آخر الأخبار
طلاب يمنيون في ماليزيا ينظمون أول بطولة مناظرات باللغة العربية عبر الانترنت
شبكة مناظرات اليمن تأسست على يد نخبة من طلاب يمنيين مقيمين في ماليزيا
الثلاثاء, 07 أبريل, 2020 - 12:23 صباحاً
(يؤمن هذا المجلس أن على الصين أن تتحمل المسؤولية الأولى تجاه تفشي جائحة الفيروس التاجي كوفيد 19) هذا هو عنوان مناظرة الجولة النهائية من البطولة العربية الأولى عبر الإنترنت والتي نظمتها شبكة مناظرات اليمن التي تأسست على يد نخبة من الطلاب اليمنيين المقيمين في ماليزيا منذ أكثر من عامين.
وفن المناظرة يعني النقاش بين شخصين أو فريقين حول قضية معينة تديرها لجنة تحكيم – يُعبّر عن اللجنة باسم "المجلس" - وفق أسس علمية منظمة.
رئيس الشبكة المهندس ماهر راجح وهو باحث دكتوراة في الهندسة البيئية بماليزيا تحدث لـ "المهرية نت" حول الهدف من إنشاء الشبكة فيقول: "جاءت الفكرة نظراً لتعقيدات الواقع المعاش اليوم في بلادنا، والذي تختفي فيه مبادئ الحوار واحترام الرأي والرأي الأخر، كما يغيب المنطق وتحضر بدلاً منه العاطفة الجياشة التي تقودنا إلى التعصب، بالإضافة إلى أن المناظرات أصبحت اليوم أسلوباً عالمياً يُستخدم في المراكز العلمية والجامعات والمدارس كطريقة من طرائق التعليم، فهي "لغة بحوث، ولغة حوار حقيقي، والعصر الذي نعيش فيه يحتاج إلى تعلم مهارات جديدة تمكننا من التعاطي مع منظومة الأفكار والقيم بعيداً عن الشخصنة والصراعات والاقتتال".
ويضيف راجح: "الشباب اليمني المتواجد معنا في ماليزيا وتركيا واستراليا وكندا بالإضافة إلى أولئك الموجودين في الداخل اليمني، نقلوا شغفهم بالمناظرات إلى المجتمعات التي يعيشون فيها، سواءً من خلال تنظيم ورش تدريبية أو المشاركة في المناظرات الجماهيرية التي تقام في تلك البلدان، فاستطاعوا نقل صورة إيجابية حول الشباب اليمني وقدرته على ممارسة الحوار وفن المناظرة بطريقة علمية ومتحضرة".
"باختصار نحن نريد لرسالة الحكمة اليمانية أن تتجسد في سلوكنا نحن اليمنيين".
وحول تقييمه لمستوى بطولة المناظرات الأولى باللغة العربية، والتي اُختتمت فعالياتها الاثنين 6 أبريل الجاري، يقول ماهر راجح: "كانت ناجحة بكل المقاييس، شارك فيها 14 فريقاً، دربنا 90 طالباً وطالبة و33 مُحَكِماً ومُحكّمَة معظمهم يمنيون، بالإضافة إلى عرب، وعدد من الناطقين بالعربية كلغة ثانية. ورغم أننا أعددنا لهذه البطولة منذ فترة لتقام كما هو حال سابقتها في إحدى القاعات هنا بماليزيا، إلا أن الحجر الصحي المفروض علينا بسبب تفشي وباء كورونا كان فرصة لخوض تجربة جديدة، وهي إقامة البطولة لأول مرة عبر الانترنت، فاستعنا بتجارب وخبرات عالمية واعتمدنا على قوانين منظمة المناظرات العالمية، فتدربنا عليها واستطعنا أن ننجح في هذا التحدي".
سمر نبيل السروري طالبة بكالوريوس في قسم تقنية المعلومات بالجامعة الإسلامية بماليزيا ومشاركة فاعلة في المناظرات التي تقيمها الشبكة، تقول لـ "المهرية نت" بدأتُ تجربتي أولاً بحضور الورش التدريبية التي كانت تقيمها الشبكة في الجامعة، بعد ذلك قلتُ لنفسي لمَ لا أجرب المشاركة في هذا الفن الجديد بالنسبة لي. بعد ذلك رَاقَ ليَّ الأمرُ كثيراً فقررت الإنضمام وتكوين فريق".
ويبدو على سمر الحماس وهي تتحدث لنا عن تجربتها فتضيف: "أقول وبكل صدق، أشعرُ بالإمتنان، إنها أفضل تجربة خضتها في حياتي حتى الآن، لم أكن أدرك بتاتاً أن المناظرة فنٌ له أهمية بالغة في حياة الفرد، فهي بمثابة غذاء للعقل؛ لأنك تتعلم فيها كيف تحلل الأمور تحليلاً مفصلاً من جميع النواحي، وكيف تدّعم موقفك بالأدلة والبراهين. فن المناظرات كان سبباً في تغيير نظرتي السطحية تجاه الأمور والحكم عليها. ولا أنسى المعرفة الكبيرة التي تتكون لدى المتناظر وهو يقوم بالبحث والإطلاع لتدعيم حججه".
وتختتم سمر حديثها مع الـ"المهرية نت" بشكر القائمين على شبكة مناظرات اليمن وإتاحة الفرصة لها، وتجاوز ظروف الحجر الصحي من خلال إقامة البطولة عبر الانترنت.
أما لؤي الأهدل وهو طالب هندسة ميكاترونيكس في الجامعة الإسلامية بماليزيا ومهتم بالإعلام، فيعتقد أن المناظرة جمعت بين فكرتيْ الإمتاع والإبداع "المناظرة أتاحت لي الفرصة أن أنظر من أكثر من زاوية، وأن أحترم ما يفكر به أولئك الذين لا يتفقوا مع وجهة نظري". ويضيف الاهدل: "في السابق كنت أدخل في نقاشات عقيمة، بينما بعد تعلمي قوانين المناظرة أصبحت حواراتي تستهلك وقتاً أقل فأنا أقدم الحجج والبراهين حول ما أعتقد، فإن اقتنع الآخر كان بها وإن لم يقتنع فهذه حريته الخاصه ولكل شخص معتقداته ولا يجب ان نتدخل فيها بل علينا ان نحترمها لنعيش بسلام".
ونحن في اليمن نحتاج إلى هذا الفن لوجود الاختلافات الطبقية الواضحة، نحتاج الى توسع هذه الفكرة لننشر الوعي بين المجتمعات القبلية أنه لا وجود للـ"صح مطلق" أو خطأ مطلق هناك دائماً مساحات مشتركة يجب أن نعززها من خلال الحوار. وإذا لم نصل إلى نتيجة علينا أن نتعايش بسلام ويتقبل كل واحدٍ منا الآخر".
علي الجميلي المدير التنفيذي للشبكة تحدث لـ "المهرية نت" من صنعاء، عن الفعاليات والأنشطة التي أقيمت داخل اليمن والتي لاقت ترحيباً واسعاً من الشباب، مضيفاً "يجري تأهيل عدد من الطلاب اليمنيين لتمثيل بلادهم في البطولات الخارجية، ويستشهد بآخر المشاركات التي أقيمت نهاية العام الماضي بماليزيا والتي حصد فيها المنتخب اليمني مركزا متقدماً.
كما كان لليمن خلال السنوات الماضية مشاركات في مناظرات قطر العالمية سواء على مستوى المدارس أو الجامعات. ويتطلع الجميلي إلى المزيد من الحضور اليمني في البطولات العربية والعالمية "فالشباب في اليمن يحملون طموحاً كبيراً ومتحمسون دوماً، ولديهم دوافع أكثر من غيرهم للحضور والمشاركة الفاعلة، وتحقيق إنجاز يرفعون به علم بلادهم عالياً".