آخر الأخبار

هل تقود احتجاجات حضرموت محافظات أخرى للتظاهر بعد نجاحها بانتزاع بعض الحقوق؟ (تقرير خاص)

احتجاجات حضرموت تنتزع قرارا بخفض أسعار الديزل وتوفيره في السوق المحلي

احتجاجات حضرموت تنتزع قرارا بخفض أسعار الديزل وتوفيره في السوق المحلي

المهرية نت - إفتخار عبده
السبت, 26 أكتوبر, 2024 - 08:07 مساءً

شهدت مدن ساحل محافظة حضرموت الأسبوع الماضي احتجاجاتٍ  شعبية غاضبة ومنددة بتردي الخدمات، وتصعيدًا كبيرًا ضد السلطة المحلية والحكومة، والذي تصدر هذا التصعيد حلف قبائل حضرموت، ومؤتمر حضرموت الجامع. 

 

ويوم الاثنين  تأريخ 2024/10/21 شهدت مدينة المكلا عاصمة مظاهرات ليلية غاضبة احتجاجًا على انقطاع التيار الكهربائي وتردي الخدمات الأساسية بالمحافظة.

 

وقامت الحشود المتظاهرة  بإشعال الإطارات وقطع الطرقات الرئيسية وبالعديد من  أعمال الشغب والفوضى احتجاجا على انهيار منظومة الكهرباء التي وصل انقطاعها إلى أكثر من خمسة عشرة ساعة في اليوم الواحد.

 
ويوم الثلاثاء أصدر رئيس مؤتمر حضرموت الجامع، الشيخ عمرو بن حبريش العليي،  القرار رقم (14) لعام 2024م، والذي قضى بتشكيل لجنة تصعيد من أجل تحقيق مطالب حضرموت.

 

وأفضى القرار إلى تشكيل لجنة تصعيد رئيسية بمديرية ساحل حضرموت تتكون من عشرة أعضاء، وتشكيل لجنة تصعيد أخرى بمديرية وادي وصحراء حضرموت فيها ثمانية أعضاء.

 

وقد نجحت هذه  الاحتجاجات على إجبار السلطة المحلية بإصدار قرار يقضي بخفض سعر الديزل إلى 800 ريال يمني للتر الواحد وتوفيره في السوق المحلية؛ إذْ أصدر محافظ المحافظة مبخوت مبارك بن ماضي مساء يوم أمس  الجمعة، القرار رقم "92" لسنة 2024م، بشأن تخصيص كمية من ديزل بترومسيلة بالسوق المحلي بسعر 800 ريال يمني للتر الواحد، وذلك لما تقتضيه المصلحة العامة.

 
وقضى القرار رقم (4) لسنة 2000م في المادة (1) بتخصيص كمية ثلاثمائة وخمسون ألف لتر ديزل للمواطنين من إجمالي كميات ديزل، بترومسيلة لتغطية السوق المحلي بشكل يومي وبسعر ثمانمائة ريال يمني للتر الواحد، على أن يتم التوزيع وفق آلية تضبط ذلك.

 

محاولةٌ لامتصاص الغضب الشعبي

بهذا الشأن يقول المحلل السياسي، أحمد هزاع" لم تنجح المظاهرات نجاحا كليا نقدر أن نقول إنها ستكون قدوة لبقية المحافظات بالخروج إلى الشارع  للمطالبة بتحسين الخدمات؛ فما حدث من تخفيضٍ طفيف  لسعر الوقود هو عبارة عن امتصاص غضب الشارع الحضرمي ومحاولة لتهدئة الأوضاع لا أكثر،  وقد تكون السعودية وراء ذلك".


وأضاف هزاع  لـ "المهرية نت" الوضع المتأزم في محافظة حضرموت ليس وليد اليوم  فله أكثر من أربع سنوات لأسباب قد تكون سياسية أكثر مما هي خدمية، فهناك من يستخدم أبناء حضرموت لتنفيذ أجندات خارجية؛ خاصة بعد أن استطاعت السعودية أن تسحب البساط من الإمارات في تلك المناطق بعد أن تم إنشاء مجلس حضرموت الجامع".

 

وأشار إلى أنه" هناك خلافات بينية واضحة بين الأطراف السياسية وهناك من يضغط بقوة من أجل تنفيذ أجنداته؛ فالانتقالي يحاول أكثر من مرة التصعيد في تلك المناطق ولكن لم يجد الحاضنة الشعبية التي كان يُخيل له أن يحصل عليها في حضرموت، وفي الاتجاه ذاته تضغط السعودية من أجل أن تكون حضرموت مواليةً لها أكثر مما تكون موالية للإمارات".


وأردف" الاحتجاجات التي حدثت في حضرموت عبَّرت عن التذمر الكبير من قبل المواطنين بسبب أن المجلس الرئاسي غائب تمامًا عن تقديم الخدمات لحضرموت بينما نجد أنه في عدن يتم توفير معظم الخدمات من الكهرباء والطرقات والمياه، وتوفير كل ما هو مهم للمواطن بعكس ما نجده في حضرموت".

 

وتابع" الشارع يزداد غضبا خاصة عندما يحل  يحل  الصيف بسبب ارتفاع الحرارة وانقطاع الكهرباء، بالإضافة إلى أنه هناك تقصير تام يتمثل في غياب المنظمات الدولية التي تقوم بعمل مشاريع في جانب البنية التحتية كالصرف الصحي أو المياه أو تزويد المحطات والمستشفيات بالوقود،  وبالتالي نجد نتيجة هذا القصور الكبير تصعيد كبير من قبل المواطنين".

 

وواصل" أبناء حضرموت يقومون بالتصعيد ضد الشرعية بسبب أمور عديدة أهمها  فشل الشرعية في إدارة المحافظات بالإضافة إلى أن البحسني وهو العضو في مجلس القيادة الرئاسي هو ممن قاد  هذه المظاهرات ومن يدعم الانتقالي في حضرموت".

 

وأوضح"بقي هناك شيء من الدولة في  حضرموت بسبب وجود المنطقة الأولى  التابعة للجيش وقد تكون هذه هي العقبة الكبيرة التي تقف وستفف في وجه الانتقالي وتمنعه من تنفيذ الأجندات الخارجية في هذه المحافظة وعلى كلٍّ فهناك من يستغل نقص الخدمات  بالنسبة للمواطنين من أجل تنفيذ أجندات معينة".

 

واختتم" لا اعتقد أن بقية المحافظات ستحذو حذو محافظة حضرموت؛  لأن هذا ليس نجاحا كبيرا في انتزاع الحقوق  وقد تكون محافظة حضرموت هي  الأحسن حالًا مقارنة بما تعيشه مدينة تعز من غياب تام للخدمات الأساسية ولم تلق أي  استجابة رغم خروج الشعب للشارع مرارا وتكرارا".

 

في السياق ذاته يقول الناشط الحقوقي والسياسي، عبد الله  باشراحيل"  قد تحصل خلافات بين المكونات الحضرمية و تنفجر بينهم مما قد يضر المواطن الحضرمي- مع العلم بأن أغلب المكونات تريد الخير لحضرموت-  ولكن بطرق مختلفة و يجب علينا- أبناء حضرموت- ألا نخون أحدًا ويجب أن تكون الحكمة  الحضرمية حاضرةً  في توحيد الصف الحضرمي".


 
وأضاف باشراحيل لموقع" المهرية نت" نحن اليوم نمر في مرحلة خطرة  ويجب على الحضارم أن يتوحدوا ويقدموا  مصلحة المواطن الحضرمي قبل كل شيء و فيما لا يضر أيضًا  بالمواطن اليمني في مختلف المحافظات".

 

قد يفتحُ المجال لاحتجاجاتٍ في محافظات أخرى

وأشار إلى أنه حتى وإن  استجاب مجلس القيادة الرئاسي لمطالب الشعب الحضرمي التي خرج إلى  الشارع- مؤخرا-  من أجلها فهذا قد يضع المجلس  في زاوية ضيقة، وقد يفتح  الباب أمام المحافظات الأخرى بأن تتبنى الموقف نفسه بالخروج إلى الشارع من أجل تحقيق مطالبها  وفي الحقيقة هذا ما تم الاتفاق عليه سابقًا-  في الحوار الوطني والذي أفاد  بأنه يحق لكل محافظة أن تسيطر على مقدراتها و تجنيد أبنائها و أن تكون الأولوية في التوظيف لأبنائها، فإذا استجاب المجلس لمطالب الحضارم سيكون ملزما بأن يستجيب لمطالب بقية المحافظات". 

 

وتابع" إذا رفض المجلس تحقيق كل مطالب المواطنين في حضرموت وتجاهل ما يحدث اليوم من الغضب الشعبي الكبير، هذا الأمر قد يضع المجلس الرئاسي  في موقف الضعيف فكيف له أن يرفض ما تم التوافق عليه وما أجمع عليه اليمنيون في الحوار الوطني".


وواصل" أي ضغط شعبي يحدث سواء بحضرموت أو غيرها سيكون له الكلمة ولكن الخطر بأن يكون هناك من يشعل فتيل الشغب والفوضى من الذين  يستغلون جهل بعض الحضارم و توجيههم إلى الطريق الخطأ باستخدام وسائل الإعلام المظللة ، أو بدفع  مادي استغلالًا لحاجة ضعاف النفوس لتحطيم آمال الحضارم".   

 

ولفت باشراحيل إلى أن" البعض من الناس لا يعرف مصلحته أين هي بالتحديد ولا يحتاج حتى إلى شيء،  فقط يدخل في شق الصف الحضرمي دون وعي منه ولا معرفة مسبقة بخطر ما يقدم عليه وهؤلاء بحد ذاتهم خطر كبير على الصف الحضرمي".

 

واختتم"  يحتاج الحضارم إلى حملات توعوية لكي لا يكون هناك صدامات مستقبلية من شأنها أن تشق الصف الحضرمي وأن تزرع المشاكل فيه، الحضارم اليوم ينبغي أن يلتفتوا ويسيروا وراء  الحكماء منهم، من يقولون نحن لا نريد المناصب،  من يريدون أن تكون  حضرموت  أولاً".

 

ليس الخروج الأول للشعب الحضرمي

 

من جهته يقول وهيبان الجغلول( أحد أبناء محافظة حضرموت" خرج الشارع الحضرمي مطالبا بتحسين الأوضاع وهذا ليس الخروج الأول  له  بل قد خرج مرات لا حصر لها والوضع كما هو لم يتغير إلا إلى الأسوأ".

 

وأضاف الجغلول لـ"المهرية نت" لم يستجب المجلس الرئاسي سابقا لمطالب الشعب الحضرمي، وفي الوقت الحالي تخفيض سعر الوقود لا يعني أنه يمثل استجابة كاملة لمطالب الشعب،  مطالب الشعب بعيدة كل البعد عن اهتمام المجلس الذي لا  يدري  ما يعانيه شعبه ولا يعمل ولو قليلا على تخفيف المعاناة".

 

وتابع" المجلس الرئاسي لم ينفذ أي مطالب لا لحضرموت  ولا لغيرها من المحافظات اليمنية منذ توليه، وما حدث من استجابة في حضرموت لا تفسير لها إلا  أنها تهدئة للوضع وإعادة المواطنين إلى منازلهم وترك الاحتجاجات".

 


وواصل"أبناء حضرموت هم الأكثر وعيًا  بخروجهم هذا من أجل  استعادة الحياة  والكرامة ومن أجل العيش الكريم،  فاليوم في ظل قيادة المجلس الرئاسي وصل الشعب اليمني إلى أسوأ حالاته ووصل إلى حال لم يسبق لها من قبل في الأزمات المتتالية الناتجة عن فشل هذا المجلس".


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية