آخر الأخبار

عمال النظافة وكورونا.. إجراءات احترازية ينقصها الوعي والاهتمام

المهرية نت - وحدة التقارير/رشيد المليكي
الثلاثاء, 31 مارس, 2020 - 04:46 مساءً

على مدخل بوابة مبنى صندوق النظافة والتحسين بمحافظة مأرب يقف "مروان العودي"، وهو شابٌ لا يتجاوز عمره العشرين عاماً، حاملاً على ظهره عبوة كبيرة تشبه تلك التي يرشُ بها المزارعون الأشجارَ بالمبيدات.

 

لا يرتدي مروان قفازات ولا يضع على وجهه كمامة، لكنه يطلب منك أن تقدم يدك ثم تفركها بالسائل "المُعِقم" حفاظاً على سلامتك كما يقول.

 

يعتقد مروان في حديثه لـ "المهرية نت": أن إدارة الصندوق استحدثت هذا الإجراء حرصاً منها على الوقاية من تفشي فيروس كورونا، إذ "لا يحق لأي عامل أو زائر أن يدخل مقر الصندوق قبل أن نتأكد من تعقيم يده بالمطهر، وحينما يذهب العمال إلى أعمالهم صباحاً فإننا نُسلم كل واحد منهم قفازات وكمامات يخلعونها بعد انتهاء دوامهم، ونتخلص منها فوراً".

 

"إدارة صندوق النظافة والتحسين شكّلت لجنة طوارئ برئاسة المدير العام أحمد عطية، مكونة من الشؤون الفنية والعلاقات العامة والإعلام والإدارة المالية"، يقول لـ"المهرية نت" ياسر حنتوس عضو اللجنة والمسؤول عن الخدمات الطبية والوقائية.

 

وبحسب حنتوس فإن الإدارة تدرك أن عمّال النظافة هم من أكثر الفئات عرضة للإصابة بفيروس كورونا إذا ما انتشر في البلاد، ولذا "فقد اتخذنا إجراءات وقائية من ضمنها توعية العاملين بخطورة الفيروس، وطرق انتقاله والإجراءات الاحترازية التي يجب عليهم اتخاذها، ووزّعنا الكمامات والقفازات، ولدينا خطة لنقل العاملين إلى مخيم خارج التجمعات السكانية المكتظة، يضم  المخيم غرفاً للسكن ودورات مياه ووحدة صحية وصالة طعام وقاعة تدريب".

 

وحينما سألنا حنتوس عن سبب عدم ارتداء مروان للكمامات والقفازات، أجابنا أنهم بدأوا منذ اليوم - الذي قابلناهم فيه الأحد 29 مارس - يواجهون مشكلة عدم وجود هذه المواد في السوق، مرجعاً أسباب انعدامها إلى الاحتكار الذي يمارسه بعض التجار والصيادلة، وشراء بعض المنظمات كميات ضخمة من هذه الأدوات ما أدى إلى خلو الأسواق منها، منتقداً في الوقت نفسه غياب الفاعلية لدى مكتبي الصناعة والتجارة والصحة العامة والسكان بالمحافظة في التصدي لهؤلاء المحتكرين، وتوفير المواد الصحية للمواطنين، ومؤكداً لنا أن الإجراءات الاحترازية موجودة وبشكل يومي، وأنهم ينتظرون أن تصل دفعة من المواد الوقائية من مدينة ذمار رغم أسعارها الباهظة".

 

ويضيف حنتوس: "هناك قرار من المدير العام بأن أي عامل لا يلتزم بالإجراءات الوقائية يتم تغييره مباشرة، ولا يوجد هنا تمييز في اتخاذ هذه الإجراءات بين العاملين اليمنيين أو أولئك اللاجئين الأفارقة".

 

معظم العاملين أفارقة

في عاصمة محافظة مأرب وحدها يتجاوز عدد العاملين في الصندوق 450 عاملاً، 170 منهم يمنيين، وأكثر من 200 عامل هم من اللاجئين الأفارقة، وهناك عدد لا بأس به في مراكز المديريات الكبيرة.

 

التقينا بالمشرف الميداني على عمال النظافة عبدالله أحمد سالم، وسألناه عن الإجراءات الوقائية من فيروس كورونا فقال لـ"المهرية نت": "لقد وفّرت لنا الإدارة المطهرات والكمامات، ونحن ملتزمون بها..كل يوم يقوم فريق التعقيم بالدخول إلى أماكن إقامتنا لتنظيفها، ونحن موعودون بهناجر ومخيمات جديدة"، ويوجه سالم رسالة للمواطنين أن يساهموا في نظافة المدينة كونها مدينة الجميع، طالباً منهم احترام العاملين وتقدير جهودهم الكبيرة.

أما المواطن عبده صالح فيعتقد أن الصندوق حتى الآن لم يتخذ إجراءات حقيقية وملموسة لحماية عمال النظافة وتحسين مظهرهم، فهم لا يرتدون زياً موحداً، بل تجدهم بملابسهم العادية، "المفترض أن السائقين والمشرفين وجميع الكوادر يرتدون الزي الخاص بصندوق النظافة، فهذا بالإضافة إلى كونه سيعكس صورة حضارية لمدينة مأرب، سيخلق أيضاً روح الفريق الواحد، كما أنه سيفرض احترام المواطنين للعمال،..عامل النظافة يحتاج إلى أن يشعر دائماً بأن هناك من يهتم به وبمظهره وصحته ونظافته، وأنه يوجد من يقف بجانبه إذا مرض أو احتاج إلى الدعم والمساعدة".

 

ويُرجع عبده صالح في حديثه لـ"المهرية نت" جزءًا من المشكلة إلى العامل نفسه "فالبعض لا يتقيد بالتعليمات، ولا يلتزم بالقواعد ولا يهتم بالنظافة الشخصية، مقترحاً أن يقوم الصندوق بتقديم مكافئة مالية أو شهادة تقديرية، لأولئك المنضبطين تحفيزاً لهمم الآخرين، وتشجيعاً لهم للحرص على النظافة والالتزام بها".

 

وخلال السنوات الأخيرة توسعت مدينة مأرب وأصبحت ملاذاً آمناً لملايين اليمنيين الذين نزحوا من مختلف مناطق الصراع ليتوزعوا على أكثر من مائة مخيم، وهو ما ضاعف الحاجة إلى الخدمات الأساسية.

 

ويخشى مراقبون من انتشار فيروس كورونا في اليمن، في ظل البنية الصحية المهترئة، وضعف قدرة السلطات المحلية على مجابهته.


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية