آخر الأخبار
حين يصبح القلم عبئًا ثقيلًا.. معلمو أبين يعانون انقطاع المرتبات وغلاء المعيشة (تقريرخاص)
معلمو أبين يعانون انقطاع المرتبات وغلاء المعيشة
الخميس, 26 ديسمبر, 2024 - 04:16 مساءً
في زاوية كل صفٍ دراسي، يقف معلم حائرًا بين أداء رسالته التعليمية ومواجهة صعوبات الحياة اليومية.
وفي محافظة أبين، تتجلى هذه الحيرة في أوضح صورها، حيث يعاني المعلمون من انقطاع مرتباتهم لأكثر من خمسين يومًا، ما تسبب في موجة استياء واسعة دفعت العديد منهم إلى العزوف عن التدريس، تزامنًا مع فترة الامتحانات الفصلية.
أوضاع معيشية متردية
لم يعد راتب المعلم الذي لا يتجاوز 130 ريالًا سعوديًا كافيًا لسدّ أدنى متطلبات الحياة اليومية، في ظل الغلاء المتزايد، وارتفاع تكاليف المعيشة يعيش المعلمون في أبين أوضاعًا معيشية صعبة جعلت من مهنة التعليم تحديًا أكبر مما كانوا يتوقعون، حيث يضطر الكثيرون للعمل في مهن أخرى لتأمين لقمة العيش، بينما يواجه آخرون صعوباتٍ في توفير وسائل النقل أو حتى وجبة يومية تكفي أسرهم.
العزوف عن التدريس وتأثيره على الطلاب
انعكس انقطاع الرواتب بشكل مباشر على العملية التعليمية، حيث بدأ عدد من المعلمين في العزوف عن العمل، بينما استمرّ آخرون في تقديم الدروس تحت ضغط الظروف القاسية، ومع اقتراب فترة الامتحانات الفصلية، يبدو أن الطلاب هم الحلقة الأضعف في هذه الأزمة، إذ تتزايد المخاوف من تراجع المستوى التعليمي بسبب نقص الكادر التدريسي، أو فقدان الحماس لدى المعلمين.
دعوات للإنقاذ
يرفع المعلمون أصواتهم مطالبين الجهات المعنية بسرعة التدخل لإنهاء هذه الأزمة، مشدّدين على ضرورة صرف الرواتب بشكل منتظم وتأمين حياة كريمة لهم، ليتمكنوا من الاستمرار في أداء واجبهم التربوي.
وفي الوقت نفسه، يناشدون منظمات المجتمع المدني السلطات المحلية والحكومة لإيجاد حلول عملية ومستدامة لهذه المشكلة التي تهدّد مستقبل التعليم في المحافظة.
هل يُنصف المعلم؟
في الوقت الذي يُعتبر فيه التعليم أولوية لأي مجتمع يسعى للنهوض، يبقى السؤال مطروحًا: كيف يمكن للمعلم أن يحقّق رسالته إذا كان لا يجد ما يعينه على الحياة؟!.
وبينما يواجه معلمو أبين هذه التحديات، يبدو أن الحلّ يكمن في إرادة جماعية لإعادة الاعتبار لهذه المهنة النبيلة، وضمان أن تكون أداة البناء لا ضحية الإهمال.