آخر الأخبار
بدعم سعودي.. ما الهدف من تجنيد المتطرفين في المهرة؟ وما تأثيرها على السلم الاجتماعي؟
أرشيفية
الأحد, 08 ديسمبر, 2024 - 01:45 صباحاً
تعددت التشكيلات العسكرية المليشياوية، التي تمولها الإمارات والسعودية في اليمن، فيما يشير إلى قناعة بضرورة الاعتماد على تشكيلات رديفة للجيش اليمني الوطني، ولكن هذه المرة في المهرة ذات الطابع السلمي والبعيدة عن دائرة الصراع.
ومع فشل الرياض وقبلها أبوظبي في تنفيذ أجندتهما في محافظة المهرة، تعود المحاولات من جديد من خلال الشروع في عملية تجنيد للمتشددين المتطرفين في المحافظة، فيما بدأ أن المملكة تحاول تعزيز تطبيق التجربة الإماراتية التي أسفرت عن تكوين "جيوش رديفة" من الفصائل السلفية في كلاً من سقطرى وعدن والساحل الغربي.
حيث كشفت المصادر المحلية، عن تحركات سعودية في المحافظة، للقيام بعملية تجنيد وعسكرة للسلفيين المتطرفين، ما يثير مخاوف المجتمع المهري، من أن يشكل ذلك تهديدا للنسيج الاجتماعي والسلم الأمني الذي ظلت المهرة تتصدى به كل محاولات تعزيز النفوذ الأجنبي على الأراضي المهرية، ومشاريع الفوضى والتخريب التي حاولت تلك القوى غزوا المحافظة بها لتحقيق أهدافها.
عسكرة المتطرفين
في هذا السياق، أكد مصدر مسؤول يمني، أن "ضباطًا سعوديين في مطار الغيضة بمحافظة المهرة يجرون تنسيقات سرية وخطيرة مع شخصيات سلفية مدعومة سابقًا من الإمارات، تُعرف بتبنيها أفكارًا متشددة تتطابق مع معتقدات تنظيم القاعدة.
وأضاف المصدر لـ"المهرية نت"، أن هذه اللقاءات تتم بسرية تامة، وبعيدًا عن أي إشراف من الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة للحكومة الشرعية، مشيرًا إلى أن هذه التحركات تهدف إلى زعزعة استقرار المحافظة، عبر تأسيس تشكيلات وميليشيات تحمل طابعًا دينيًا متطرفًا، تمثل تهديدًا مباشرًا للنسيج الاجتماعي والسلم الأمني في المهرة.
وأوضح المصدر أن هذه الأنشطة المشبوهة تُعد خطوة أولى نحو جر محافظة المهرة إلى مستنقع الصراعات الإقليمية التي قد تعصف باستقرارها، خاصة في ظل موقعها الجغرافي الحدودي الحساس مع دول الخليج.
وأضاف أن هذه التحركات تتناقض مع تطلعات أبناء المحافظة الذين يحرصون على إبقاء المهرة بعيدًا عن أي صراع، مستفيدين من الأمن والاستقرار الذي تنعم به منذ سنوات.
رفض شعبي لأي تجنيد جديد
بدورها، وجّهت معظم القوى السياسية والاجتماعية في المهرة رسالة شديدة اللهجة إلى الحكومة الشرعية ومجلس القيادة الرئاسي، أكدت فيها رفضها القاطع لأي تشكيلات عسكرية أو معسكرات جديدة خارج إطار الدولة.
ووصفت القوى، وفقا للمصدر، هذه التحركات بأنها تهديد صارخ للنسيج الاجتماعي للمحافظة، محذرة من تكرار الكوارث الأمنية والسياسية التي عانت منها المحافظات الجنوبية الأخرى نتيجة سيطرة قوات "غير نظامية"، والتي خلّفت حالة من الفوضى والجريمة وجرّت البلاد إلى أزمات إقليمية خطيرة.
وأكد المصدر أن" هذه القوى دعت الحكومة الشرعية والتحالف إلى تحمل مسؤولياتهم كاملة، والعمل الفوري على وقف هذه المشاريع التخريبية التي تهدد استقرار المهرة".
وشددت على ضرورة الحفاظ على طبيعة المحافظة كمنطقة تنعم بالأمن والاستقرار وتعتبر خط الدفاع الأول لليمن ودول الخليج، كما تعتبر القوى المحلية أي محاولة لزعزعة أمن المهرة تعديًا مباشرًا على سيادة الدولة واستقرار المنطقة.
قيادة حكيمة واستقرار أمني
المصدر أشار إلى أن محافظة المهرة تتمتع بقيادة محلية رشيدة بقيادة المحافظ محمد علي بن ياسر، الذي عُرف بحنكته السياسية وحكمته في التعامل مع الملفات الشائكة، إضافة إلى علاقاته الوثيقة مع الحكومة الشرعية والتحالف العربي والدول المجاورة.
وأشار إلى أن "المحافظ يتمتع بشعبية واسعة بين أبناء المهرة، خاصة القبائل، التي ترى فيه رمزًا للاستقرار وضمانة للحفاظ على وحدة المحافظة وسط التحديات الإقليمية المتزايدة".
وأشار المصدر إلى أن "اللجنة الأمنية في المهرة، بقيادة المحافظ بن ياسر، تعمل بجاهزية عالية، وتتمتع باستعداد كامل للتصدي لأي تهديدات تستهدف أمن المحافظة".
وأكد أن حكومة المحافظة أثبتت كفاءتها في إفشال أي محاولات لإقحام المهرة في دوامة الفوضى التي تسعى بعض الأطراف الخارجية لاستغلالها لتحقيق مصالحها الضيقة.
أمن المهرة من أمن الخليج
وختم المصدر بالتأكيد على أن استقرار المهرة لا يخدم اليمن فقط، بل يمثل عاملًا استراتيجيًا لضمان أمن المنطقة بأكملها بما فيها دول الخليج.
وأضاف أن المهرة، بموقعها الجغرافي الحدودي مع دول الخليج، تعد ركيزة حيوية يجب أن تبقى بعيدة عن أي مخططات تخريبية.
المصدر حذر، من أن أي إخفاق في حماية المحافظة سيكون له تبعات خطيرة على المستوى الإقليمي، ويهدد تماسك الأمن الإقليمي والدولي.
اعتصام المهرة تحذر
بدوره،، حذر رئيس الدائرة الأمنية في لجنة اعتصام أبناء المهرة مسلم رعفيت، من أي تحركات أجنبية لتشكيل مجاميع متطرفة بالمهرة مؤكداً رفضها القاطع.
وقال رعفيت في مداخلة مع قناة "المهرية"، إن المهرة ترفض جميع التشكيلات العسكرية التي تتم خارج مؤسسات الدولة الرسمية في المحافظة.
وأشار إلى أن السلطة المحلية، وجميع فئات المجتمع بالمحافظة، حافظوا على أمن واستقرار المهرة، ورفضوا أي تشكيلات أو مليشيات خارج إطار الدولة.
وتابع: اليوم نتابع نفاجئ من وجود قوات أجنبية بالمهرة تريد تحقيق مصالحها، على حساب تقويض أمن المحافظة واستقرارها، ونشر سموم الفتنة بين أبناء المحافظة، من خلال عمليات التجنيد لشخصيات سلفية متطرفة، تتبع نهج متطرف وتسعى من خلال هذا التجنيد الخارج عن مؤسسات الدولة إلى تدمير المهرة وتقويض الأمن فيها.
لكن رعفيت، أكد أن أبناء المهرة يرفضون هذه التحركات وعمليات التجنيد، وكما وقفوا ضدها في بداية الأزمة، يرفضونها اليوم، ويؤكدون في ذات الوقت أن هذه الجماعات لن تحقق مآربها في المهرة.
وحذر رعفيت، الشخصيات السلفية بالمحافظة، من خطورة جر المحافظة إلى أتون صراع طائفي عقائدي، مؤكدا أن جميع مكونات أبناء المهرة يرفضون الاستحداثات العسكرية، وأنها لن تسمح بأي فرصة لأي شخصية عقائدية أن تعمل كجنود لدول أجنبية تسعى لتقويض أمن واستقرار المهرة.
ومنذ أن عززت السعودية من تواجدها العسكري في المهرة، عام 2017، أنشأت معسكرات في جميع أنحاء المحافظة الشاسعة وجندت آلاف الجنود من داخل وخارج المحافظة، كما اشترت ولاء القادة المحليين وهمشت من يعارض وجودها، لكنها اصطدمت بالمعايير الاجتماعية لأبناء المهرة، فقد أسهمت هذه المعايير في إفشال مخططات ومشاريع السعودية والإمارات بالمحافظة منذ بداية الصراع ولا تزال قوية حتى اليوم.