آخر الأخبار

بين التصديق والتشكيك.. هكذا استقبل سكان حضرموت إعلان تسجيل أول إصابة بكورونا

مركز العزل في مستشفى سيئون بمحافظة حضرموت

مركز العزل في مستشفى سيئون بمحافظة حضرموت

المهرية نت - خاص/ وحدة التقارير
الاربعاء, 15 أبريل, 2020 - 08:36 صباحاً

 بين التصديق والتشكيك، استقبل سكان محافظة حضرموت شرقي اليمن ، إعلان السلطات تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا الجمعة الماضية في مدينة الشحر الساحلية الواقعة شرق مدينة المكلا مركز المحافظة.


ووفق اللجنة الوطنية العليا لمواجهة وباء كورونا باليمن التابعة للحكومة الشرعية، فإن الحالة الأولى التي سجلت تعود لمواطن في العقد السادس من عمره يعمل في ميناء الشحر الذي يشهد منذ بدء الحرب انتعاشا غير مسبوق في توريد السيارات الأوروبية التي يجري شحنها من موانئ دبي بالإمارات، إحدى الدول التي يتزايد فيها  أعداد الإصابات والوفيات بوباء كورونا.


وخلف ظهور أول حالة إصابة بكورونا، تداعيات واسعة لدى المواطنين في حضرموت التي تمثل ثلث مساحة اليمن، وتحتضن آلاف النازحين الفارين من مناطق الصراع المسلح. 


ففي الوقت التي يتعامل الكثير مع الإعلان إنه بمثابة إنذار لالتزام الإجراءات الوقائية والاحترازية، يشكك آخرون في الأمر ويعللون آراءهم بحجج كثيرة تختلف من شخص لأخر.


وقبل يوم واحد من ظهور حالة الإصابة بكورونا، أعلنت السلطات بحضرموت عن استئناف إقامة صلاة الجمعة في المساجد تهميدا لعودة صلوات الجماعة عقب تعليق الصلاة بالمساجد منذ قرابة أسبوعين.


لكن ذلك الإعلان بددته أخبار الصباح التي استيقظ عليها سكان المحافظة، حيث أعلن المحافظ استنادا على تسجيل الإصابة الأولى بكورونا، باتخاذ عدد من الإجراءات من بينها  الاستمرار في إغلاق المساجد وإغلاق مدينة الشحر، وحظر التجوال في المديريات الشرقية كالشحر والديس الشرقية والريدة وقصيعر، ابتداء من الثامنة صباح الجمعة حتى السادسة من صباح يوم السبت  الموافق 11 ابريل الحالي، مع حظر للتجوال في جميع مديريات حضرموت من السادسة من مساء إلى السادسة صباحاً من كل يوم بصورة دائمة.


وفي اليوم التالي، 11 من أبريل، وجه محافظ حضرموت اللواء فرج البحسني، تعميما إلى قوات الجيش والأمن، بالسماح بعودة الحياة الطبيعية إلى مديرية الشحر والمناطق الشرقية مع منع التجمعات والسماح بمرور المركبات مع بقاء الحظر من الساعة السادسة مساء وحتى السادسة صباحا.


وأثار ذلك التوجيه وتطبيقه على مديرية الشحر والمناطق المجاورة لها، علامة استفهام وتشكيك لدى قطاع من السكان. 


ومن بين هؤلاء المواطنين عمر محمد وعبدالله سالم،  اللذين اعتبرا ما حدث "مسرحية" لتحقيق رغبات أطراف وفروع منظمات أممية للحصول على الدعم.

 
فيما يرى آخرون أن ما حصل هو محاولة من المحافظ لتبرير خطواته التي اتخذها دون العودة إلى السلطات العليا ومنها تنفيذ حظر التجوال الليلي في الثاني من أبريل ليوم واحد ثم التراجع عنه في اليوم التالي ، بينما يدعم البعض حجته عدم اكتشاف حالات إصابة جديدة من المخالطين للمريض الأول.


