آخر الأخبار
في "الوازعية" بـ "تعز".. مدارس مزقتها الحرب تجبر الطلاب على ترك التعليم
مدرسة دمرتها الحرب-المهرية نت
الاربعاء, 08 أبريل, 2020 - 03:34 مساءً
مدارس مدمرة وتسرب واضح للطلاب والمعلمين، وآمال تبددت بفعل الحرب التي مزقت الكثير من مساحات اليمن الجريح، الذي يشهد صراعا مسلحا للعام السادس على التوالي.
هكذا يبدو الوضع في مديرية الوازعية التابعة إداريا لمحافظة تعز، جنوب غربي اليمن.
هذه المديرية الواقعة حاليا تحت سيطرة الحكومة الشرعية في الجهة الغربي لتعز، تعاني من ويلات الحرب التي ألقت بظلالها على الواقع التعليمي الهش، وعمقت من مأساة الطلاب والمعلمين.
في الوازعية الجريحة والفقيرة، تعرضت المدارس لأضرار مختلفة خلال الحرب، منها مدرسة تم تدميرها كليا، فيما تعثر التعليم في المدارس الأخرى، هكذا أفاد مدير مكتب التربية والتعليم هناك، علي الظرافي، في تصريح خاص لـ" المهرية نت" .
الظرافي كشف في سياق حديثه أن هناك خطة لترميم 25 مدرسة من مدارس المديرية مطلع العام المقبل، من قبل منظمة بناء الخيرية (أهلية محلية).
يأتي ذلك في وقت حرج يشدد فيه السكان بالمديرية على ضرورة العمل العاجل على تأهيل المدارس، لحاجة الطلاب الماسة للتعليم المستمر، وشوقهم إلى العودة إليها.
مدارس مدمرة وتعليم جزئي
ويبلغ عدد المدارس في مديرية الوازعية 32 مدرسة للتعليم الأساسي والثانوي منها ثلاثة مدارس في عاصمة المديرية "الشقيرا".
والمؤلم أن قرابة سدس هذه المدارس قد تضررت بالفعل جراء الحرب، حيث تقول المعلومات التي حصل عليها" المهرية نت" إن خمس مدارس تضررت بنيران الحرب، بينها مدرسة في منطقة المعقم غرب المديرية تدمرت بشكل كلي.
ووفقا للرصد الأخير لمكتب التربية في الوازعية يتجاوز عدد الملتحقين بالمدارس الأساسية والثانوية حوالي 11 ألف طالب وطالبة.
ومن بين المدارس من تعرضت للقصف الجوي لطيران التحالف بقيادة السعودية، فيما كان الحوثيون سببا في تدمير وتضرر أخريات.
وعلى سبيل المثال: هناك مدرسة "الميثاق للبنات" التي تقع بمنطقة "الظريفة" في المديرية، نالت حظها من القصف بعد استهداف الطيران لثكنة حوثية كانت تتمركز بالمدرسة، الأمر الذي تسبب بتهدم الجزء الشرقي للمدرسة وتضرر الجزء الغربي، فيما تبقى الجزء الجنوبي الذي تقام فيه الدروس للطلاب.
يقول علي محمد أحمد مدير هذه المدرسة، إن الدمار الذي تعرضت له تسبب بعزوف كبير عن التعليم في أوساط الطلاب والمعلمين على حد سواء.
وأضاف:" بسبب الظروف الاقتصادية وتبعات الحرب المؤلمة، غادر الكثير رحاب التعليم واتجه للسلك العسكري، أو العمل الخاص، كحال معلمين أجبروا على هذا الاتجاه، ما جعل المدرسة تعمد على جلب متطوعين يقومون بعملية التدريس من أجل تغطية النقص في كادر المعلمين".
والمحزن في هذه المديرية، أنها فقدت قرابة 25 معلما، كلهم قتلوا بسبب الحرب ، حيث سقط بعضهم في المواجهات العسكرية فيما آخرون غادروا الحياة بفعل الألغام الأرضية التي زرعها الحوثيون أثناء تواجدهم فيها، بينما تشير المعلومات أن 7 معلمين أصيبوا باضطراب نفسي تأثرا من تبعات الحرب.
تعليم على الركام
وعلى الرغم من عزوف الكثير من الطلاب عن التعليم في المديرية، ثمة من أصروا على مواصلة حلمهم في الدراسة رغم العوائق والظروف الصعبة.
فالمواطن أحمد المشولي، أصر على استمرار تعليم ولده عبد الله في الصف الثالث الابتدائي بمدرسة "حنة" في منطقة "نوبة طه" التي تبعد 13كم عن مركز المديرية".
وهذه المدرسة استمرت بالتعليم، رغم إنها تهدمت جراء الحرب بشكل شبه كلي، كونها شهدت مواجهات مسلحة وغارات جوية.
يقول المشولي ل "المهرية نت": رغم المخاطر المحيطة بسبب تهاوي سقف مبنى المدرسة، إلا أنني قررت مواصلة تعليم ولدي حفاظا عليه من داء الجهل، وكي لا يكون مصيره كمصير العديد من الطلاب الذين تسربوا من التعليم".
من جانبه، يشير عبدربه قزقز مدير مدرسة الوفاق، في تصريح لـ" المهرية نت" إن المدرسة شهدت أكثر المواجهات العسكرية على مدى زمن الحرب، ما أدى إلى تضررها بشكل كبير، حيث تم استخدامها من قبل الحوثيين والمقاومة الشعبية كمركز عمليات على مرحلتين.
وتابع:" تعرضت المدرسة لقذائف عدة من الحوثيين وضربتين من طيران التحالف، ما أدى إلى هذا الدمار الكبير في المدرسة".
وتضم المدرسة 600 طالب وطالبة، لكن الانهيار شبه الكلي لها وعدم صلاحيتها للتعليم، أجبر إدارة المدرسة إلى نقل الصفوف الدراسية المتقدمة إلى مدرسة الحضارة في المديرية كمستمعين على أن تتولى مدرسة أخرى إجراء عملية الامتحانات.
ويشير قزقز أن الوضع المدمر للمدرسة أجبر كثيرا من الأهالي على عدم تعليم أبناهم وزاد من موجة التسرب وخاصة لدى الفتيات.