آخر الأخبار
كيف يبدو موقف روسيا بشأن الأزمة اليمنية؟ (تقرير خاص)
الأحد, 29 سبتمبر, 2024 - 09:53 مساءً
بحث رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف- يوم الجمعة- التصعيد في اليمن، بحسب لقاء على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حسب موقع وزارة الخارجية اليمنية.
واستعرض اللقاء العلاقات الثنائية العريقة بين البلدين الصديقين، التي تعود إلى نحو تسعة عقود، والفرص الواعدة لتوسيعها وتعزيزها في مختلف المجالات بالإضافة إلى مناقشة مستجدات الوضع اليمني، والجهود الهادفة لخفض التصعيد، وإطلاق عملية سياسية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة.
فيما اتهم المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ روسيا بإجراء مباحثات مع جماعة الحوثي لتزويدها بالسلاح، وقال في تصريح للوكالة الفرنسية -على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك- إن موسكو "تبرم صفقاتها الخاصة" مع الحوثيين للسماح لسفنها بالمرور دون أن تتعرض لأذى.
وأضاف ليندركينغ "لدينا تأكيد بأن الروس والحوثيين يبحثون سبل التعاون"، ومن بين ذلك نقل الأسلحة، ولا نعلم إن كان نقل الأسلحة يتم بينما نحن نتحدث، لكن الأمر بلغ حدًا يستدعي أن ندق جميعًا ناقوس الخطر لضمان عدم حدوث ذلك".
وفي وقت سابق، قالت مصادر غربية وإقليمية إن إيران تتوسط في محادثات سرية جارية بين روسيا وجماعة الحوثيين في اليمن لنقل صواريخ مضادة للسفن إلى الحوثيين، وهو تطور يسلط الضوء على العلاقات المتنامية بين طهران وموسكو، وفقا لوكالة رويترز.
وقالت 7 مصادر إن روسيا لم تقرر بعد نقل صواريخ ياخونت، المعروفة أيضا باسم "بي 800 أونيكس"، والتي قال خبراء إنها ستسمح للحوثيين بضرب السفن التجارية في البحر الأحمر بدقة أكبر، وزيادة التهديد للسفن الحربية الأميركية والأوروبية التي توفر الحماية لحركة الملاحة.
وبحسب تلميحات جاءت على لسان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، خلال مباحثات عقدها مع عضو مجلس القيادة الرئاسي، طارق صالح، في العاصمة موسكو، الخميس 20 سبتمبر، بحسب وكالة "سبأ" إن:" روسيا تعتزم إعادة فتح سفارتها في عدن، بعد إغلاقها لسنوات في صنعاء الواقعة تحت سلطة جماعة الحوثي.
وفي بداية هذا العام، وتحديداً 25/ يناير، زار وفد حوثي موسكو والتقى بمسؤولين في وزارة الخارجية الروسية وناقشا الأوضاع في غزة وعسكرة واشنطن للبحر الأحمر وقال رئيس وفد الحوثيين الناطق باسم الجماعة، محمد عبد السلام، في بيان، عبر منصة "إكس" إنه "التقى في موسكو مع الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وإفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف".
وأضاف عبد السلام، "جرى خلال اللقاء عرض أوضاع المنطقة خصوصًا ما يجري في غزة من جرائم إبادة جماعية مدانة ومرفوضة، وضرورة تكثيف الجهود الدولية للضغط على الولايات المتحدة وإسرائيل لوقفها، كما تم استعراض آخر تطورات التفاوض والنقاش مع السعودية بوساطة سلطنة عمان الشقيقة بشأن تطورات العملية السياسية اليمنية".
ومع استمرار تأرجح الموقف الروسي مع الحكومة الشرعية، والحوثيين، خلال الفترات الماضية منذ مطلع هذا العام، وتغيّره بين لحظة وأخرى، يرى محللون أن الموقف الروسي مربوط بالدرجة الأولى بالموقف الأمريكي وأحداث البحر الأحمر، ولا يستطيع أن يتجاوز الحكومة الشرعية لما تمتلكه من اعتراف دولي.
مرتبط بالموقف الأمريكي
بهذا الشأن، يقول الصحفي والمحلل السياسي عبد الواسع الفاتكي "الموقف الروسي من الحرب الدائرة باليمن مرتبط بالدرجة الأساسية بالموقف الأمريكي، والمستجدات الطارئة الحاصلة في البحر الأحمر المتمثلة بالهجمات المتكررة للحوثيين على السفن المارة في البحر، وبالذات السفن الأمريكية والدول المتحالفة معها".
وأضاف الفاتكي لموقع" المهرية نت": يلاحظ أن الموقف الروسي بدأ يظهر بقوة في الملف اليمني بعد الحرب الروسية ضد أوكرانيا، ورأت موسكو بأنه لا بد وأن تؤثر على المصالح الأمريكية في المنطقة، وبالذات في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن، على اعتبار أن الحوثي حليف لإيران، وإيران هي حليفة مع روسيا وفي إطار الحرب الروسي الصيني المناهض لأجندة الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة".
وأشار الفاتكي إلى أن "الموقف الروسي بدأ يعلن نفسه بقوة خاصة في الأشهر القليلة الماضية، يلاحظ ذلك من خلال تصريحات الدبلوماسيين الروسيين وتصريحات القادة الروس الذين أكّدوا على ضرورة أن يكون لروسيا دور كبير في حل الأزمة في اليمن".
وأكّد "يلاحظ أنه بين الفنية والأخرى يصرح بعض المسؤولين الروس ويشيرون إلى الملف اليمني وكأنهم يريدون أن يعطوا رسالة إلى الدول الضالعة في الحرب في اليمن بأنه لا يمكن تجاهل الروس، وأن روسيا حاضرة ولا بد أن تكون موجودة في إطار التسوية السياسية النهائية للحرب باليمن".
استخدام الأزمة اليمنية كورقة مقايضة
وتابع: "مؤخرًا تناولت بعض وكالات الأنباء أخبارًا مفادها أن روسيا عازمة على تزويد الحوثيين بصواريخ مضادة للسفن بوساطة إيرانية، وإن صحت تلك الأنباء فهذا يعني أن روسيا تنظر إلى الحرب في اليمن ليس بمنظور الشرعية اليمنية أو الشعب اليمني، وإنما تنظر له كورقة تقايض به الولايات المتحدة الأمريكية، وكملف من الملفات التي تعتقد روسيا أنها ستؤثر على المصالح الأمريكية، لا سيما من خلال إصرار الحوثيين على شنّ الهجمات على السفن وبالذات السفن الأمريكية أو السفن المتحالفة مع الولايات المتحدة في إطار إسناد معركة طوفان الأقصى".
للتأثير على المصالح الأمريكية
ولفت إلى أنه "رغم أن روسيا استقبلت مسؤولين يمثلون الحكومة الشرعية إلا أنها قبل ذلك كانت قد استقبلت بعض الشخصيات من الحوثيين مثل محمد عبد السلام، الذي عقد عددا من اللقاءات مع مسؤولين روس؛ وهذا يعني أن السياسة الروسية بالنسبة للملف اليمني؛ فهي تحاول أن تستخدم هجوم الحوثيين كورقة من الأوراق الضاغطة على الولايات المتحدة الأمريكية، وتريد أيضا أن تخفف جبهة الحرب الدائرة عليها من قبل أوكرانيا وذلك بإشعال منطقة البحر الأحمر والتأثير على المصالح الأمريكية".
وبيّن "ترى روسيا بأن مصالحها ستحقق من خلال الحلف الإيراني الحوثي؛ وبالتالي ليس من المستبعد أن تمدّ الحوثيين بعدد من الصواريخ المضادة للسفن، وأيضا أعلنت الحكومة الروسية أنها ستفتح سفارتها في عدن وهذه إشارة إلى أنها تعترف بالحكومة الشرعية وأنها تتعامل مع الحكومة وهذا لا يعني بالمقابل أنها ستلعب بورقة الحوثيين خاصة إذا طلبت إيران ذلك من موسكو وحرصت إيران على أن تدخل روسيا كلاعب من اللاعبين الأساسيين في الملعب اليمني".
واختتم" الموقف الروسي بالمجمل يتأرجح ما بين حرص روسيا على ألا تتجاوز شرعية الحكومة الشرعية باعتبارها الحكومة المعترف بها دوليًا وألا تخالف القواعد الدبلوماسية، وبين اللعب على وتر تهديد المصالح الأمريكية من خلال مدّ الحوثيين بالصواريخ المضادة للسفن".
في السياق ذاته يقول المحلل السياسي والاستراتيجي، د.علي الذهب: يقوم الحوثيون بالتواصل مع روسيا من أجل الحصول على بعض الأسلحة المتطورة بمجال الدفاع الجوي والأسلحة الجوية بعيدة المدى منها الصواريخ، وهنا إشارة إلى أن الصواريخ الفرط صوتية التي يقول الحوثيون إنهم يطلقونها باتجاه المناطق الفلسطينية المحتلة وأيضا بعض الأسلحة الموجهة نحو السفن كالصواريخ المضادة للسفن".
طرفٌ ثالث
وأضاف الذهب لموقع "المهرية نت" يتضح أن هناك طرفًا ثالثًا يمد الحوثيين بهذه الأسلحة في الوقت الذي لم تزود روسيا الحوثيين بالأسلحة مباشرة وإنما عن طريق طرف ثالث فضلا عن إيران التي تقوم بدعمهم بالأسلحة.. وفي الوقت نفسه هناك تنافس بين مختلف الدول المناوئة للولايات المتحدة وذلك باستغلال الحوثيين كورقة سياسية وتزويدهم بالأسلحة المضادة للسفن أو بالتدريب أو بالذخائر ونحو ذلك".
وأردف" البعض يشير إلى أن" الصين أيضا ضالعة في ذلك وروسيا قد تلقت ضمانات بعدم اعتراض سفنها مقابل منحها للحوثيين أسلحة، وقد كان لروسيا موقف بهذا الصدد وذلك بأنها لم توافق على إدانة مجلس الأمن لهجمات الحوثي على البحر الأحمر؛ فقد امتنعت عن التصويت في إدانة مجلس الأمن لهذه الهجمات".
وتابع "روسيا أيضًا اعتبرت الهجمات الأمريكية البريطانية على اليمن في مناطق سيطرة الحوثيين بأنها عدوان سافر، وقد كان لهذا أثر من ناحية زيارة الوفد الحوثي لموسكو، ومع تصاعد الخبر بأنه هنالك فعلا صفقة أسلحة قد تصل إلى الحوثيين زار وزير الخارجية موسكو".
وواصل" في كل الأحوال روسيا لا تعترف بالحوثي لكنها تستخدمه مثل بقية القوى الدولية كورقة رابحة لأنها في حقيقة الأمر هي لديها علاقات وثيقة مع اليمن، ولديها سفارة في اليمن".
وأكد" أنا لا أرى أن روسيا قد منحت الحوثيين صواريخ فرط صوتي، لكنهم يمتلكون صواريخ باليستية قد تصل إلى هذا المدى وكذلك امتلاكها مقذوفات مشابهة الباليستية، يستخدمها الحوثيون".