آخر الأخبار

أزمة الغاز المنزلي تخنق مدينة تعز مع اقتراب رمضان ( تقرير خاص)

أزمة الغاز المنزلي.. تصوير محمد التويجي

أزمة الغاز المنزلي.. تصوير محمد التويجي

المهرية نت - إفتخار عبده
الأحد, 23 فبراير, 2025 - 09:26 صباحاً

تشهد مدينة تعز أزمة خانقة في توفير الغاز المنزلي، تفاقمت مع اقتراب شهر رمضان المبارك، وألقت بظلالها على حياة المواطنين الذين يعتمدون بشكل رئيسي على الغاز في طهو طعامهم.

 

ويشكو السكان من النقص الحاد في الغاز المنزلي الذي يفاجئهم كل عام عند اقتراب شهر رمضان؛ إذ يجدون صعوبة بالغة في الحصول على أسطوانة غاز واحدة، ناهيك عن ارتفاع سعرها الذي يفوق قدرتهم الشرائية".

 

ولم تؤثر أزمة الغاز على جانب واحد؛ بل تسببت أيضًا بتضرر حركة سير المواصلات داخل المدينة، الأمر الذي أدى إلى توقف العديد من السائقين عن العمل بسبب عدم قدرتهم على توفير الغاز اللازم لتشغيل مركباتهم، كما أدى إلى ازدحام شديد في الشوارع، وتأخر المواطنين عن أعمالهم ومصالحهم". 

 

تداعياتٌ إنسانية واقتصادية

 

بهذا الشأن يقول المواطن، جميل هزاع( 39 عاما- يعمل في صيانة السيارات)"كل عام مع اقتراب شهر رمضان المبارك، نجد أنفسنا في مواجهة أزمة غاز خانقة، وفي الأيام الأخيرة داخل مدينة تعز أصبحت هذه الأزمة تهدد فرحة قدوم الشهر الكريم وذلك بخوفنا من انعدام الغاز أو ارتفاع سعره".

 

 وأضاف لـ"المهرية نت "طرحتُ دبة الغاز عند وكالة الغاز الخاصة بحارتي في مديرية صالة قبل أسبوعين، وكل يوم أمر على صاحب الوكالة أسأله: هل جاءت حصتي من الغاز فيجيب بالنفي، والآن أسطوانة الغاز الأخرى التي في المنزل قد أوشكت على الانتهاء، الأمر الذي يضطرني لأخذ الطعام لأغلب الأوقات من خارج البيت خوفًا من انتهاء الغاز في البيت".

 

وأردف" اليوم مهمة الحصول على أسطوانة غاز تحولت لكابوس يومي يقلق حياتنا، وأصبح إعداد الطعام تحديًا صعبًا، فالجميع يشكو من هذه الأزمة؛ حتى أصحاب الباصات الذين أقابلهم في عملي يشكون من عدم حصولهم على الغاز إلا بوساطة والكثير من الجري وراء التجار." 

 

وتابع: "هذه الأزمة سببت لنا قلقًا وتوترًا كبيرين، وأثرت على استعدادنا لاستقبال شهر رمضان، فقد أصبح من المعتاد أنه ما إن ينتصف شهر شعبان إلا وتبدأ أزمة الغاز ويبدأ معها قلقنا الكبير".

 

 وناشد جميل المسؤولين في الحكومة والجهات المعنية بالتدخل العاجل لحل هذه الأزمة، وتوفير الغاز المنزلي بكميات كافية وبأسعار معقولة" حتى نتمكن من قضاء شهر رمضان بكرامة وراحة".

 

استغلال التجار وتفاقم الأزمة 

 

في السياق ذاته يقول الناشط الاجتماعي مكين العوجري، إن: " أزمة الغاز أصبحت طقسًا من طقوس استقبال الشهر الكريم، سواء بارتفاع سعر الغاز أو بانعدامه؛ وهذا يرجع إلى أن رمضان هو موسمٌ لاستهلاك الغاز بشكل كبير ولافت سواء من قبل الأسر أو حتى من قبل كبار المستهلكين مثل المطاعم والبوفيات والمواصلات".

 

 وأضاف العوجري لـ"المهرية نت": "لأن الإقبال على مادة الغاز يزيد في شهر رمضان، فالتجار وأصحاب الوكالات والمحطات الكبيرة والصغيرة هنا يأخذونها فرصة دسمة من أجل الكسب الكبير دون مراعاة لحال المواطن المغلوب على أمره".

 

وتابع" هذه الطريقة التي يفتعلها التجار تشعر المواطنين بالخطر قبيل رمضان، الأمر الذي يجعلهم يسارعون إلى شراء كميات كبيرة في هذا التوقيت خوفًا من حدوث أزمة مفاجئة، ونسبة الإقبال الكبيرة تجعل التجار يستغلون هذا الموقف وهذه المناسبة سواء برفع الأسعار أو باحتكار الغاز وبيعه بطرق أخرى غير الوكالات كالسوق السوداء".

 

 وأردف: " التقاطعات التي تحدث لقاطرات الغاز في أبين تتسبب في حدوث أزمة الغاز؛ وذلك لأن المواطنين يكونون بأمس الحاجة للغاز، وتأخير وصوله إلى المدينة يتسبب بحدوث ضجة كبيرة ويشعر المواطنين بالقلق من أن يتم رفع أسعار الغاز، وهذا له دور كبير في افتعال الأزمة".

 

وواصل " أزمة الغاز تخلق كل سنة قلقًا جديدًا وتوترًا للأسر؛ لأنها تأتي في وقت حرج، وقت يكون فيه المواطنون بحاجة ماسة لكميات كبيرة، وإذا انعدم الغاز لن يستطيعوا أن يصنعوا الطعام وأن تمضي حياتهم بالشكل المطلوب".

 

وأكد أنه "من المهم أن يتم تنظيم عملية توزيع الغاز على المحطات المعتمدة من قبل شركة الغاز سواء الوكالات المعتمدة للمنازل أو الوكالات المعتمدة للباصات، وكذلك ضبط احتكار المحطات للغاز ووضع محطات محدودة من التي تبيع للباصات؛ لأنها هي من تحدث الضغط على مادة الغاز".

 

وشدد: "ينبغي وضع رقابة على المحطات التي تبيع للمطاعم أيضًا لأنها إذا ما حدث تقطع، تقوم ببيع الغاز بأسعار مرتفعة وهذا هو نوع من التلاعب الذي يشكل الأزمة".

 

من جانبه" يقول أحمد عبدالله "سائق موتور" "هناك تراجع كبير لحركة الباصات داخل المدينة نتيجة أزمة الغاز؛ إذ إن الكثير من الباصات تعتمد على الغاز وغياب الغاز أدى إلى توقف أصحابها عن العمل".

 

وأضاف عبدالله لـ"المهرية نت " توقف الباصات عن العمل أحدث ضغطًا وإقبالًا من المواطنين على بقية الباصات، الأمر الذي ترك فرصة لبعض أصحاب الباصات الآخرين في استغلال هذا الوقت برفع سعر تكلفة المشوار من 200 إلى 300 أو إلى 400ريال، والمواطن يكون مضطرًا لدفع ذلك من أجل أن يتحرك بسهولة".

 

وتابع" هذه ليست المرة الأولى التي تحدث فيها أزمة الغاز قبيل شهر رمضان ولن تكون المرة الأخيرة، طالما وأنه لا توجد رقابة ولا ضبط للمخالفين سواء من تجار الغاز أو من السائقين الذين يستغلون وضع المواطن".

 

أزمةٌ مفتعلة 

 

من جانبه يقول الصحفي عميد المهيوبي "يعاني أبناء تعز من أزمة خانقة في الحصول على مادة الغاز المنزلي سواء للطبخ أو للمواصلات، خصوصًا بعد أن تم تحويل معظم المركبات لنظام الغاز بشكل رسمي مما تسبب بالإقبال الكبير على الغاز المنزلي".

 

 وأضاف المهيوبي لـ"المهرية نت" للسلطات في تعز دور في افتعال الأزمة من خلال تأخير وصول ناقلات الغاز للمدينة مما يزيد من الضرر على المواطنين المدنيين الذين لا بديل لهم عن استخدام الغاز وعجزهم عن توفير قيمة أسطوانة الغاز التي بلغ سعرها أكثر من 15 ألف ريال في السوق السوداء".

 

 

وأردف: "الناس في تعز لم تعد تحتمل أزمة جديدة، فكل شيء يشير إلى انهيار المواطن، فاليوم المركبات في تعز تطلب رفع إيجار المشاوير من 200 إلى 400 ريال، وهذا يزيد المواطن همًا جديدًا يثقل كاهله، فالموظف راتبه لن يغطي له المواصلات".

 

وتابع: "أعرف كثيرًا من الممرضين يعملون في مستشفيات الحكومة بتعز يستلمون راتب 25 ألفًا ونسبة في بعض الأشهر تصل إلى 17 ألف ريال، وفي أعلى نسبة لهم تصل إلى 30 ألف ريال، ومواصلاتهم في الشهر للعمل تتجاوز 80 ألف ريال".

 

وأكد "طلاب الجامعات أكثر الفئات تضررًا من أزمة الغاز؛ إذ إن الكثير منهم يجدون صعوبة في توفير المواصلات، فقد رأيت- شخصيًا- في شارع جمال الكثير من طلاب الجامعة يقفون على الرصيف بانتظار باص وكل الباصات لا تقبل بالسعر القديم للمواصلات بالرغم من وجود وثيقة من مكتب النقل بعدم زيادة السعر وهنا يفقد الطلاب أجزاء من محاضراتهم بسبب المواصلات".

 

ووجهة المهيوبي رسالةً للسلطة المحلية والحكومة" بتوفير حصة الغاز المنزلي لهذه المحافظة الصامدة وتلاشي الأمر وعدم اختبار صبر أبناء المدينة الذي لن يطول فالوضع مبشر بثورة جياع قادمة تنفض غبارها ضد الحكومة. 

 

وكذلك رسالة ثانية للسلطة المحلية بإنزال حملات ضبط للمخالفين ببيع الغاز والذين يحتكرونه من أجل مزيد من الكسب لهم والخسارة للمواطنين".

 


كلمات مفتاحية: الغاز المنزلي تعز أزمة


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية