آخر الأخبار

بعد عقد من ربيع فبراير .. تحديات كبيرة تواجه الثورة رغم تحقيق بعض أهدافها

احتفاء متواصل بالثورة

احتفاء متواصل بالثورة

المهرية نت - تقرير خاص
الخميس, 11 فبراير, 2021 - 09:05 صباحاً

كما كل فبراير، تحل الذكرى العاشرة لثورة 11 فبراير 2011، وسط حالة معهودة من التباهي والاحتفال في الواقع اليمني وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.

هذه المرة كسالفتها وسالفاتها، يبدو فبراير جديدا كما لو أنه يخلق من جديد وكما لو أن الثورة في أول أيامها.

في خضم ذلك، يتوارى أو يشتم بخجل، من يتخذ موقفا عدائيا من فبراير خصوصا أنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح والثورة المضادة التي سلمت البلاد إلى صراع مضن نكاية بفبراير، ففعلت بها الانقلابات ما لم تفعله فبراير بسلميتها وتسامحها مع خصومها.

في حين يتساءل بعض من آمنوا، ثم خذلهم الواقع، عن جدوى إحياء المناسبة كل عام وما الذي حققته الثورة من أهداف وأين شبابها وما الدور الذي يلعبونه ؟.

لحظة فارقة ..

حول توقيت الإنتفاضة، يرى الكاتب والصحفي مازن عقلان أن الثورة جاءت "في لحظة فارقة وفي ظل ظروف وانسحاق معيشي واستبداد أرعن كان الصمت أمامه ضرب من الجبن والهوان".

يقول عقلان للمهرية نت، "جاءت الثورة عفوية وصادقة بقدر أحلامنا وطموحاتنا وتطلعاتنا ووصلت بنا إلى إعلان مخرجات الحوار الوطني كأعظم منجز ووثيقة لليمنيين، وعززت للوعي بثقافة التصالح والتسامح والإعلاء من سيادة القانون وتقليص النفوذ الخارجي، وفتحت الآفاق نحو الدولة المدنية".

يضيف، "لكنهم تآمروا عليها ودمروا الوطن للقضاء على ثوارها والانتقام من منجزاتها بانقلاب أرعن أوصل اليمن الى ما وصلت اليه من الحروب والدماء والاقتتال".

عقبات وتحديات..

وعن ذات الانتفاضة، يرى المحلل السياسي علي الذهب أن "ثورة فبراير لم تحقق الكثير للشباب على مستوى الوطن وعلى مستوى الغايات الوطنية التي توحد البلد، لكنها حققت لهم على مستوى الكيانات التي تريد الاستئثار بالسلطة".

يوضح الذهب للمهرية نت، "انخرط الكثير من الشباب في ثلاثة كيانات تتصارع على السلطة الآن وباتوا يتصدرون المشهد السياسي والعسكري والأمني والمجالات الأخرى، ويظهر ذلك جليا في صفوف الحوثيين والانتقالي الجنوبي والشرعية اليمنية".

يقول، "هذا اذا أردنا أن نوصف حقيقة المشهد، فالشباب بشكل عام لا يمكن تجزئة الحديث عنهم، وعندما نتحدث عن الشباب اليمني فنحن نتحدث عنهم من سقطرى إلى المهرة فصعدة، ونتحدث عنهم في ضوء التكتلات الأبرز التي تتصارع على السلطة الآن".

يتابع حديثه، "الواضح كثيرا أن جماعة الحوثي يتصدرها الكثير من الشباب بصرف النظر عن الميولات المذهبية أو السياسية أو الأهداف والغايات التي يحاول هؤلاء تحقيقها، وكذلك على "الانتقالي الجنوبي" في الجانب العسكري والسياسي والأمني، أما السلطة الشرعية فأعتقد أنه ما زال هناك هيمنة للقوى التقليدية وتمثيل ضئيل للشباب، وهذا كما هو ملاحظ، فلم تعط السلطة الشرعية المعترف بها دوليا للشباب حقهم باستثناء البعض في الحقول العسكرية والأمنية والسياسية".

يستطرد الذهب، "ما زالت القوى التقليدية تهيمن على المشهد سواء بعد إزاحة صالح عن السلطة، أو بعد تدخل التحالف واندلاع الحرب على مستوى البلاد".

وعن التحديات المستقبلية أمام الشباب يقول الذهب "للأسف الشديد هناك تحديات تواجه الدور الموحد لهؤلاء الشباب لأن كل فئة تقاتل في إطار مشروع، الحوثيون يقاتلون في إطار مشروع عصبوي أيديولوجي سياسي ديني، والمجلس الانتقالي يقاتل في إطار مشروع انفصالي سياسي، ومن هم في صفوف السلطة الشرعية يقاتلون في إطار ضامن لوحدة البلاد وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وهم الأهم والأغلب ولكن مجريات الحل السياسي للبلاد لا زالت غامضة وأعتقد أن كل طرف يسعى لتنفيذ أجندته".

يؤكد، "يظل المشروع الوطني الجامع لكل أبناء اليمن مغيبا وتتجاذبه القوى السياسية الثلاث المتصارعة على السلطة، وللأسف الشديد فالممكن لهم مستقبلا هو في إطار ما قد تفضي إليه عملية السلام في اليمن، إن كانت هناك أقاليم أيا كان عددها سواء وفق مخرجات الحوار أو وفق تسوية سياسية ضامنة لحقوق أو تطلعات وأهداف الكيانات المتصارعة".

 

"أعتقد أنه سيكون لهم الدور لأن الكثير من هؤلاء الشباب باتوا يتمتعون بخبرة لا بأس بها سياسيا وعسكريا وأمنيا، وهم يتصدرون واجهة المشهد وسيكونون هم القادة الأبرز لأن القيادات التقليدية القديمة عمرها الافتراضي إلى الانتهاء، وما تبقى لها هو ما بين خمس إلى عشر سنوات"، يقول الذهب.

 

"والتحدي الكبير الذي يواجه الشباب هو امتداد القوى التقليدية سواء كان فكريا أو سياسيا، وسيكون عقبة أمام الشباب وتطلعاتهم، وهذا الامتداد هو محكوم بعلاقات أو ثقافات معينة مرت بها مراحل الثورة اليمنية، سواء كانت هذه الامتدادات لها بعد قبلي أو بعد سياسي أو بعد عقدي مذهبي، وهذه الأخيرة هي أعقد ما ستمثله المرحلة القادمة لا سيما أن الصراع الدائر له ملامح فكرية ومذهبية بين فرقاء الصراع"، بحسب تعبيره.

 

وبحسب رؤيته "فعندما نتحدث عن الصراع فهو يجري بشكل أيديولوجي ديني، هناك حديث عن السنة والشيعة والوهابية وما إلى ذلك، والمرحلة القادمة هي أعقد المراحل التي ستواجه السياسيين سواء كانوا في دولة اتحادية من عدة أقاليم أو في إطار ما قد تفضي إليه أي عملية سياسية مستقبلا".


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية