آخر الأخبار
هكذا تفاعل اليمنيون مع اغتيال نصر الله (تقرير خاص)
حسن نصر الله
الإثنين, 30 سبتمبر, 2024 - 10:11 صباحاً
حظيت حادثة اغتيال الاحتلال الإسرائيلي زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله باهتمام وتفاعل كبيرين باليمن، وسط حالة تباين ملحوظ في ردود الأفعال بشأن الواقعة.
والسبت، أكد حزب الله اللبناني اغتيال أمينه العام حسن نصر الله في غارات عنيفة شنتها إسرائيل أول أمس الجمعة على الضاحية الجنوبية في بيروت.
وفي سياق ردود الأفعال باليمن، أعلن رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين مهدي المشاط الحداد ثلاثة أيام وتنكيس الأعلام في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة، على إثر "استشهاد نصر الله".
وتعليقا على حادثة الاغتيال، اعتبر زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي حسن نصر الله بأنه "كان نجماً مضيئاً في سماء المجاهدين، وقائداً عظيماً ومباركاً وموفقاً حاملاً لراية الإسلام والجهاد، ومجسداً لقيم الإسلام وأخلاقه، وعزيزاً شامخا شجاعاً(..) عرفه العدو والصديق والمحب والمبغض".
وأكد الحوثي في كلمة متلفزة خصصها للحديث عن الحادثة " الوقوف إلى جانب إخوتنا في حزب الله، مشيرا إلى أن جبهات الإسناد ومحور الجهاد(ضد إسرائيل) وراية الإسلام ستبقى وتستمر وترتفع رغم أنف العدو الصهيوني".
وفي إشارة ربما إلى نية الجماعة الرد على إسرائيل، تابع الحوثي "أؤكد للشهيد(نصر الله) ولرفاقه السابقين في فلسطين ولبنان أننا صامدون وصابرون ومحتسبون، وأن دماءهم لن تذهب هدراً".
وتسيطر جماعة الحوثي على معظم المحافظات ذات الكثافة السكانية العالية شمالي اليمن، وتحظى بعلاقات وثيقة مع حزب الله اللبناني، والجانبان يعرف عنهما بأنهما ضمن ما بات يعرف بمحور المقاومة ضد إسرائيل.
بدوره، يرى القيادي البارز في جماعة الحوثي محمد البخيتي أن نصر الله "أول قائد مسلم هزم إسرائيل في معركة تحرير لبنان".
ويضيف في منشور عبر منصة إكس مخاطبا نصر الله "هنيئا لك الشهادة يا سيد المقاومة، وما أعظمها من شهادة، لأنك نلتها وأنت تدافع عن غزة".
وفي المقابل، التزمت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا الصمت ولم تصدر أي موقف رسمي بخصوص اغتيال نصر الله، باستثناء منشور عبر منصة إكس لوزير الأوقاف والإرشاد محمد عيضة شبيبة.
وقال الوزير شبيبة المحسوب على التيار السلفي "مات حسن نصر الله.. مات وقد أشبع اليهود سبا، وأَثخن في المسلمين قتلا، كانت حنجرته ضد اليهود، بينما ارتوى خنجره من دماء المسلمين".
وأضاف شبيبة "مات وقد أخبرنا بعظمة لسانه وتباهى على الهواء مباشرة بأنه لن يذهب للقتال في القدس حتى يقاتل في القلمون، والزبداني، وحمص، وحلب، ودرعا، والسويداء، والحسكة.. سحق الأطفال وهتك الأعراض ودمر كل حيٍ وقصف كل قائم، وبشكل فظيع، ينمّ عن حقد كبير". 9
ناشطون معارضون للحوثيين لم يخفوا فرحتهم باغتيال حسن نصر الله الذي يتهمونه بأنه قدم الدعم الكبير للجماعة خلال قتال القوات الحكومية.
ويستدل هؤلاء بكلمة سابقة لحسن نصر الله في فبراير /شباط 2021 حينما كان مسلحو الحوثي يقتربون من السيطرة على مدينة مأرب الاستراتيجية قال فيها " إن سقوط مأرب يعني أن الطرف الآخر(الحوثي) فاز بالحرب اليمنية.. تداعيات مأرب ستكون كبيرة جدا في اليمن والمنطقة".
ويقول الصحفي عبدالله المنيفي في حسابه على منصة إكس " قالها بلسانه(يقصد نصر الله) أنه كان عدوا لنا نحن اليمنيين".
وأضاف المنيفي الذي اعتقله الحوثيون لمدة عامين أن نصر الله " شارك الحوثيين في قتلنا وتهجيرنا، كما كان عدوا للسوريين وقتل وشرد الملايين".
وفي الجانب الآخر قلل الصحفي المقيم في صنعاء أحمد فوزي من تأثيرات اغتيال حسن نصر الله، قائلا عبر منصة إكس "لا ترضخوا ولا تلتفتوا إلى أدوات الحرب النفسية للعدو الصهيوني وصهاينة العرب ضد المقاومة وأبطالها.. المعركة لم تنته وأهداف العدو لن تتحقق".
بينما اعتبر الناشط ناجي علي داود أن" اليمن كان وحيدًا وكسيرًا ويُضرب دون رحمة من دول العدوان(التحالف العربي) ، ولم يقف معه وقتها سوى نصر الله".
وأضاف في منشور عبر فيسبوك "ذاك دأب عظماء الأمة وأحرارها..خبر استشهاده كتتويج لفعله المقاوم ومسيرته الجهادية طيلة حياته".
بدوره، يقول المحلل السياسي أحمد هزاع، إن:"انقسام الشارع اليمني ومواقف الأطراف بشأن مقتل حسن نصر الله يؤكد حالة الشرخ والانقسام التي تشهده البلاد جراء الحرب المستمرة منذ عقد من الزمن والتي أنتجت واقعا جغرافيا ومزاجا شعبيا يتناغم مع السلطات المسيطرة".
وأضاف لـ" المهرية نت" موقف الحوثيين وناشطيهم ليس بالمفاجئ حيث وحزب الله يلتقي مع الحوثيين في محور واحد ومن الطبيعي أن نجد الموقف الرسمي الحوثي يتواءم مع مواقف المحور بقيادة إيران".
وتابع" بالنسبة للشارع اليمني ومن خلال قراءة مواقع التواصل الاجتماعي نجد أن غالبيته كان له موقفا من حسن نصر الله وحزب الله الذي شارك في دعم الحوثيين في معاركهم ضد اليمنيين، ووضح ذلك جليا من فرحهم بمقتله وهي انطباعات لا تعني تأييد ما أقدمت عليه إسرائيل بقدر ماتعني الفرحة بمقتل زعيم كيان يُتهم على أنه متورط في سفك دماء اليمنيين".