آخر الأخبار
تنوع سقطرى النباتي في خطر…الإمارات تغرق الأرخبيل بآلاف الشتلات الغازية
شتلات قادمة من خارج سقطرى وزعت للمواطنين
الإثنين, 09 ديسمبر, 2024 - 10:28 مساءً
أستنكر خبراء محليون ما تقوم به الشركات التابعة للإمارات من أضرار للبيئة في سقطرى عبر إدخال آلاف الشتلات الزراعية إلى المحافظة والتي تعد نباتات غازية تهدد تنوعها البيولوجي الفريد.
وتداولت وسائل إعلام تابعة للإمارات أخبار تفيد أن القطاع الزراعي بشركة المثلث الشرقي القابضة التابعة للإمارات دشن الخميس الماضي توزيع دفعة جديدة من الشتلات الزراعية لمختلف أصناف الخضار والفواكه في محافظة سقطرى، تحت مزاعم مبادرات زراعية تهدف إلى دعم الأمن الغذائي وتعزيز الاكتفاء الذاتي لأهالي الجزيرة.
وأضاف أنه تم تسليم هذه الشتلات إلى معرفي المراكز السكانية تمهيدًا لتوزيعها على الأسر التي تهتم بالزراعة حيث شملت الدفعة الاولى 8 آلاف شتلة زراعية متنوعة من الشمام، والبطيخ، والفلفل الحار والعادي، والطماطم، والكوسا، والباذنجان.
وأثارت هذه الخطوة المدعومة من مندوب الإمارات خلفان المزروعي استياء واسع في أوساط خبراء البيئة المحليين ومن بينهم رئيس مؤسسة سقطرى للتراث الثقافي والطبيعي أحمد الرميلي الذي استدل بالمثل الذي يقول "كمن يبيع ماء زمزم في مكة"، مضيفا شتلات تجلب إلى سقطرى لتوزيعها.
وأضاف: لا شك أن من يوزعون الشتلات يعلمون أن سقطرى تعد حديقة طبيعية كبيرة، تحوي أكثر من 800 نوع من النباتات المختلفة، منها أكثر من 100 نوع لا يوجد في العالم إلا في سقطرى.
وتابع: لا شك أنهم يعلمون أن هناك قوانين صارمة تمنع إدخال النباتات إلى سقطرى، كما تمنع إخراجها.
وتساءل قائلا: بما أنهم يعلمون فلماذا يفعلون ذلك؟ في الحقيقة أعيتني الإجابة.
ورد عليه الدكتور محمد منصور المليكي قائلا: إذا كانت من خارج الجزيرة فهذا خطر يهدد الحياة النباتية في الجزيرة، وتعد نباتات غازية.
وأضاف: نرجو التعرف على هذه النباتات ومصدرها والأماكن التي تم زراعتها فيها، لافتا إلى أن المسؤولية جماعية والكل مسؤول عن هذه المنطقة الفريدة من نوعها في العالم.
وكان مسح ميداني نشرته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم “يونسكو” قد كشف في سبتمبر من العام 2023 عن تهديد خطير تشكله الأنواع الغازية على الاقتصاد المحلي والتنوع البيولوجي في جزيرة سقطرى اليمنية.
ورصد المسح ما لا يقل عن 126 نوعًا غريبًا في الجزيرة حتى الآن. معظمها نباتات تم استيرادها لاستخدامها في الزراعة المحلية أو لأغراض الزينة ولكن بعض الحشرات وصلت أيضًا إلى الجزيرة.
ويضم أرخبيل سقطرى، المعزول عن البر الرئيسي الأفريقي العربي منذ ملايين السنين، ويقع عند نقطة التقاء مناطق بحرية متعددة، عددًا كبيرًا للغاية من الأنواع المستوطنة. أكثر من ثلث (37%) أنواع النباتات الأرضية في سقطرى مستوطنة، وكذلك 42% من حشراتها. ما يصل إلى 90% من أنواع الزواحف و98% من أنواع القواقع الأرضية لا توجد في أي مكان آخر في العالم.
وتضم سقطرى ما لا يقل عن 848 نوعًا مختلفًا من النباتات و1670 نوعًا من الحشرات و250 نوعًا من الطيور. كما أن تنوعها البيولوجي البحري مثير للإعجاب أيضًا، حيث يوجد 253 نوعًا من الشعاب المرجانية التي تبني الشعاب المرجانية، و729 نوعًا من الأسماك الساحلية، و300 نوعًا من القشريات عشاري الأرجل.
وتكيفت الأنواع المستوطنة مع المناخ الجاف للأرخبيل. على سبيل المثال، تتشكل أشجار سقطرى الرمزية على شكل زجاجات أو مظلات لتوفير الظل لجذورها: وردة الصحراء، وشجرة الخيار، وشجرة التين سقطرى، وشجرة دم التنين في سقطرى، والعديد من أنواع شجرة اللبان.
ويقول خبراء البيئة إن النسبة العالية من الأنواع المستوطنة في الأرخبيل تجعله معرضًا بشكل خاص للأنواع الغازية.
ويقول الدكتور فان دام، رئيس جمعية أصدقاء سقطرى الخيرية: “توجد الكائنات الغريبة في جميع النظم البيئية في سقطرى تقريبًا، في المياه العذبة والبيئات الأرضية وحتى البحرية”.
وتقول دنيا عبد الواحد من مكتب اليونسكو في الدوحة، إن “المراقبة المباشرة والسيطرة والقضاء على الكائنات الغريبة في سقطرى تمثل أولوية”. ومع ذلك، فإن حماية التنوع البيولوجي المحلي الغني باعتباره منطقة عازلة ضد الكائنات الغريبة يمكن أن تكون فعالة أيضًا.
وترى أن العديد من الأنواع النباتية والحيوانية الغازية هي أنواع انتهازية قد تستفيد من النظم البيئية الضعيفة أو المضطربة لتأسيس نفسها. “على مدى السنوات القليلة الماضية، انتشرت بكتيريا كالوتروبيس بروسيرا الغازية على طول الطرق وفي المناطق الحضرية، على سبيل المثال”.
ويمنع القانون اليمني إخراج أو إدخال أي مواد من وإلى الأرخبيل، حفاظاً على نظامه البيئي وتنوعه الحيوي ومحمياته الطبيعية".