آخر الأخبار

رمضان في اليمن.. تقاليد وعادات تثبت استمراريتها رغم التحديات ( تقرير خاص)

المهرية نت - إفتخار عبده
الخميس, 06 مارس, 2025 - 03:54 صباحاً

في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها اليمن، يحل شهر رمضان كطوق نجاة وملاذ روحي يجد فيه اليمنيون فسحة من الأمل يستردون به طاقاتهم الروحية المهدورة.

 

يحرص اليمنيون على إحياء عاداتهم وتقاليدهم الرمضانية الأصيلة، مثل موائد الإفطار العامرة بالأطباق الشعبية والزيارات العائلية التي تعزز الروابط الاجتماعية والفعاليات الثقافية والألعاب الشعبية التي تنشر البهجة في الأرجاء.

 

 وفي شهر رمضان المبارك تتجلى روح التكافل والتضامن الاجتماعي في أبهى صورها من خلال تبادل الزيارات وتبادل الأطباق الرمضانية بين الأهل والجيران، بالإضافة إلى الإفطار الجماعي الذي يملأ معظم الشوارع اليمنية.

 

ورغم الوضع المعيشي المنهار ما يزال اليمنيون يتمسكون في أغلب العادات والتقاليد الرمضانية التي تعد جزءًا لا يتجزأ من هويتهم الثقافية.

 

المرأة اليمنية والتقاليد الرمضانية

 

تضطلع المرأة اليمنية بدور بارز في إحياء التقاليد الرمضانية، حيث تقوم بشراء الملابس الخاصة بهذا الشهر الكريم وتزين المنازل بالفوانيس الرمضانية والغمازات. كما تشارك المرأة في إحياء الزيارات العائلية وتقديم الإفطار للمارة في الطرقات.

 

وفي هذا الشأن، تقول المواطنة إقبال المقطري (45 عام )" هناك عادات وتقاليد رمضانية لا تزال تنعم باهتمام كبير من قبل اليمنيين الذين يتجاهلون الوضع المعيشي في سبيل إحيائها، وللمرأة اليمنية دور بارز في إحياء بعض هذه العادات والتقاليد المتوارثة عبر الأجيال".

 

وتضيف المقطري لـ" المهرية نت" في محافظة تعز على الرغم من ظروف الحرب والحصار ما تزال المرأة تحيي عادات وتقاليد رمضانية بشكل لا فت، من تلك العادات شراء الملابس الخاصة بهذا الشهر الكريم كالأرواب النسائية وأرواب خاصة بالفتيات والصغار، تلك التي تكون ذات ألوان ونقاشات خاصة تخص هذا الشهر الكريم بالإضافة إلى نقش اليد بالهلال الرمضاني  للأطفال".

 

وأردفت" من قبل أن يأتي شهر رمضان بأسبوع نقوم بشراء الزينة الرمضانية،  ونقوم بصناعة بعضها يدويًا فالزينة التي نقوم بشرائها مثل الفوانيس الرمضانية المضيئة والغمازات التي يتم عرضها بالأسواق بشكل كبير، وما نصنعها في المنازل هي الفوانيس الرمضانية الصغيرة التي بالعادة نستخدم فيها أطباق البيض الفارغة وكذلك الهلال الرمضاني مع النجمة والتي نستخدم فيها الكرتون المقوى بالإضافة أدوت زينة أخرى نقوم بشرائها من المكتبات القريبة".

 

وتابعت: " في هذا الشهر الكريم تكثر الزيارات العائلية فبي العادة يتم الإفطار في بيت الجد أو العم أو الخال وهكذا يتم تبادل الأدوار في تحضير الإفطار والتحضير للسمر كل يوم في بيت ما يضفي بهجة وسرورا لهذا الشهر".

 

وواصلت" الكثير من النساء اللاتي لا يشغلهن أطفالهن الصغار يذهبن إلى المساجد من أجل صلاة التراويح في الطوابق الخاصة بالنساء، وصلاة التراويح جماعة يكون لها مذاقها الخاص وروحانيتها الخاصة فهناك العديد من الجوامع داخل مدينة تعز  تمتلئ بالنساء والفتيات اللاتي يذهبن لصلاة التراويح فيها، وهناك حلقات القرآن الكريم التي تتسع بشكل لافت خلال هذا الشهر".

 

وأكدت" على الرغم من ظروف المعيشية القاسية إلا أنه تحدث هناك مبادرات نسوية سواء عبر مجموعات الواتساب، أو داخل البيوت وبين الحارات وذلك بجمع التبرعات كل بحسب استطاعتها من أجل مساعدة الأسر المحتاجة التي لم تستطع توفير قوت رمضان الضروري".

 

الدور الثقافي في السمر الرمضاني

 

في السياق ذاته، يبرز الدور الثقافي في السمر الرمضاني، حيث يجتمع أبناء قبائل مأرب في السمر الرمضاني ويتوفر فيه الشراب الخاص به، وتقام خلاله مناظرات شعرية أو أهازيج شعرية يغلب عليها الطابع الشعبي.

 

ويقول ماهر بن  طعيمان (أحد مشائخ قبائل محافظة مأرب )" أبناء قبائل مأرب ما يزالون يتمسكون بعادتهم وتقاليدهم الرمضانية التي تميز هذا الشهر الفضيل عن سائر شهور السنة، ولم تثنهم الحرب أو غلاء المعيشة عن ممارسة هذه الطقوس الخاصة بالشهر الكريم".

 

وأضاف ابن طعيمان لـ" المهرية نت" من أبرز العادات التي تشهدها محافظة مأرب في هذا الشهر الكريم، إقامة الإفطار الجماعي وتبادل الأطباق الرمضانية بين الأهل والجيران وتبادل الزيارات الليلية بين الأهل والأحباب".

 

وتابع" السمر الرمضاني لدى قبائل مأرب في  العادة يجتمع فيه الكثير من رجال القبائل ويتوفر في هذا السمر الشراب الخاص به، وتقام خلاله مناظرات شعرية أو أهازيج شعرية يغلب عليها الطابع الشعبي، الأمر الذي يثير حفيظة الحاضرين ويشعل الحماس لديهم في المشاركة بما تجود به قرائحهم".

 

وأردف" السمر الرمضاني يتخلله أحاديث عن قصص واقعية شعبية  يستلهم منها الحاضرون الدروس والعبر والتي تجسد روح الموروث الشعبي لقبائل مأرب وناسها".

 

عاداتٌ وتقاليد ريفية

 

كما يبرز الصحفي المهتم بالشأن الاجتماعي، عميد المهيوبي أن هناك عادات وتقاليد ريفية مازالت حية في أوساط اليمنيين، مثل تقديم الإفطار للمارة في الطرقات والخروج إلى الحارات لتعزيز السمر الرمضاني. كما يوجد ألعاب خاصة بشهر رمضان مثل لعبة الكيرم أو الضمنة، وكذلك أهازيج شعبية خاصة بهذا الشهر الكريم.

 

ويضيف المهيوبي لـ"المهرية نت"،، إنه" ما زال الكثير من أبناء اليمن متمسكين بالعادات والتقاليد الرمضانية اليومية حتى اليوم برغم الأزمة الاقتصادية التي يمر بها اليمن؛  فالكثير من العادات والتقاليد مازالت حية في أوساطهم وخصوصًا لدى سكان الريف اليمني، الذين يرون أن هذه العادات  تعد جزءًا لا يتجزأ من الثقافة الشعبية والموروث الشعبي وطقسًا من الطقوس الرمضانية التي لا ينبغي تجاهلها".

 

وأشار إلى أنه في شهر رمضان نجد أن هناك الكثير من الناس يقومون بالعزائم من أجل الافطار الجماعي، وكذلك تقديم الإفطار للمارة في الطرقات، بالإضافة إلى خروج الأطفال  كل ليلة بعد العشاء إلى الحارات يتعازمون على إحياء السمر الرمضاني في المنازل المعروفة بأنها مفتوحة للسامرين وخلال السمر يتبادلون الأحاديث والمواعظ الكثيرة".

 

وأردف" هناك ألعاب خاصة بشهر رمضان مازالت موجودة؛  فالكثير من الناس في الريف يجتمعون في الأماكن التي توجد بها لعبة "الكيرم" أو "الضمنة" يلعبونها بعد القات بخلاف الأطفال الذين يلعبون لعبة الأوراق في أول الليل أو من بعد صلاة العصر إلى قبيل المغرب".

 

أهازيج شعبية خاصة برمضان

 

وأشار المهيوبي إلى أنه "هناك أهازيج شعبية خاصة بهذا الشهر الكريم لا تسمعها إلا فيه، ففي وقت ما بعد صلاة العصر تجد الكثير من الناس يخرجون يرددون الأهازيج والمهاجل المتعارفة بينهم كقولهم " اللي تشا الجنة قيام تندي اللحوحة للصيام" وقولهم" الصلاة على محمد .. الصلاة عليه وسلم"  والكثير من الأهازيج المتداولة والمعروفة في الريف اليمني والتي بالعادة تحمل الطابع الديني كالصلاة والسلام على النبي".

 

وأكد" تختلف أهازيج وقت ما بعد صلاة العصر عن أهازيج الليل فبعد العشاء يخرج الكثير من الناس إلى أسطح المنازل أو إلى الشوارع وكل واحد يهتف بما لديه من أهازيج كقولهم في أول الشهر " مرحب مرحب يا رمضان يا شهر محمد عليه السلام" وفي آخر الشهر " مودع مودع يا رمضان يودعونك بكل مكان".

 

واختتم حديثه إلينا بالقول: "رمضان ما يزال حيًا في قلوب الناس بعاداته وتقاليده رغم الأزمة والشدة التي يمر بها الناس إلا أنهم مرتبطون بشكل وثيق بعاداتهم ومشاعرهم وترحيبهم وتوديعهم لهذا الشهر الكريم".




تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية