آخر الأخبار

سقطرى.. معاناة قاسية في السفر وضعف كبير بالخدمات وسط تجاهل حكومي وهيمنة إماراتية (تقرير خاص)

مطار سقطرى - أرشيفية

مطار سقطرى - أرشيفية

المهرية نت - سقطرى_ خاص
الإثنين, 07 أكتوبر, 2024 - 11:29 صباحاً

يقع أرخبيل سقطرى على بعد حوالى 200 كيلو متر من البر الرئيسي، ويقطنه نحو 50 ألف شخص، وقد ظل في منأى عن النزاع الدائر في اليمن، إلا أن "عاصفة الحزم" قفزت من ساحة معركتها الأصلية المفترضة - في أقصى الشمال- إلى قلب هذه البقعة الهادئة والساحرة من العالم. 

 

ونتيجة ذلك باتت اليوم سقطرى تعاني من حصار خدمي يعطل حركة الأفراد والبضائع من وإلى هذه الجزيرة الواقعة جنوب شبه الجزيرة العربية في المحيط الهندي. 

 

وسقطرى هي أكبر الجزر اليمنية وتقع بالقرب من خليج عدن، وهي الجزيرة الرئيسية في أرخبيل يتكون من ست جزر على المحيط الهندي، وتصنف من بين أهم أربع جزر في العالم من حيث التنوع الحيوي والنباتي.

 

ومنذ أن هيمنت الإمارات على أرخبيل سقطرى، واستيلائها على الأرض، أنشأت المعسكرات وسعت إلى التغلغل في كل مناحي الحياة في الأرخبيل لصالح الأجندة العسكرية التي جاءت لتحقيقها في الجزيرة وليس لصالح أبناء المحافظة.

 

وتتزايد السيطرة الإماراتية على محافظة سقطرى، ويظهر تأثيرها على هذا الأرخبيل المهم في المحيط الهندي، تاركا مخاوف كثيرة، وتحديات بيئية وخدمية، وعلى رأسها تعطيل السفر الجوي وإجبار السكان على ركوب رحلات بحرية خطيرة في ظل حكومة وقيادة مرتهنة للدول المعادية لليمن.

 

حصار الأرخبيل 

يرزح أبناء محافظة سقطرى، تحت حصار برعاية حكومية، وذلك بارتفاع أسعار تذاكر طيران اليمنية من وإلى سقطرى، التي وصلت إلى أرقام جنونية. 

 

وبات عدد من أبناء الأرخبيل يتكدّسون في البر الرئيسي بمحافظتي المهرة وحضرموت، للحصول على قوارب بحرية تقلهم إلى الجزيرة، وفق ما صرح به الناشط "مختار مفتاح" أحد أبناء سقطرى. 

 

وأكد مفتاح في حديث لموقع "المهرية نت" أن سكان جزيرة سقطرى يعانون اليوم أوضاعا إنسانية بالغة الصعوبة، أبرزها صعوبة إجراءات السفر والتنقّل بين المحافظات، سواء للعلاج أو الالتحاق في الجامعات والمعاهد، معتبرا المعاناة التي تواجه سكان الجزيرة "حصاراً حكوميا".

وفي هذا الصدد، طالب وكيل محافظة سقطرى عيسى مسلم، مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية بالنظر إلى المحافظة وتلبية الاحتياجات والخدمات التي تفتقر إليها، وكذا خفض سعر تذاكر طيران اليمنية من وإلى سقطرى، واحتساب قيمتها بالعملة المحلية بدلاً من الأجنبية.

 

وضاف: "يجب على الحكومة وضع حلول عاجلة وجذرية لإنهاء المعاناة، وتخفيض أسعار تذاكر طيران اليمنية واحتساب قيمتها بالعملة الوطنية بدلاً من الدولار، وزيادة عدد رحلاتها بمعدل رحلتين أسبوعياً على الأقل".

 

وأوضح أن رفع المعاناة عن كاهل المواطن وتلبية أبسط احتياجاته مسؤولية أخلاقية ووطنية ودينية على الدولة تجاه شعبها. 

 

وأكد الوكيل مسلم أن أبناء سقطرى يعانون، خصوصاً المسافرين العالقين في محافظتي حضرموت وعدن مع الارتفاع الجنوني في أسعار تذاكر الناقل الوطني (طيران اليمنية)، التي تصل إلى أكثر من 400 دولار ذهاباً وإياباً للفرد الواحد، الأمر الذي ضاعف من معاناة المواطنين، وأصبحوا عاجزين عن سداد تكاليف التغذية والإقامة والسكن في الفنادق أثناء السفر.

 

بديل غير آمن

 

 

يعاني سكان أرخبيل سقطرى، من صعوبة في التنقل بين محافظتهم والبر اليمني، ونتيجة ارتفاع أسعار تذاكر السفر عبر الخطوط "اليمنية" يلجؤون للسفر بحراً، عبر مراكب غير مجهزة للركاب، وتكاد تنعدم منها وسائل الأمان، ويقطعون رحلة بحرية شاقة من موانئ المهرة أو حضرموت لأكثر من أربعين ساعة، تمتد الى أيام غالبا، عبر سفن صغيرة شهدت في الأعوام الأخيرة حوادث جنوح عدد منها.

 

وإضافه الى ذلك تتوقف الملاحة البحرية للأرخبيل لأربعة أشهر على الأقل كل عام، بين يونيو وسبتمبر، بسبب موسم الرياح الشديدة، لا سيما على السواحل والمنخفضات الواقعة في الجهة الشمالية من سقطرى.

 

وفي حديثه لـ"المهرية نت "، شكى سليمان محمد، أحد أبناء محافظة سقطرى من ارتفاع أسعار التذاكر عبر طيران اليمنية. 

 

وأضاف أن رفع أسعار تذاكر طيران اليمنية يأتي رغم أنها في الأصل شركة حكومية وناقل وطني، مشيرا إلى أن أسعار التذاكر من حضرموت إلى الجزيرة تبلغ من 300 إلى 400 دولار ذهابا وإيابًا، وعدد الرحلات رحلة أسبوعية فقط".

 

ولفت سليمان إلى أن الرحلة الأسبوعية لا تكفي لحاجة أبناء سقطرى للتنقل، وخصوصا للطلاب أو المرضي وخاصة الحالات الحرجة، وكذا الطلاب الملتحقين في المعاهد والجامعات في عدد من المحافظات الأخرى.

 

ونوه إلى أن أسعار التذاكر لأبناء سقطرى مرتفعة مقارنة بسكان المحافظات الأخرى، رغم وجود منافذ برية لدى سكان المحافظات الأخرى لسد احتياجاتهم، مقارنة بسكان الجزيرة الذين ليس لديهم سوى منفذين جوي وبحري.

 

وتطير من مطار الريان بساحل حضرموت شرقي البلاد، رحلة أسبوعية وحيدة للخطوط الجوية اليمنية إلى الأرخبيل، وفقا لما أكدته جداول رحلات الشركة المنشورة على حسابها بموقع فيسبوك، فيما كانت اليمنية قد أعلنت تدشين رحلتها (عدن – حديبو – الغيضة)، غير أن ذلك الخط توقف. 

 

معاناة متنوعة 

 

غلاء تذاكر اليمنية وندرة رحلاتها ليستا المعضلتان الوحيدتان، فنتيجة ندرة الرحلات، يسافر الشخص من الأرخبيل ثم لا يجد مجالاً للعودة إلا بعد شهر وأكثر في كثير من الأحيان ويكلفه ذلك إقامة في حضرموت ومصروفات إضافية، كما أن مقعد الطفل يحجز بسعر مقعد الرجل العادي، وفي كثير من الأحيان يلجأ الشخص للسفر وطفله في حجره نظراً للطلب الكبير ومحدودية المقاعد، وفقاً للصحفي محمود السقطري.

 

وتساءل السقطري في حديثه لموقع "المهرية نت" قائلاً: "هل يوجد مكان غير سقطرى يسافر منه أو إليه الشخص ثم لا يجد مجالا للعودة إلا بعد شهر أو أكثر؟ وهل يوجد بلد أو شركة طيران تمنح المسافر تذكرة صعود إلى الطائرة ثم تسحب منه عنوة ويعود أدراجه دون أي تقدير؟".

 

وأضاف السقطري:" وهل يوجد بلد غير شركة اليمنية يتم فيها حجز مقاعد للأطفال بنفس سعر تذاكر الكبار أو قريب منها وبعدها يأتي شخص آخر ويحتل مقعد ذلك الطفل لتجبر والدته أو والده على وضعه في حجره؟ وهل يوجد بلد في العالم مدة الرحلة إليه 45دقيقة وسعر المقعد الواحد فيها من 150$دولارا إلى 200$دولار و من ثم لا يضمن فيها الراكب أحقيته في المقعد إلا بعد إقلاع الطائرة؟".

 

وتابع : "وفي رحلة يوم الأحد 29 /9/2024، أعيد 15مسافراً من على متن الطائرة عنوة بعد حصولهم على كرت الصعود، ومنهم عجوز مشلولة وامرأة أخرى مريضة، وأسر أخرى، وأن مدير مكتب اليمنية في حضرموت باع هذه المقاعد بمبالغ طائلة، فقد دفع له البعض 500 دولارا وآخرين دفعوا 800 دولارا"، للمقعد الواحد".

 

ويشكو سكان سقطرى، إلى جانب ارتفاع أسعار تذاكر طيران اليمنية من الأرخبيل إلى المحافظات المجاورة، من تدهور الخدمات الأساسية وتردي الأوضاع المعيشية منذ سيطرة المجلس الانتقالي الموالي لدولة الإمارات على المحافظة عام 2020، وكذا من استغلال الشركات الإماراتية التي تحتكر الكهرباء والنفط والغاز المنزلي ورفع أسعارها إلى مستويات تفوق القدرة الشرائية للمواطنين، وسط وصمت وتجاهل المجلس الرئاسي والحكومة اليمنية.

 


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية