آخر الأخبار

"استثمارات مشبوهة".. كيف تستخدم أبوظبي رياضة "القتال المختلط" للتغطية على جرائمها؟

"غسيل رياضة" و"ترويج لشركات تجسس"

"غسيل رياضة" و"ترويج لشركات تجسس"

المهرية نت - ترجمة خاصة
الخميس, 28 يناير, 2021 - 01:26 صباحاً

ذكر تقرير كتبه الصحفي الرياضي الكندي "كريم زيدان" أن شركة "UFC" أو ما تسمى بـ"بطولة القتال النهائي" تمارس نشاطاً مشبوهاً في الإمارات، وتحديداً في العاصمة أبوظبي، عن طريق الترويج لشركات تجسس إماراتية، وممارسة "الغسيل الرياض" للتغطية على جرائمها.

 

وأشار زيدان في التقرير الذي نشره على موقع " bloodyelbow " إلى أن "دانا ويت" رئيس "UFC" وهي شركة أمريكية لفنون القتال المختلط، عندما وصل إلى خشبة مسرح الاتحاد أرينا في أبوظبي لحضور حفل قياس الأوزان بين المصارعين "ماكجريجور و بوراير داستن" كان يرتدي قميصًا أسوداً مزيناً بشعار بسيط باللونين الأحمر والأبيض مكتوب عليه "G42"، وهو ما لاحظه الكثيرون، بعد أن ظل ويت لسنوات يرتدي الملابس التي تحمل علامة UFC وقمصان البولو العادية.

 

وأوضح أن شركة "G42" تعد راعياً كبيراً لبطولة القتال، وكانت المستثمر الرئيسي في برنامج ToTok ، وهو تطبيق مراسلات إماراتي استخدم للتجسس على المواطنين الإماراتيين والأشخاص الذين يحملونه على هواتفهم.

 

لفت شعار "G42" على قميص ويت انتباه كريس بينغ، مراسل رويترز السيبراني الذي وصف الشراكة بأنها "مزيج بين شركة بطولة القتال النهائي وشركة استخبارات إماراتية كبرى"، مشددًا على حقيقة أن "بطولة القتال" تلعب دوراً نشطاً في الترويج لشركة متورطة في برامج التجسس وتكنولوجيا المراقبة الجماعية.

 

يمثل الانتماء إلى G42 الأحدث في سلسلة من العلاقات ذات الصلة بين "UFC والإمارات" وهي علاقة متجذرة، هدفها الأساسي التلاعب بالرياضة لتحقيق مكاسب سياسية واجتماعية واقتصادية داخل الأمة الشرق أوسطية.

 

شراكة UFC مع أبوظبي

 

يشير زيدان إلى أن UFC تتمتع بشراكة مع حكومة أبوظبي ويتم استخدامها لتعزيز الفرص الاقتصادية والسياحية في الإمارة، باستخدام الغسيل الرياضي.

 

ويضيف: "من أجل جذب المزيد من الشراكات في أبو ظبي، باعت UFC أيضًا حقوقها الإعلامية الحصرية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى مجموعة أبوظبي للإعلام المملوكة للدولة (ADM) قبل شهر سبتمبر 2019، وبعد ثلاثة أشهر، كشفت مجموعة أبو ظبي عن إطلاق " UFC Arabia "، وهي خدمة بث تقدم تغطية رقمية حية لجميع عروض القتال باللغتين الإنجليزية والعربية، بالإضافة إلى لقطات مؤرشفة، وذلك مقابل رسوم شهرية".

 

ومع تفشي فيروس كورونا؛ ازدهرت شراكة " UFC-Abu Dhabi " حيث توصلا إلى اتفاق لإنشاء منطقة "قتال آمنة" للممارسة المصارعة، في جزيرة ياس بأبوظبي، التي دفعت حكومتها رسوم الاستضافة، وأنشأت البنية التحتية اللازمة، وغطت النفقات مثل فحوصات كورونا، ورحلات الطيران، والإقامة، والمطاعم وغيرها.

 

مخاوف الشراكة

 

تثير العلاقة بين أبوظبي و UFC المخاوف بشأن استراتيجية القوة الناعمة المعروفة باسم "الغسيل الرياضي"، وهو مصطلح صاغته منظمة العفو الدولية لوصف البلدان التي تستخدم الرياضة للتغطية على جرائم حقوق الإنسان.

 

حيث ترتكب أبوظبي جرائم فضيعة ضد المنتقدين، وتنتهك حرية التعبير باستخدام الحملات الرقمية والتكنولوجية لمراقبة المعارضين.

 

في اليمن أيضاً، تحتفظ الإمارات بدور قيادي في التحالف العسكري بقيادة السعودية، والذي ساعد في إحداث أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقًا للأمم المتحدة. ويعاني أكثر من 20 مليون شخص في جميع أنحاء البلاد من "انعدام الأمن الغذائي"، بينما يفتقر عشرات الملايين إلى المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي والرعاية الصحية الكافية.

 

وأكد الصحفي زيدان أن تواجد UFC طويل الأمد في أبوظبي يعد بمثابة فرصة لاستخدام رياضة المصارعة للترويج لإعادة تأهيل صورة الإمارات. كما أن هذه الشراكة ليست الوحيدة، حيث تستخدم الإمارات الرياضة منذ فترة طويلة لتحقيق مكاسب سياسية. ومن الأمثلة البارزة على ذلك الشيخ منصور بن زايد آل نهيان - الأخ غير الشقيق لرئيس الإمارات الحالي خليفة بن زايد آل نهيان - وهو مالك مجموعة أبوظبي المتحدة (ADUG)، وهي مجموعة استثمارية خاصة استحوذت على نادي مانشستر سيتي الانجليزي لكرة القدم، ونادي نيويورك سيتي، لذات الهدف.

 

وأشار إلى أن أهداف أبو ظبي المرتبطة بـ UFC تمتد إلى ما هو أبعد من التلاعب السياسي. حيث تأمل الإمارة أن تساعد الشراكة المطولة في إعادة تسمية أبوظبي كعاصمة قتالية دولية تنافس السعودية في تنظيم مسابقات المصارعة، إضافة لتعزيز الاقتصاد المحلي، وإشعال قطاع السياحة،. ومن الأدلة على ذلك قيام أبوظبي، بداية 2020 بزرع "رجل علاقات عامة" في غرفة المؤتمرات الصحيفة بين لطرح أسئلة على المقاتلين حول السياحة في أبوظبي.

 

"في الآونة الأخيرة، فإن UFC أصبحت تروج لشركة تكنولوجيا ذكاء اصطناعي إماراتية تستخدم للتجسس على المواطنين الإماراتيين" يضيف زيدان.

 

بعد النزال رقم "UFC 257" الذي أقيم في أبوظبي قبل أيام، كشفت منصة UFC Arabia أن تقنية قدمتها شركة G42 المتهمة بالتجسس، ستُستخدم لتعزيز إحصاءات المقاتلين وتوفير مجموعة واسعة من البيانات المستخرجة من ميزات وتطورات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك فك تشفير تعابير الوجه من أجل اكتشاف العواطف. ويبدو أن وايت أكد المشروع في مقابلة مع UFC Arabia ، قائلاً: "إننا نعمل مع العائلة المالكة [في أبوظبي] على بعض الأشياء الرائعة الحقيقية للذكاء الاصطناعي."

 

بداية عهد "G42" في التجسس

 

منذ إنشائها في عام 2018 ، استحوذت G42 على شركات مثل " Bayanat for Mapping and Surveying Services LLC " وهي مزود شامل ومخصص لمنتجات وخدمات البيانات الجغرافية المكانية، ودخل في شراكة مع عدة شركات، مثل "علي بابا كولد" من أجل استضافة أول قمة للإنترنت في الشرق الأوسط. إضافة للاستثمار في تطبيق ToTok.

 

في كانون الأول/ديسمبر 2019 ، نشرت صحيفة نيويورك تايمز تحقيقاً، اعتمادًا على مصادر المخابرات الأمريكية والتحليل الجنائي، خلص إلى أن ToTok كانت "أداة مصممة بذكاء للمراقبة الجماعية" والتي مثلت أحدث ظهور في "سباق التسلح الرقمي بين الحكومات الاستبدادية الثرية" . " وزعم التقرير أن الهدف الرئيسي للتطبيق كان التجسس على الذين ثبتوا التطبيق على هواتفهم، وبالتالي شاركوا معلوماتهم مع الحكومة عن غير قصد.

 

تم تنزيل التطبيق ملايين المرات، وكان متاحًا على Google Play ومتاجر Apple، ولكن تمت إزالته منذ ذلك الحين من كليهما بعد تقرير نيويورك تايمز.

 

ويشير بيل ماركزاك، الباحث في علوم الكمبيوتر بجامعة كاليفورنيا، لوكالة أسوشيتد برس إلى أنه "عند استخدام [ToTok]، فإن أشخاصاً سيقومون بتثبيت برامج التجسس بأنفسهم بدلاً من اختراق الهاتف".

 

وبعد إلغائه، دافع ToTok عن نفسه ضد الاتهامات من خلال الادعاء بأن التقارير كانت "تشهيرية" و "افتراءات مخزية" لكنه فشل في تقديم أي دليل لدعم دعواها.

 

العلاقة بالمخابرات الإماراتية

 

يشار إلى أن ToTok  تم رفعه إلى متجر iOS Apple، بالنسخة التي طورتها شركة "بريج هولدينغ لتد"، والتي أشارت إليها صحيفة نيويورك تايمز على أنها شركة وهمية تابعة لشركة "دارك ميتر"، وهي شركة للاستخبارات الإلكترونية والقرصنة مقرها أبو ظبي، يديرها مسؤولو المخابرات الإماراتيون، وموظفون سابقون في جهاز الأمن القومي وعملاء سابقون في المخابرات العسكرية الإسرائيلية.

 

وتم الكشف لاحقاً أن المساهم الوحيد المسجل في ToTok هي شركة G42، والتي لديها أيضاً علاقات مع "دارك ميتر" من خلال الرئيس التنفيذي للشركة بينج زياو، الذي كان يدير لسنوات شركة التجسس "بيجاسوس"، التابعة للشركة الأم "دارك ميتر".

 

وأشار الصحفي زيدان إلى أن شركتي "بريج هولدينغ لتد و G42" يتبعان في الأصل الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مسؤول الأمن القومي للدولة. والمعروف عنه عشقه للرياضة القتالية، وأسس نادي أبو ظبي القتالي (ADCC) والشخص المسؤول عن الصفقة التي شهدت قيام شركة فلاش إنترتينمنت التابعة للإمارات العربية المتحدة بشراء حصة 10 بالمائة في "UFC  " عام 2010.

 

كما أن مدير G42 هو حمد خلفان الشامسي، مدير العلاقات العامة للشيخ طحنون، في حين أن شركة "بريج هولدينغ لتد" يديرها حسن الرميثي، وهو نجل الشيخ طحنون بالتبني.

 

يضيف زيدان أن استثمار G42 في المجالات التي يُزعم استخدامها للمراقبة الجماعية، يثير مخاوف بشأن شراكة UFC المستمرة معها. وكانت G42 مسؤولة أيضًا عن فحوصات فيروس كورونا، الذي خضع له رياضيو UFC خلال فترة وجودهم في جزيرة ياس، والذي أشار إليه لورانس إبشتاين، مدير العمليات في UFC ، على أنه "اختبار لا يفوقه آخر في أي مكان في العالم".

 

بغض النظر عن ثقة إبشتاين في اختبار G42؛ فقد حذر دبلوماسيون أمريكيون ومسؤولون أمنيون سابقاً من استخدام مجموعات اختبار الفيروسات التاجية التي صنعتها الشركة بسبب مخاوف بشأن خصوصية المريض ومشاركة الحكومة الصينية فيها. وينبع قلقهم من شراكة G42 مع الشركة الصينية BGI التي أنتجت مجموعات اختبار سريع، تم التبرع بالعديد منها إلى ولاية نيفادا خلال الأيام الأولى للوباء.

 

في حين أن G42 قد نظمت ورعت فرقاً رياضية مثل فريق الإمارات للدراجات؛ فإن UFC هي العلامة التجارية الأكثر شهرة التي ارتبطت بها. يزيد الانتماء من تعقيد علاقة UFC طويلة الأمد مع حكومة أبوظبي - وهو التزام متبادل المنفعة يسمح لـ UFC بعقد النزالات في حالة عزل زائف بأقل تكلفة بسبب الوباء، بينما تجني أبوظبي فوائد الإعلام المتجدد الانتباه والإلهاء عن سجل البلاد السيئ في مجال حقوق الإنسان.

 

يختتم الصحفي الرياضي كريم زيدان بالقول إن "الأمور ذهبت الآن إلى أبعد من ذلك. لم تسمح UFC فقط باستخدام منصتها كأداة "غسيل رياضي" لنظام استبدادي، ولكنها الآن تروج بقوة لشركة تأكد أنها تتجسس على المواطنين المحليين".




تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية