آخر الأخبار
في ذكرى ثورة "أكتوبر".. المهرة تقود مشروع التحرر من الاستعمار الجديد
رفض لتواجد السعودية في المهرة
الأحد, 11 أكتوبر, 2020 - 08:54 صباحاً
تطل الذكرى السابعة والخمسين لثورة الرابع عشر من أكتوبر، ومحافظات يمنية من ضمنها "المهرة وسقطرى" تحت وطأة استعمار جديد يقوده تحالف السعودية والإمارات.
ومنذُ دخول القوات السعودية إلى محافظة المهرة أواخر العام 2017، أدرك أبناء المحافظة المخططات الخفية التي جاءت من أجلها الرياض ولم تدخل بتلك المعدات الثقيلة والقوات العسكرية لخدمة المحافظة كما زعمت.
أدرك أبناء المهرة خطورة الغزو السعودي على محافظتهم بعد أيام من وصول القوات، التي أحكمت سيطرتها على منافذ العبور الرئيسية بالمحافظة مثل منفذ "شحن" و"صرفيت" و"نشطون" بالإضافة إلى ميناء "نشطون" ومطار الغيضة الدولي بحجة مكافحة التهريب.
كما اتخذت ذرائع كيدية أخرى من ضمنها ملاحقة تنظيم "القاعدة" و"داعش"، وإقحام المهرة في الحرب البعيدة عن حدودها عنوة بهذه "الذرائع الكيدية"، لتسهيل السيطرة والاستحواذ على مقدراتها الحيوية وثرواتها الواعدة، واستخدامها منطلقاً لتمرير كتلة من الأهداف الخادمة لمصالح الرياض القومية وأطماعها الإقليمية، بدأت تتكشف تباعاً، بالتوازي مع تنامي الإدراك المحلي بخطورتها، وتنامي وتنوع خيارات الحراك الشعبي.
أدرك أبناء المهرة أن السعودية تمضي على خطى الاحتلال البريطاني في تحقيق مشاريعها الاستراتيجية مستغلة حالة الضعف التي سببتها للجهات الرسمية بشكل خاص والشعب اليمني في الشمال والجنوب بشكل عام عبر الحرب التي تقودها ضد جماعة الحوثي بحجة استعادة الشرعية التي حولتها إلى رهينة مسلوبة الإرادة والقرار.
وحاولت الرياض بعد انصدامها بالسد المنيع الذي شكلته القبائل أمام أطماعها أن تستنسخ تجرية الاحتلال البريطاني في تغذية الإنقسامات داخل المجتمع المهري بالإضافة الى استقطاب أبنائها لتبني أفكار مذهبية سلفية متطرفة والتخلي عن معتقداتهم المتسامحة من خلال العناصر المتطرفة التي أدخلتها إلى المهرة بمساعدة المحافظ السابق المقال "راجح باكريت"، وحرضت على قتل أبنائها كتلك الحادثة التي جرت في منطقة الأنفاق لإثارة الحروب والاقتتال الداخلي بين قبائلها، في محاولة لإضعاف المكونات الرافضة لهيمنتها.
وبعد محاولات كثيرة فشلت مخططات السعودية في اختراق القبيلة بالمهرة، لأنها كما يقول باحثون أبرز كيان اجتماعي في المحافظة مازال يحافظ على قوتها وتماسكها وأعرافها، ولها سلطة قوية على أفرادها الملزمين بالتبعية للقبيلة، والالتفاف معها، والتقيد بتوجهاتها.
ويرى متابعون أن الإخفاق السعودي في السيطرة على هذه القبائل أو تطويعها أو ما شابه ذلك له اعتبارات كثيرة من أهمها ولائهم لهويتهم الخاصة، وهي الهوية المهرية الأصل.
وكان للهبة الشعبية التي دعت إليها قبائل المهرة دور بارز في رسم خارطة النضال للمحتل الجديد، والتي عن طريقها استطاعت تكبيل التحركات السعودية وإفشال مخططاتها التي كانت تسعى من خلالها لجر المحافظة إلى الاقتتال الداخلي بين قبائلها لتسهيل مهمة السيطرة على المحافظة والهيمنة عليها.
واستطاعت الاحتجاجات الشعبية السلمية التصدي لمحاولات بناء أنبوب النفط السعودي، وتحولت المهرة إلى رائدة للنضال السياسي والدفاع عن السيادة اليمنية في المحافظات الجنوبية كاملة.
ويتوقع تمدد نضال أبناء المهرة السلمي إلى باقي محافظات اليمن الواقعة تحت هيمنة تحالف السعودية والإمارات، وإنشاء حركات تحررية تتشابه مع تلك التي أطلقها ثوار 14 أكتوبر ضد المستعمر حتى يصل الجميع إلى إعلان ثورة الخلاص من الاستعمار الجديد متسلحا بأهداف ثورة 14 أكتوبر التي قلعت الاستعمار البريطاني قبل 57 عاما.