابتهم بليغة، فيما تضررت أكثر من 6 آلاف أسرة من الأسر النازحة في المخيمات.
وفي مارس آذار الماضي، أجبرت الأمطار السيول 4 آلاف و625 أسرة في المحافظات الجنوبية والشرقية على النزوح وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن.
وضربت الأمطار والسيول حينها محافظات لحج وعدن وأبين وتعز والضالع والمهرة وحضرموت، وخلفت مقتل خمسة أشخاص وغمرت في عدن المنازل والطرق في مديريتي المعلا وكريتر، فيما دمرت منازل وجسور طرق وشبكات مياه ومحاصيل زراعية في محافظة حضرموت.
وفي صنعاء الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، تسببت الأمطار والسيول منتصف الشهر الجاري، في أضرار واسعة بالممتلكات العامة والخاصة فضلا عن نزوح 650 أسرة من وسط العاصمة، وفق إحصائيات للحوثيين.
وأمس الثلاثاء، شهدت عدة محافظات يمنية أمطار غزيرة جراء المنخفض الجوي، وتركزت الأمطار والسيول بقوة في محافظتي عدن وريمة، وأدت إلى وفاة ثمانية أشخاص في عدن بينهم خمسة أطفال وإصابة أربعة أخرين، فيما لقي شخص مصرعه في ريمة.
وتسببت السيول في عدن بانهيار75 منزلًا بشكل جزئي، في مدن كريتر وخور مكسر والشيخ عثمان، وانهيار منزل في مدينة التواهي بشكل كامل، إضافة إلى دمار واسع في البنية التحتية وممتلكات ومنازل وسيارات المواطنين، الأمر الذي جعل الحكومة تعلنها مدينة منكوبة.
وفي ريمة الخاضعة لسيطرة الحوثيين، تسببت السيول الكبيرة في نزوح مئات الأسر وانهيارات صخرية.
وبالتزامن مع ذلك حذرت الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أمس في تقرير لها، من إمكانية انتشار الأمراض كالكوليرا، وإعاقة الأنشطة الإنسانية، بسبب السيول.
مخاوف كورونا
يراقب اليمنيون الجائحة التي تضرب أغلب دول العالم وتخلف معها يوميا آلاف المصابين مع وارتفاع مهول في أعداد الموتى، وسط تحذيرات أممية من انتشاره في اليمن وتسببه في كارثة كبيرة في ظل ضعف وهشاشة النظام الصحي المدمر جراء الحرب.
وفي 10 من أبريل الجاري، أعلن اليمن رسميا تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا لمواطن في العقد السادس بمدينة الشحر بمحافظة حضرموت، وبعد مرور قرابة أسبوعين من تسجيل الإصابة تقول الحكومة اليمنية أن حالته مستقرة وتتحسن دون تسجيل أي حالة إصابة جديدة في أوساط المخالطين له.
ومع ذلك يكافح اليمنيون والسلطات المحلية ومنظمات المجتمع المدني والمبادرات الشبابية في توعية المجتمع بالإجراءات الاحترازية والوقائية من فيروس كورونا.
وإثر ذلك اتخذت السلطات الحكومية إجراءات شملت تعليق صلاة الجماعة في المساجد، وحظر التجوال وإغلاق كافة المنافذ أمام حركة المسافرين باستثناء الحركة التجارية، وهو ما خلف آلاف العالقين اليمنيين في مختلف الدول غالبتهم من المرضى الذي يعيشون معاناة وسط عجز حكومي عن توفير الدعم اللازم أو عودتهم وضمان بقائهم في محاجر صحية لمنع تفشي كورونا.
وفي الطرف الأخر من مناطق سيطرة الحوثيين، حيث تجبر المليشيات القادمين من مناطق سيطرة الحكومة على الحجر بظروف صعبة مزدحمة في سلوك تقول إنه يأتي تحسبا لانتشار الوباء.