وتطبق السلطات المحلية حاليا حظر التجوال الليلي من الساعة 6 مساء وحتى السادسة صباحا وفي بعض المديريات جرى تأخيره من الساعة الثامنة مساء حتى  السادسة صباحا. 


ورغم الالتزام الكبير والواسع بتنفيذ إجراءات الوقاية، إلا أن تساؤلات كبيرة يطرحها السكان عن جدوى ذلك الحظر في ظل أنه في الفترة الصباحية تشهد المدن حركة وازدحاما في الأسواق والشوارع. 


وفي المقابل هناك قطاع واسع يرى أن الإعلان الرسمي بتسجيل حالة إصابة، شيء مؤكد طالما أصدرته الحكومة والسلطة المحلية، كما يقول المواطن يعقوب كرامة، الذي يحاول جاهدا إقناع المواطنين بضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية من الوباء.


وتستمر مديريات ساحل حضرموت وعدد 12 مديرية في تعليق صلاة الجماعة في المساجد،   16 مديرية في الوادي والصحراء لاتزال  فيها المساجد مفتوحة قبل ويعد اكتشاف حالة الإصابة.


مصدر طبي بمستشفى الشحر الحكومي، تحدث ل "المهرية نت"  بأن حالة الإصابة للمواطن مؤكدة، مشيرا إلى أنه اطلع على نتائج الفحوصات التي تبين الإصابة بكورونا.


وذكر أن هناك حالات اشتباه من المخالطين يجري تحويلها للحجر الصحي، مبينا أن الخوف ينتاب الكثير من الانفجار في الحالات بعد أسبوعين بسبب حضانة المرض.

 

والأحد الماضي، نظم أطباء وممرضو مستشفى الشحر الحكومي وقفة احتجاجية، مطالبين بسرعة نقل المصاب بكورونا إلى المركز الخاص بمعالجة حالات الفيروس في منطقة فلك بمدينة المكلا.


وأمهل الكادر الطبي حينها السلطات مدة أقصاها 24 ساعة لنقل المصاب بكورونا إلى المركز الخاص لمعالجة حالات الإصابة.


و طالبت الوقفة بإغلاق مستشفى الشحر الحكومي لمدة ثلاثة أيام لإجراء عمليات التعقيم بعد نقل كافة النزلاء إلى المستشفيات الخاصة بالمدينة، خصوصا وأن الحالة المكتشفة كانت تتلقى العلاج وتنقلت في عدد من الأقسام قبل تشخيص إصابتها بكورونا.


كما طالبت وزارة الصحة اليمنية بتأهيل الكادر الطبي في كيفية التعامل مع الحالات المصابة بكورونا وتوفير الأدوات وإجراءات السلامة للكادر الطبي أثناء التعامل مع الحالات المشتبه بها أو المصابين.


ودعا المشاركون في الوقفة إلى تمديد حظر التجوال في مدينة الشحر لمدة 24 ساعة لمحاصرة الوباء وفحص جميع المخالطين للحالة المصابة.


وبعد ساعات قليلة من الوقفة أعلن مكتب الصحة والسكان بمحافظة حضرموت، في منشور على منصة "وعي" التابعة له على الفيسبوك، أنه سيتم افتتاح مستشفى الحميات (مركز لمعالجة حالات كورونا) بمنطقة فلك في ضواحي مدينة المكلا.


وفي اليوم التالي، "الأحد" جرى افتتاح مستشفى الحميات ومركز معالجة حالات فيروس كورونا، الذي يضم 150 سريرا و10 أسرة للعناية المركزة و10 أجهزة للتنفس الصناعي ويعمل فيه 150 عاملا صحيا.


وفي ذات اليوم قال وكيل وزارة الصحة اليمنية ومدير مكتبها بساحل حضرموت، الدكتور رياض الجريري، إن فرق التقصّي والمتابعة قامت بالنزول إلى مدينة الشحر لمتابعة الأشخاص المخالطين للحالة المؤكدة وأخذ عينتين من شخصين مخالطين بدت عليهم بعض الأعراض وكانت النتائج سلبيّة (غير مصابين).


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية