آخر الأخبار
في ذكرى ثورة أكتوبر اليمنيون يواصلون الكفاح ضد أذناب الاستعمار ولترسيخ السيادة(تقرير خاص)
مشهد ارشيفي من ثورة 14 أكتوبر
الأحد, 13 أكتوبر, 2024 - 04:51 مساءً
تحل يوم غد الاثنين الذكرى الحَاديةِ وَالسّتّين لثورة 14 اكتوبر المجيدة، وسط تحديات خطيرة تواجه اليمن دولة وشعباً، وتعيد إلى الأذهان التحديات نفسها التي قامت الثورة ومن قبلها ثورة السادس والعشرين, ففي العيد الـ 61 للثورة يتذكر اليمنيون تلك اللحظة التاريخية من أكتوبر عندما امتلكوا قرارهم وقلبوا المعادلة على واحد من أكبر الأنظمة الاستعمارية التي عرفها التاريخ.
هذه الثورة التي بفضلها وبدماء ثوارها هزمت وإلى الأبد أعتى إمبراطورية استعمارية عظمى في العالم, والتي كانت لا تغرب عن مستعمراتها الشمس, وقد كانت ثورة 14 من أكتوبر بمثابة تحوّل نوعي في مسار نضال الشعب اليمني ضد الاستعمار، وبقوافل الشهداء الذين قدموا أرواحهم قربانا في محراب الوطن, لتحقق الاستقلال ولطرد المستعمر من جزء غالي من الأراضي اليمنية.
ويستمر اليمنيون في الوقت الراهن بتمسكهم بنهج هذه الثورة وبالأهداف العظيمة التي قامت لأجلها ثورة أكتوبر, والحاجة لها في الوقت الراهن لمواجهة مؤامرة مكشوفة للنيل منها, ومن كيان الدولة اليمنية، وتتورط فيها أطراف تدعي أنها تستمد شرعيتها من ثورة أكتوبر التي انطلقت بروح يمنية وحدوية، وكانت وحدة البلاد في طليعة أهدافها.
ولم تكن ثورة أكتوبر لطرد الاحتلال البريطاني فقط, بل شكّلت نقطة تحول في تاريخ البلاد، ولملمه شتاتها, حيث يتذكر اليمنيون في مثل هذه المناسبة قدسية النضال من أجل حق الشعب في استقلال وطنه والسيادة على ترابه, كما يستعيدون أدبيات تلك المرحلة التي بات كثير منهم يقارنها بما يحدث الآن أمامه في صنعاء, ووكلاء القوى الدولية في الجنوب, وبينهما نخب لا تشبه تلك التي فجرت الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر, نخب رهنت البلاد لقوى التفتيت والتشطير مقدمة مصالحها الشخصية على مصلحة الوطن الكبير.
بهذا الشأن يقول الناشط الإعلامي منتصر الحاج: تحل الذكرى الـ 61 لثورة 14 أكتوبر المجيدة واليمن يعيش نفس التحديات التي كانت قبل الثورة, من أطماع وصراعات وانقسامات, التي لا تزال تفتح الأبواب للعابثين في مصير الوطن الكبير.
ما أشبه اليوم بالبارحة
واضاف الحاج لـ"المهرية نت", "ونحن نعيش الأوضاع التي تمرّ بها البلاد، يُطرح السؤال الآتي: ماذا لو أطلّ راجح لبوزة ورفاقه الثوَار من نافذة الغياب، واطّلعوا على ما آلت إليه الأوضاع في اليمن، بعد مُضي ستة عقود على الثورة، وشاهدوا عودة الاستعمار من بوابة سقطرى وموانئ البلاد وجُزرها، كما عادت الإمامة التي حاربوها أيضاً في شمال البلاد؟!".
وأردف: "يعيش اليمن اليوم تشرذُم وتشظٍ ومشاريع صغيرة وأطماع خارجية تحيط بالبلاد من كل جهة، وتتربص باليمنيين، مع فارقٍ في الافتقار للروح الثوريّة والمشروع التحرري إبان ثورة أكتوبر, ويُعيد التاريخ نفسه، ويكرر أحداثه, فقد عاد أذناب المستعمرين إلى جنوب الوطن معلنه عن نفسها, ومكشره عن أنيابها في شوارع ومدن وعدن وشبوة, وفي شواطئ سقطرى دون قناع, مستخدمه أدوات محلية رخيصة, ليس لها أي هدف, سوى تقسيم الوطن, لينفذ كفيلها أطماعه".
أضف: " لقد أصبحت المحافظات الجنوبية تعيش واقعا أدق توصيف له أنه واقع يشبه ما كان حاصل قبل ثورة 14 أكتوبر 1963م ، فالمحتل اليوم هم السعوديون والإماراتيين اذناب الاستعمار البريطاني الذي يسعى للانتقام من هزيمته من قبل ثوار 14 أكتوبر 63م الذين أنهوا وإلى غير رجعة 130 عاماً من الاستعمار والطغيان والعبث".
وتابع: "يتشابه الواقع اليوم في الجنوب بما كان عليه من شتات أيام الاحتلال البريطاني الذي تم إجلاء آخر جندي منه من عدن عام 1967، حيث يعيش جنوب اليمن اليوم وضعا تتشابه فيه السياسات والممارسات والذرائع للمستعمر البريطاني، في ظل سيطرة السعودية والإمارات اللتين أعادتا الماضي نفسه، في دعم مليشيات تشبه السلطنات التي كانت تدعمها بريطانيا".
ذكرى بين احتلالين
يقول الأكاديمي اليمني مختار العماد "تعود علينا ذكرى ثورة الرابع عشر من أكتوبر كل عام في ظل حدوث تجديد في وحدة الصف اليمني، فاليوم ما يزال اليمنيون يكافحون الاستعمار الجديد الذي يحتل الموانئ والجزروالمطارات وحقول النفط والغاز، ويقمع كل من يتحدث ضد ممارساته".
واستطرد الأكاديمي العماد في حديثه لـ"المهرية نت " بالقول إن" ما تمارسه دويلة الإمارات العربية المتحدة بحق أبناء الجنوب شعبا وإنسانا باحتلالها للجزر والموانئ اليمنية وعدم السماح بتصدير الغاز والنفط اليمني، لا يختلف كثيرا عن ما كان يمارسه الاحتلال البريطاني مع فارق جوهري بين الاحتلالين البريطاني والإماراتي المتمثل في أن بريطانيا أوجدت خدمات وبنية تحتية، فيما دمرت أدوات الاحتلال الإماراتي كل المقومات الاقتصادية والحضارية والثقافية في جنوب اليمن".
ودعا العماد كل أبناء اليمن والجنوب لجعل الاحتفال بذكرى ثورة 14 أكتوبر لهذا العام فرصة لإحياء روح المقاومة في نفوس أحفاد غالب بن راجح لبوزة ورفاقه ضد أذناب المستعمر الجديد الذي يمعن في إذلال ابناء الجنوب ومصادرة حريتهم واذكاء نار الصراعات بينهم من خلال سياسة فرق تسد التي كان يمارسها الاحتلال البريطاني قبل ثورة أكتوبر الخالدة".
وتحسّر الأكاديمي على خيبة الأمل بأن تعود الذكرى الحَاديةِ وَالسّتّين لثورة 14 أكتوبر 1962 والجنوب يعيش أوضاعا اقتصادية وسياسية وأمنية سيئة وغيابا تاما للدولة، متسائلاً: بأي صورة ولغة يمكن الاحتفال بذكرى ثورة أكتوبر في ظل الوضع الإنساني الكارثي الذي تعيشه مدينة عدن، التي لا يتوفر لها في الكثير من الاوقات وقود لتشغيل محطة الكهرباء, وفي ظل انهيار تاريخي لقيمة العملة المحلية, وغياب شبه تام للخدمات الاساسية".
البحث عن قائد كـ" لبوزة"
من بين صخب النقاشات المحتدمة والتساؤلات المثارة التي أشعلتها الذكرى السنوية الستين لثورة 14 أكتوبر ضد الاحتلال البريطاني برز السؤال الأهم على شفاه أبناء اليمن وفي عقول المستعمر الجديد ووكلائه: أين غالب بن راجح لبوزة؟".
وفي خضم البحث عن إجابتين متناقضتين لسؤال واحد يظل كلا الطرفين أبناء اليمن المتطلعين للانعتاق من المستعمر الجديد المترقب لثورة اكتملت جميع مسبباتها يترقبون قدوم راجح لبوزة الثائر الذي بات مقدمه أمرا حتميا".
ويرى مراقبين ثمة إجماع شعبي في الشارع اليمني بأن الجنوب بكل جزره وموانئه وأرضه وقراره السيادي بات محتلا من قبل دولة الإمارات، وعلى اليمنيين إيجاد القائد لتحرير أرضه، عبر الكفاح المسلح، والأعمال السياسية، والنضالية المشتركة المختلفة، وإنهاء الأنقاض والدويلات التي تشبه السلطنات والإمارات والمشيخات التي تريد الإمارات بناءها في الوطن الكبير والموحد".
وفي الذكرى الخادية والستين لثورة أكتوبر المجيدة على اليمنيين إنهاء الحروب الصغيرة المختلفة، سوى بتحركات سياسية أو عسكرية والقضاء على الأجندة الرجعية والاستعمارية، والذهاب للوحدة القوية التي تحفظ لليمن سيادته واستقلاله، ومعالجة ما أوصل اليمن إلى ما هو عليه اليوم من تداعيات سلبية، في الشمال والجنوب، التي أتت على كل المنجز الوطني والجمهوري.
وقد أكدت أحداث السنوات الماضية فشل خيار أدوات المستعمر الإماراتي بالانفصال الذي يتبناه المجلس الانتقالي، حيث عجزت النخب المدعومة من الإمارات عن إدارة حتى مدينة عدن، ولم تستطع خلق إجماع جنوبي على خيار الانفصال لتمكين المستعمر من ثروات اليمن، ما عزز من أهمية التخلص من أدوات المستعمر، وفرض خيار "اليمن الاتحادي"، كحل واقعي ومتوازن.