آخر الأخبار

يمنيون يخشون حر الصيف وانقطاع الكهرباء المتكرر في "رمضان" (تقرير خاص)

مع حلول شهر رمضان يطالب السكان بحل معضلة الكهرباء

مع حلول شهر رمضان يطالب السكان بحل معضلة الكهرباء

المهرية نت - تقرير خاص
الاربعاء, 22 أبريل, 2020 - 10:43 صباحاً

الكهرباء واليمنيون قصة معاناة لا تنتهي فصولها، فقد أصبحت الشكوى من سوء هذه الخدمة جزءًا من الروتين الحياتي الممل. فالمواطن اليمني يعيش تفاصيل هذه المعاناة في كل مرحلة من مراحل حياته.. ومع ذلك لا يبدو أن المسؤولين يملوّن من تكرار وعودهم بتحسين هذه الخدمة وإيصالها لكافة المواطنين دون انقطاع.

 

ورغم أن مناطق عدة في البلاد تعيش بدون كهرباء منذ خمسة أعوام خاصة تلك التي تقبع تحت سيطرة ميليشيا الحوثي، إلا أن الوضع ليس أفضل حالاً في المناطق الخاضعة لسيطرة الشرعية خاصة أن معظمها مناطق ساحلية وصحراوية ترتفع فيها درجات الحرارة. فالخدمة التي تتحسن في المدن الرئيسية في فصل الشتاء، سرعان ما تتحول إلى كابوس يومي في فصل الصيف.

 

ريم بحيبح من أبناء محافظة مارب، تتحدث لـ"المهرية نت" عن معاناتها اليومية مع الانقطاعات المتكررة للكهرباء التي "تفاقم معاناة السكان في منطقة صحراوية تصل فيها درجات الحرارة في فصل الصيف إلى مستويات قياسية، ما يجعل العيش من دون كهرباء أشبه بالجحيم، كما أن الانقطاعات المتكررة تتسبب بتعطيل الأجهزة الالكترونية كالثلاجات والمكيفات".

وتضيف بحيبح: "النوم من دون مكيف صعبٌ للغاية، وهذا يحد من إنتاجية الإنسان وقدرته على التحمّل. وفي المطبخ أيضاً لا نستطيع نحن النساء استخدام الأدوات التي لا تعمل سوى بالكهرباء، بالإضافة إلى غسل الملابس والتنظيف وغيرها من الأنشطة المنزلية المعروفة".

 

وتفكر ريم جدياً بالانتقال إلى مدينة صنعاء – ذات درجات الحرارة المعتدلة في فصل الصيف  - لقضاء شهر رمضان هناك، "رغم ما قد يرافق ذلك من مخاطرة ومتاعب".

 

المناطق الساحلية

ومن مدينة المكلا الساحلية يحكي لنا صالح بامخشب معاناته اليومية مع الكهرباء فيقول لـ "المهرية نت": أتكلم معكم الآن والكهرباء مقطوعة، لكم أن تتخيلوا كيف نعيش في ظل حرارة شديدة الارتفاع وكهرباء مقطوعة. وبعد أيام قليلة سيحلّ علينا شهر رمضان. بلا شك ستزداد معاناتنا أكثر وأكثر".

 

وصور لنا بامخشب حال شريحة العمال الذين يمارسون أعمالهم اليومية في ظروف صعبة وتحت لظى شمس حارقة، فيقول: "حينما يعود العامل لمنزله كي ينال قسطاً من الراحة لن يجدها، لأن الكهرباء مقطوعة وحرارة الجو مرتفعة جداً.. نحن لانطلب من السلطات الشيء الكثير، نطالب فقط بالكهرباء كأبسط حق من حقوقنا، وخاصة في هذا الشهر المبارك".

 

 

حلول غير مجدية

يلجأ بعض اليمنيين لحلول إسعافية كشراء مولد كهربائي أو منظومة طاقة شمسية، إلا أن هذه الحلول مكلفة وغير مجدية بحسب ريم بحيبح في المناطق الحارة "فمن غير الممكن أن تعمل المكيفات بالمولدات الكهربائية الصغيرة، كما أن عدم توفر الديزل يَحُول دون القدرة على تشغيلها مع كل انقطاع، هذا فضلاً عن أن الكثير من الناس لا يستطيعون شراء المولدات بسبب أسعارها المرتفعة. باختصار الوضع متعب جدا جدا".

 

كهرباء محدودة وانقطاعات لا محدودة

"هذا ونحن مازلنا في أيام الفطر فما بالك حينما يحلّ علينا شهر الصيام.. كيف سيكون حالنا؟!" يتساءل محمد عكيزان الذي ذكر لنا أن الكهرباء لا تأتي سوى لفترة محدودة، "منذ السادسة مساءً وحتى السادسة صباحاً، تتخللها العديد من الانطفاءات وتمر باقي ساعات اليوم دون كهرباء، لا ماء بارد للشرب ولا إمكانية للنوم من دون مكيفات تعمل".

 

وبالرغم من فقدان محمد الأمل بأي تحركٍ جادٍ ينهي معاناة الناس لكنه حريص على إيصال رسالته إلى الجهات المعنية، داعياً إلى الخروج والحديث مع الناس عن أسباب هذا الفشل في إدارة الكهرباء ودراسة الحلول الحقيقية، عارضاً المساعدة على المسؤولين بقوله: "نحن على استعداد لأي طلب، المهم أن يَصْدِقُوا معنا وينقذونا، لا نريد منهم وعوداً زائفة، أشعر باليأس مع مرور هذه السنوات ومسؤولينا لا يدركون حجم معاناتنا".

 

وفي العاصمة المؤقتة عدن لا يبدو الوضع أقل سوءًا فقبل أيام خرج العشرات من أبناء المحافظة إلى الشوارع احتجاجاً على الانقطاعات المتكررة للكهرباء، بعد دعوات أطلقها ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن غضبهم جراء تردي الخدمة.

 

وتعاني عدن كغيرها من المحافظات من انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي تبلغ ذروتها في فصل الصيف الذي تزداد فيه درجات الحرارة لتصل إلى 40 مئوية، ولم تتمكن الحكومة الشرعية والتحالف العربي بقيادة السعودية من معالجة مشكلة الكهرباء بالرغم من الوعود التي يطلقها عادةً مسؤولون عبر وسائل الإعلام.


كلمات مفتاحية: اليمن الكهرباء رمضان الحرب


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية