آخر الأخبار
ما وراء وصول قوات عسكرية إماراتية إلى محافظة شبوة النفطية؟( تقرير خاص)
قوات إماراتية في اليمن - رويترز
الأحد, 24 نوفمبر, 2024 - 09:08 صباحاً
وصلت قوات عسكرية إماراتية إلى محافظة شبوة النفطية، الخاضعة لسيطرة الانتقالي، جنوب شرقي اليمن، خلال الأيام الماضية، بشكل مستمر ، دون الإفصاح عن هدفها.
ويوم الأربعاء الماضي، كشف وزير النقل السابق صالح الجبواني، في تغريدة له عبر "منصة إكس" عن وصول طائرات عسكرية من دولة الإمارات إلى محافظة شبوة بشكل متوالٍ خلال الأيام الماضية، محذرا من التحضير لعمل ما.
وقال الجبواني وهو نائب رئيس مجلس محافظة شبوة الوطني :"يتوالى وصول الطائرات العسكرية من الإمارات إلى عتق بمحافظة شبوة خلال الأيام الماضية وأبعدت عن مواقع هبوطها حتى القوات التابعة لها في المحافظة".
وأشار إلى أن مليشيات الانتقالي ـ المجلس المنادي بانفصال جنوب اليمن عن شماله ــ التي شبهها بـ"قوات الدعم السريع" (السودانية) بقيادتها الميدانية الإماراتية وقيادتها الجنوبية التي أسماها "حميدتي اليمن" ربما تتحضر لعمل ما، ويقودوا البلاد لمصير السودان إن لم يكن أسوأ.
ومع وصول القوات العسكرية الإماراتية بطريقة سرية، تساءل الكثير من اليمنيين عن الأسباب الكامنة خلف هذه التحركات، ولماذا اختارت محافظة شبوة النفطية بالذات الواقعة تحت سيطرة المجلس الانتقالي الموالي لها ؟
*فرض أمر واقع
يرى مراقبون أن هنالك خلافا واضحا بين السعودية والإمارات خاصة مع تشكيل التكتل الوطني للأحزاب والقوى السياسية، المناهض لمشروع الانتقالي المدعوم من أبو ظبي، ونتيجة لذلك تسعى إلى إدخال المحافظة في صراع جديد، وفرض أمر واقع فيها.
بهذا الشأن، يقول المحلل السياسي، أحمد هزاع إن:" وصول طائرات عسكرية إماراتية إلى مطار شبوة تحت حراسة مشددة من قوات الانتقالي، يدل على أن هنالك نية من قبل الانتقالي، والإمارات إلى إدخال المحافظة في صراع مرة أخرى".
وأضاف لـ" المهرية نت" الطائرات العسكرية توضح بأن هنالك نية من قبل الإمارات، قد تكون شن عمليات عسكرية ضد الحكومة الشرعية أو محاولة للسيطرة على آبار النفط في شبوة".
وتابع" توجد خفايا خلف هذه التحركات، ولا نستبعد وجود خلاف بين السعودية والإمارات، خاصة بعد أن تم إنشاء مجلس في شبوة ومجلس في حضرموت، وقد تكون هنالك حسابات من قبل الإمارات، لفرض أمر واقع، والتخلص من الحكومة الشرعية والسيطرة على المناطق التي يسيطر عليها الانتقالي".
*تحت مظلة التحالف الأمريكي
فيما يربط بعض المحللين وصول القوات العسكرية الإمارتية محافظة شبوة، تحت مظلة المقترح الذي قدمته الإمارات، إلى واشنطن لتشكيل ائتلاف عسكري واسع لتأمين حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن، خاصة مع إعلان بريطانيا عن حزمة دعم لقوات خفر السواحل اليمنية التابعة للحكومة الشرعية.
في ذات السياق، يقول المحلل السياسي ياسين التميمي:" من الواضح أن عودة التحركات العسكرية الإماراتية -في منطقة حرصت على إبقائها ضمن نفوذها- لا تنفك عن التنسيق الذي دأبت عليه مع الجانب الأمريكي، وميز تدخلها العسكري تحت مظلة التحالف".
وأضاف للمهرية نت " لطالما أعلنت الإمارات انسحابها من اليمن لكن الحديث عن إجراء مقاربة عسكرية أمريكية مع التحديات الناشئة في البحر الأحمر باستخدام الأراضي اليمنية أغرى الإمارات بإعادة الإمساك بزمام المبادرة، وهو أمر كانت قد واجهت بسببه تحديات عديدة أبرزها التباين الواضح مع الموقف السعودي".
ولفت إلى أن" عودة ترامب إلى السلطة يمثل أحد المحركات الهامة لعودة هذا الزخم العسكري الإماراتي على الساحة اليمنية".
بدوره، يقول أنيس منصور- مستشار إعلامي ورئيس مركز هنا عدن للدراسات الاستراتيجية- إن:" القوات التي وصلت مؤخرا إلى محافظة شبوة قوات أجنبية، ويبدو أن هنالك عملية عسكرية أو استخباراتية، لأمريكا ضد جماعة الحوثي، وشعرت أن أفضل مكان لانطلاق هذا العمل هو محافظة شبوة".
وأضاف لـ" المهرية نت" هذا الأمر جرى بتنسيق إماراتي، لأن القوات المتواجدة بشكل رمزي في بلحاف تابعة لها، وحاليا يبدو بأن هنالك مركز عملياتي استخباراتي، خاصة مع تزامن هذا الأمر مع تصريحات أمريكية بأنه سيتم تدريب وتأهيل قوات يمنية للحفاظ على المياه اليمنية من عمليات التهريب من قبل جماعة الحوثي".
وأكد منصور أن" القوات الإماراتية تعتبر مسيطرة لهذه المناطق عبر وكلائها ولا يستدعي هذا الأمر أن تكون حاضرة أو موجودة، وإذا جاءت، تأتي من حين لآخر بمهام بسيط ثم تعود، ولذلك الإمارات تقوم بدور وظيفي، أو بعملية التسهيل والترتيب في هذه الأعمال تحديدا".
وأشار إلى أن" مناطق الساحل الغربي في تعز كانت أقرب، لكن اختيار محافظة شبوة لعدة اعتبارات، من ضمنها التضاريس، وبعد المسافة ناهيك عن كونها غنية بالكثير من الثروات وغيرها".
وأوضح أن" هنالك طيران إماراتي يأتي من الإمارات إلى سقطرى ومن سقطرى إلى الساحل الغربي، يتم منذ سبعة أيام، وسط تكتم شديد، حتى في اختيار توقيت التحرك من الساعة الواحدة بعد منتصف الليل إلى الساعة الرابعة فجرا، كما أن هنالك طائرات نقل عسكرية تبدو من خلال صوتها المرتفع بحسب شهود عيان".