آخر الأخبار

هل يشعل اليمنيون ثورة جديدة ضد الأطماع الخارجية؟ (تقرير خاص)

عدن في ستينات القرن العشرين

عدن في ستينات القرن العشرين

المهرية نت - رهيب هائل
الإثنين, 14 أكتوبر, 2024 - 10:32 صباحاً

تحل اليوم الاثنين الذكرى الواحدة والستون لثورة الـ 14 من أكتوبر التي انطلقت شرارتها من جبل ردفان ضد الاحتلال البريطاني، بالتزامن مع الأحداث الدائرة في اليمن منذ عام 2014م.

 

ويشهد اليمن خلال هذه الفترة حالة من التفكك والتمزق وسط أطماع ومساعٍ خارجية، تسعى للنيل من مكتسبات اليمن ومقدراته، عن طريق استخدام أدواتها المحلية لفرض سيطرتها على الموارد والمراكز الحيوية في اليمن.

 

وتعمل هذه الأدوات على الضغط على الحكومة الشرعية، والاستيلاء على الموانئ والجزر في المناطق المحررة، ووضعها تحت سيطرتها، دون أن تسمح للحكومة الشرعية بالاستفادة من ذلك من أجل تخفيف الأزمة الاقتصادية، بحسب مراقبين.

 

ويشدد العديد من الناشطين والسياسيين على ضرورة تكاتف أبناء المحافظات الجنوبية من أجل القيام بثورة تصحيحية لثورة 14أكتوبر وطرد التدخلات الخارجية والحفاظ على مكتسبات الوطن.

 

*ثورة تصحيحية

 

ويرى الناشط السياسي أسامة السقاف بأن :" الجنوب اليمني بحاجة إلى ثورة تصحيحية تعود لثورة أكتوبر وهجها والعودة بها إلى مسارها الصحيح لاستكمال تنفيذ أهدافها وكذلك ثورة سبتمبر التي تم اختطافها".

 

وأضاف لـ" المهرية نت "مر أكثر من ستين عاما ونحن لم نحقق أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر كاملة ومن المعيب ذلك ولكن عتبنا على الفاسدين الذين تولوا أمرنا في غفلة من الزمن".

 

وشدد على ضرورة عدم الاستسلام لأدوات الاستعمار الجديد وأحفاد الإمامة وإن تطلب الأمر أن يقدم اليمنيون دماءهم حتى ينعم أولادهم بالسلام والوحدة الوطنية وحرية التعبير".

 

في السياق ذاته، يقول الصحفي عبد الملك الأغبري إن:" اليمن عاشت كلها وخاصة عدن حراكًا ثقافيًا وثوريًا أدى إلى انطلاق شرارة الثورة من جبال ردفان".

 

وأضاف لـ" المهرية نت" ثورة أكتوبر تتجدد علينا بعد 61 عامًا من انطلاقها وواقع الحال في الجنوب يشهد صراعًا خفيًا تغذيه دول خارجية لفرض واقع جديد على اليمن قد يصب في نهاية المطاف إلى تجزئة البلاد".

 

وتابع" لسنا ببعيد عما حدث في جنوب السودان أو غيرها من تشكيل تحالفات جديدة ضد الحكومة الوليدة أفضت إلى صراع وحرب أهلية، ويجب أن نستلهم ذلك؛ كي لا نكون حقلًا لتجارب أخرى أو تكرار تجارب خاطئة مآلها الفشل".

 

وأكد بأن" أبناء الجنوب واليمن كله يبحثون عن دولة توفر لهم حياة كريمة، تضمن لهم حقوقهم دون انتقاص".

 

وأشار إلى أن "غياب الدولة بكل مؤسساتها هو السبب الرئيس لما يحدث في الجنوب من تشظٍ وجعل المواطن هناك يبحث عن الدولة للخروج من سلطات الانتقالي".

 

ولفت إلى أن" تجاوب المواطن مع فكرة المجلس الانتقالي الذي يتبنى مشروع الانفصال هو خطأ استراتيجي وفشل آني".

 

*الالتفاف تحت راية الشرعية

 

ومضى قائلا:" كحل أقرب لاستعادة الدولة بمؤسساتها هو الالتفاف تحت راية شرعية الدولة والمطالبة بإيجاد مؤسسات حقيقية يديرها مسؤولو الدولة من مقرات الوزارات وليس من الفنادق أو من خلف الشاشات أو مواقع التواصل؛ لأن المحتل لا يمكن أن يكن بديلًا للدولة المستمدة وجودها وقوتها من الشعب في حفظ كرامة الإنسان وثروات البلاد".

 

 

من جهته يقول عميد عارف( طالب في قسم الإعلام بجامعة تعز) إن:" ثورة الرابع عشر من أكتوبر لم تكن مجرد انتصار عسكري، بل كانت رمزاً للصمود والتحدي، وتمثل دليلاً قاطعاً على أن الشعوب قادرة على التغلب على أي قوة مهما كانت قوية، خصوصا إذا اجتمعت على هدف واحد".

 

وأضاف لـ" المهرية نت" المرحلة التي تمر بها اليمن عامة وجنوب اليمن خاصة مرحلة خطرة تزيد من معاناة أبناء الشعب اليمني كون اليمن منقسمة في أيادي مليشيا لا نفوذ للدولة عليها، كما أنها مدعومة من دول خارجية بهدف السيطرة على المراكز الحيوية في اليمن عامة والجنوب خاصة وتخلق عجزاً كبيراً لسلطة الشرعية خصوصا مع بسط نفوذها في المناطق المحررة".

 

 

 وتابع " قوات الانتقالي المدعومة إماراتياً مسيطرة على مؤسسات الدولة وتستغل هذه المؤسسات لخدمة مصالحها ومصالح الدول الداعمة لها.. ميناء عدن شبه متوقف بسبب السفينة الإماراتية التي تم اعطابها في المرسى مما يمنع السفن العملاقة والدولية من أن تصل إلى الشاطئ ويجبرها على التحرك نحو ميناء الحديدة التابع لجماعة صنعاء وهذا يمثل خسارة للدولة وربح للإمارات والسعودية لأن خليج عدن لو عمل بشكل صحيح سيمثل خسارة للإمارات في حركة البحر ناهيك عن ميناء بلحاف وميناء عتق المتوقفة عن الخدمة بدعم سعودي إماراتي". 

 

ولفت إلى أن "الاحتلال البريطاني لجنوب اليمن كان استعمارًا مباشرًا؛ إذ حكمت بريطانيا المنطقة من خلال إدارة استعمارية مستقلة هدفها استغلال الموارد والثروات، بينما الوجود الحالي هو تأثير خارجيّ يُحاول بسط نفوذ الدّول الخارجيّة في منطقةٍ مُحَدّدة وسيطرة الإمارات والسعودية على الجنوب باستخدام أدواتها وميلشياتها أكثر تعقيدًا من التواجد البريطاني".

 

*إشعال أكتوبر جديد

 

وأفاد عارف بأن" أبناء الجنوب يعلمون بأنه ليس هناك حلاً عادلا لهم ولقضيتهم إلا بانتفاضة شعبية ضد العصابات والمليشيات المسلحة وإشعال أكتوبر جديد لمقاومة القمع والظلم والعودة إلى أحضان الدولة بعيداً عن حكم العصابات".

 

من جهته، يقول الناشط الإعلامي عبد الحكيم أنعم، إن:" بريطانيا لم تكن أول أو آخر من يطمع في الموقع الجغرافي الاستراتيجي لمحافظة عدن خاصة والجنوب بشكل عام، والواقع الحالي يؤكد ذلك الشيء". 

 

وأضاف لـ" المهرية نت" الأمر المحزن أن الغرباء من الأجانب و العرب يدركون أن عدن جوهرة المدن في الشرق الأوسط والرئة الهامة لحركة التجارة العالمية أكثر من أبنائها ".

 

 ولفت إلى أن " ثورة 14 أكتوبر قزمت إمبراطورية عظمى وأحيت روح الحرية والكرامة ومقاومة المستعمر مهما كانت قوته وجبروته ،وكما يقال ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.. هذا بالنسبة للأرض بينما الكرامة والحرية تنتزع انتزاعا من قوى الهيمنة والاستكبار".


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية